حفر على الوسام تعبير "المروءة والشرف" باللغتين العربية والفرنسية، علماً أن شريط الوسام كان عبارة عن العلم اللبناني القديم أي علم فرنسا تتوسطه أرزة. بعد الاستقلال صدر قانون عدّل شكل الشريط بحيث صار عبارة عن العلم اللبناني الحالي.
ويتألف الوسام من الرتبة الاستثنائية (الوشاح الأكبر) وأربع درجات (ذهبية، فضية مع سعف، فضية وبرونزية). ويعتبر رئيس الجمهورية بحكم مهمته حامل الرتبة الاستثنائية ورئيساً أعلى لحملة وسام الاستحقاق اللبناني (المادة 26 من المرسوم الاشتراعي 122). صُنع وسام الاستحقاق خلال الإنتداب في فرنسا، وفي الخمسينات من القرن الماضي جرى صنعه في النمسا، وابتداءاً من الستينات بدأ يصنّع في لبنان، وبنسخ متدنية الجودة أحياناً.
في العام 1930، أقر مجلس النواب انشاء "نيشان المعارف"، الذي يمنح "لكل شخص خدم التعليم الرسمي اللبناني خدمات ممتازة، كتشييد المدارس أو تخصيص الأموال للإنفاق على بعثات علمية أو فنية في معاهد تختارها الحكومة". وقد صدر القانون في 5 كانون الأول 1930، وجاء في مادته الثالثة: "يتألف النيشان من وسام مستدير قطره خمسة سنتيمترات، مشبوك بشريطة من الحرير الأبيض المتموج، عرضها 35 مليمتراً وطولها خمسة سنتيمترات، في وسطها أرزة خضراء. وينقش على ظاهر الوسام كلمتي "نيشان المعارف"، تحيط بهما هذه الحكمة "من فتح مدرسة أقفل سجناً"، وينقش على باطن الوسام كلمتي "الجمهورية اللبنانية" بالخط الكوفي". انقسم هذا الوسام إلى ثلاث درجات: المذهبة والفضية والبرونزية ويحمل توقيع الفنان الأرمني مارديروس ألتونيان، الذي صمم مبنى مجلس النواب.
ومن أهم الأوسمة التي قُررت في زمن الإنتداب والتي مازالت حتى اليوم: وسام الأرز اللبناني الذي استحدث في العام 1936 في قانون أقره مجلس النواب، وارادت الدولة اللبنانية منحه لشخصيات أجنبية أو سفراء ووزراء لا يمكن منحهم وسام الاستحقاق العادي. كان هذا الوسام على درجة واحدة، ومن ثم أصبح يشتمل على ست رتب: فارس، ضابط، كومندور، ضابط أكبر، وشاح أكبر والقلادة الكبرى. وقد أضيفت القلادة الكبرى في عهد الرئيس ميشال سليمان في العام 2010، وهي تُمنح لرؤساء الدول خلال زياراتهم الرسمية. ويعتبر "رئيس الجمهورية بحكم مهماته حامل القلادة الكبرى ورئيس أعلى لحملة وسام الأرز، ويحتفظ بالقلادة الكبرى بعد انتهاء ولايته".
أما الأوسمة التذكارية فيتم منحها في ظروف محددة أو لتخليد حدث استثنائي. من أهمها وأولها "ميدالية لبنان التذكارية"، التي أستحدثت في العام 1926 خلال الحملة العسكرية التي شنتها القوات الفرنسية لقمع الانتفاضة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، وامتدت شرارتها إلى بعض المناطق اللبنانية. ارتأت يومها السلطات الفرنسية تشجيع اللبنانيين على الانخراط في المواجهة ضد المنتفضين. لذلك قام حاكم لبنان الكبير، الفرنسي ليون كايلا، بوصفه ممثلاً للحكومة اللبنانية- كون الدستور لم يكن قد أُقر بعد، كي تنبثق عنه سلطات محلية- بإصادر القرار رقم 3570 في 9 آذار 1926 والذي أنشأ بموجبه "الميدالية التذكارية للبنان".
وقد نصت المادة الأولى من القرار على أن "الميدالية تمنح للجنود الفرنسيين واللبنانيين الذين شاركوا في صد هجوم المتمردين الذين اجتاحوا مناطق من لبنان". وتقوم المادة الثانية بتحديد شكل الميدالية بحيث تكون مصنوعة من برونز بقطر 30 ملم، على أن يكتب على وجهها "من أجل لبنان"، في حين يحمل الوجه الخلفي صورة للشمس وهي تشرق من وراء جبال صنين، مع الأرزة والتاريخ.
لا يقتصر منح الأوسمة والميداليات على رئيس الجمهورية، بل يمنحها رئيس مجلس الوزراء أو الوزير المعني أيضاً. وفي السابق كانت جميع الأوسمة تقدم مع شهادة ذات تصميم فريد وجميل، موقعة من رئيسي الجمهورية والحكومة. وتشكل هذه الأوسمة هدفاً للهواة، كما يعرف العلم الذي يتولى دراسة الأوسمة بـ"phaléristique". وهو يحتل حيزاً مهماً إلى جانب علم دراسة العملات.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها