وقد برر شمالي خلال الندوة الاجراءات الأمنية الاستثنائية هذه بتلقيه تهديداً من مجهول، معلناً أسفه لمنع الطلاب من الاحتجاج. على أن هذا الاستثناء ليس الأول، منذ قرارات "الأونروا" الأخيرة، اذ سبق لشمالي أن ألغى زيارته إلى معهد سبلين المهني تخوفاً أيضاً من تحركات احتجاجية كانت تُحضر لاستقباله.
وفي الندوة، الذي اشترك فيها أيضاً رﺋﻳس ﻟﺟﻧﺔ ﻋﻣﻝ اﻟﻼﺟﺋﻳن اﻟﻔﻠﺳطﻳﻧﻳﻳن ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن اﻟﺳﻔﻳر ﺳﻣﻳر اﻟﺧوري والمحامي كريم نمور من "المفكرة القانونية"، غلبت قضية التقليصات الصحية على موضوعها الأساسي، في النقاش الحاد الذي دار بين شمالي والطلاب. وكان شمالي قد استهل حديثه بالقول إن "الفلسطينيين يشعرون بتعرضهم لانتهاك في حقوقهم"، نتيجة ما سماه بـ"التعديلات" التي طرحتها "الأونروا"، مؤكداً أن "هناك سوء فهم، لأن الأونروا لم تقم بأي تقليصات لخدماتها الصحية، بل على العكس زادتها في بعض المجالات، كالخدمات الصحية للأمراض المزمنة حيث ارتفعت تغطيتها من ٥٠٪ إلى٦٠٪". كما أنها، وفقه، "منحت الأولوية لمستشفيات الهلال الأحمر لدعمها بدلاً من المستشفيات الحكومية والخاصة مرتفعة التكاليف، من دون فسخ أي عقود مع ٣٠ من هذه المستشفيات"، ومشيراً إلى أنها "أدرجت عنصر تقاسم التكاليف الخدماتية مع اللاجئين، من دون أن تنسى في سياساتها هذه الأقل قدرة بينهم".
على أن هذه التبريرات، التي تعلنها "الأونروا" منذ بداية الأزمة، بدت متناقضة وغير مقنعة للطلاب، فقوبلت بردود واستفسارات جريئة، وأولها عن الاجراءات الأمنية ومنع زملائهم من الدخول، التي "تعيد إنتاج الآليات التي تستخدمها الدولة اللبنانية والكيان الاسرائيلي مع اللاجئين"، وفق ما قال أحد الطلاب. وقالت طالبة "أنتم تسحبون الحياة منا، ولا يجب أن تكون انت خائفاً من التهديد بالقتل، بل نحن الذين يجب أن نخاف". فيما اشتكت طالبة أخرى من تقلص مصاريف استشفاء والدتها، متساءلة عن "سبب الطلب من اللاجئين المشاركة بالخدمات الصحية بنسبة 20%"، فبرر شمالي تقليص الميزانية بـ"وجود زيادة في المصاريف".
في المقابل، لم يكن خروج شمالي من حرم الجامعة سهلاً أيضاً، رغم الاجراءات الأمنية المرافقة، اذ احتشد عدد من الطلاب في الخارج. وقال حسن، وهو أحد الطلاب، لـ"المدن"، "جئنا نؤكد على الحضور الشبابي الواعي، ولنوصل للجانب الآخر ما لا يقوله لهم المسؤولون الفلسطينيون". وأكدت سارة، وهي طالبة في الجامعة أيضاً، "لن نقبل بالتقليصات والمساومة على حقوقنا، ونحن نعتبر هذا الاستهتار بها تعدياً على الفلسطينيين، الذين يعيشون في وضع صعب بسبب التضييق عليهم من قبل السلطات اللبنانية، وفي ظل غياب المساعدات المستدامة، واعتمادهم على مساعدات الأونروا بشكل أساسي"، مشيرة إلى أن "الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي تسلمه الأونروا جزءاً كبيراً من مسؤولياتها، أعلن أنه لن يكون قادراً على التكفل بهذا العدد الهائل من الخدمات".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها