الإثنين 2024/09/30

آخر تحديث: 15:39 (بيروت)

بارو يستأنف لقاءته وميقاتي عند بري: تعهد بتطبيق 1701

الإثنين 2024/09/30
بارو يستأنف لقاءته وميقاتي عند بري: تعهد بتطبيق 1701
بارو التقى بري في عين التينة (Getty)
increase حجم الخط decrease
بدأ وزير الخارجيّة الفرنسيّ، جان نويل بارو، اليوم الاثنين، سلسلة لقاءاته مع عددٍ من المسؤولين اللّبنانيين لبحث مساعي وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فضلًا عن تقديم الدعم الإنسانيّ للشعب اللّبنانيّ. وأعلنت السّفارة الفرنسيّة في بيروت، في بيان، مساء الأمس، أنّ وزير أوروبا والشؤون الخارجيّة جان نويل بارو، سيعقد مؤتمرًا صحافيًّا عند السّاعة الخامسة من بعد ظهر اليوم، في مقرّها بقصر الصنوبر في بيروت. وتأتي زيارة بارو بعد الجولة الّتي أجراها الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي في بيروت، الّتي  لم تؤد في أعقابها  لأي نتيجة فعليّة وخصوصًا بعدما أطاح الجانب الإسرائيليّ بجميع المساعي الراميّة للتهدئة باغتياله الأمين العام لحزب الله. في وقتٍ تُحذّر فيه فرنسا من خطورة الوضع في لبنان، مشدّدةً على معارضتها أي عملية بريّة إسرائيليّة في لبنان.

لقاءات بارو
واستهلّ وزير الخارجيّة الفرنسيّ زيارته إلى لبنان بلقاءٍ، مساء أمس، مع وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، الذي استقبله في مطار رفيق الحريري الدوليّ، حيث أكدّ على وقوف فرنسا إلى جانب لبنان والتزامها بدعم وزارة الصحة العامة. وتسلّمت وزارة الصحة، أمس، هبة فرنسية عبارة عن مساعدات تبلغ زنتها 11 طنًا ونصف طن من شأنها تعزيز المخزون الطبيّ لمعالجة حالات الطوارئ، بحسب ما أكدّ الأبيض.

وفي لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بحث بارو آخر المستجدّات السّياسيّة والميدانيّة، وأكدّ ميقاتي خلال اللقاء أن "مدخل الحلّ هو في وقف العدوان الاسرائيليّ على لبنان والعودة إلى النداء الذي أطلقته الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبيّ ودول عربيّة وأجنبيّة لوقف إطلاق النار". ورأى "أن الأولويّة هي لتطبيق القرار الدوليّ 1701".
بدوره، شدّد وزير خارجية فرنسا على"أولويّة انتخاب رئيس الجمهوريّة والعمل على وقف المواجهات المسلّحة".. مؤكداً على دعم بلاده للبنان وشعبه على الصعد كافةً، مشيرًا إلى أن فرنسا مهتمة جدًا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة.
وأفادت المصادر الدبلوماسيّة أن بارو أكدّ لميقاتي على أهمية وقف إطلاق النار، لبدء مسارٍ دبلوماسي لوقف الحرب، وأن مبادرة وقف إطلاق النار الّتي طرحها الحراك الدبلوماسيّ الفرنسيّ – الأميركيّ المشترك والمدعوم عربيًّا وأوروبيًّا لا تزال مستمرة.
والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بارو، وتوجّه برّي بالشّكر إلى فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، على "حرصهما ودعمهما للبنان، لا سيّما في هذه المرحلة العصيبة الّتي يمرّ بها، جرّاء العدوان المتواصل والحصار الّذي تفرضه إسرائيل على لبنان، مانعةً إيصال المساعدات لإغاثة النّازحين"، مؤكّدًا "موقف لبنان الإيجابي الّذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك، حيال النّداء الرّئاسي لوقف النّار، في أعقاب القمّة الرّئاسيّة الفرنسيّة الأميركيّة، والّذي يحظى بدعم دولي واسع". وشدّد على أنّ "إسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكلّ الجهود الرّامية لوقف العدوان"، مركّزًا على أنّ "كرة النّار الإسرائيليّة تطال لبنان كلّ لبنان"، ومشيدًا بـ"تماسك اللّبنانيّين ووحدتهم وتضامنهم ضدّ العدوان الإسرائيلي". بدوره، وافق بارو، برّي على عرضه، مؤكّدًا أنّ "الحلّ الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701".
واستقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون، وزير الخارجية الفرنسي،  بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو. وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وقد نوّه الوزير بارو بأداء الجيش مؤكدًا "استمرار دعم بلاده للمؤسسة العسكرية".
وفي مؤتمر صحفي له، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو أن "ثمة حلول دبلوماسية" في لبنان، على الرغم من الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت. وعدد وزير الخارجية في تصريح له، الحلول من بينها "وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701"، مشددًا بعد أن التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على أن "فرنسا لا تزال إلى جانب لبنان".

لقاء ميقاتي - برّي
وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظهر اليوم، رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة. وقال بعد اللقاء: "عقدت اجتماعًا مهمًا مع دولة الرئيس نبيه برّي، وقدمت له بداية تعازيّ الحارّة باستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله وسائر الشهداء. كما وضعت دولته في أجواء الحركة الديبلوماسيّة الّتي قمت بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة والتأييد الذي حصل للبنان".
وأضاف: "أكدّنا في خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا والاتحاد الأوروبيّ واليابان والمملكة العربيّة السّعوديّة وقطر وألمانيا وأستراليا وكندا وإيطاليا. كل هذه الدول أصدرت بيانًا ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس برّي، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط الّتي وردت في البيان ومنها وقف إطلاق النار فورًا من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملًا". وتابع: "نحن نرحب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورًا. هذا هو الموقف اللّبنانيّ الرسميّ الذي أكدّته في بيانٍ صدر فور صدور النداء، واليوم بعد اجتماعي مع الرئيس برّي اؤكّد مجددًا موافقتنا على هذا النداء". وأردف بالقول: "هذا الأمر مهم جدًا ونحن مستعدون لتطبيق القرار 1701 ، وفور وقف إطلاق النار نحن مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملةً بالتنسيق مع قوات حفظ السّلام الدوليّة في الجنوب".

وأضاف ميقاتي: "كذلك بحثنا في المواضيع الداخليّة وبخاصّة موضوع النازحين الذي يهم الرئيس برّي؛ وهو كان حريصًا على تأمين كل ما يلزم لهم، فشرحت له عن المعطيات الموجودة لدى الحكومة وخصوصاً ما نقوم به مع وجود هذا العدد الكبير من النازحين من الجنوب والضاحيّة الجنوبيّة والبقاع وبعلبك وكل المناطق. نحن نحاول قدر الإمكان أن نسدّ هذه الثغرات، وكما قلت بالأمس أنّها ليست عملية سهلة، فهي تبدأ بإيجاد مراكز إيواء والمستلزمات الحياتيّة والغذائيّة وكل الأمور الصحيّة والسّلامة داخل مباني الايواء، وغدًا صباحًا سأعقد اجتماعًا عند السّاعة التاسعة صباحًا مع الدول المانحة لطلب المساعدة للبنان". 

وأعلن ميقاتي "نحن نقبل كل الهبات ونحن طلبناها وأكدنا خلال اجتماعنا اليوم، الرئيس برّي وأنا، أن كل هذه المساعدات ستأتي عبر الأمم المتحدة وهي ستقوم بتوزيعها بكل شفافية، لأننا نريد أن تصل هذه المساعدات إلى اللبنانيين المحتاجين في هذا الظرف الصعب. الحكومة تقوم بدورها، وفي حال الحاجة لأي قرارٍ أساسيّ فدولة الرئيس بري أعرب عن دعمه للحكومة لاتخاذ القرار المناسب لتجاوز كل العراقيل التي يمكن ان تطرأ".

وقال: "تحدثنا أيضًا عن المسار الرئاسيّ وضرورة انتخاب رئيس للجمهوريّة في أقرب وقت. أكدّ لي دولة الرئيس برّي  خلال اللقاء أنّه فور حصول وقف اطلاق النار ستتمّ دعوة  مجلس النواب إلى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ لأحد. وهذا الأمر هو من الإيجابيات الّتي يجب أن نستفيد منها في أسرع وقتٍ من أجل استقامة المؤسسات الدستوريّة واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".

المواقف الدوليّة
ومن جملة المواقف الدوليّة، المتضامنة والمستنكرة للحرب، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء أنّ "رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​ تلقّى اتصالًا من رئيس وزراء كندا ​جاستن ترودو، الّذي عبّر عن تضامنه مع ​لبنان​، مبديًا قلقه الشّديد من المواجهات الدّائرة الّتي تستهدف المدنيّين، ومشدّدًا على ضرورة وقف التّصعيد والعودة إلى الحلول السّلميّة". وذكرت أنّ "كذلك، تلقّى رئيس الحكومة اتصالًا من نائب الرّئيس الإيراني، الّذي عبّر عن إدانته الاعتداءات الإسرائيليّة على المناطق السّكنيّة في لبنان ".

كما ندّدت الرئاسة الروسيّة الكرملين، باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارةٍ جويّة إسرائيليّة يوم الجمعة. وأكدّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اغتيال نصر الله أدى إلى زعزعة الاستقرار بشكلٍ خطير في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن قصف المناطق السكنيّة في لبنان تسبب في خسائر بشرية فادحة ومن شأنه أن يخلق كارثة إنسانية مماثلة لتلك التي حدثت في قطاع غزة.

المواقف المحليّة
وصدر عن المكتب الإعلاميّ للرئيس السّابق سعد الحريريّ ما يلي: "أشاد الرئيس سعد الحريري بالمبادرات العربية لمساعدة لبنان واللبنانيين، وعبّر عن عظيم الامتنان لتوجيه رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى الشعب اللبناني بقيمة مائة مليون دولار، لتمكينه من مواجهة أعباء المرحلة ومخاطرها. كما عبّر الرئيس الحريري عن تقدير اللبنانيين لإعلان وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، عن توجيهات القيادة بتقديم مساعدات طبية وإغاثية لمواجهة الظروف الحرجة".

من جهته قال الرئيس السّابق، العماد ميشال سليمان في تصريح اليوم: "الوضع في لبنان لم يعد يحتمل البقاء من دون إدارة سياسية متكاملة دستوريا وهذا ما يتطلب الإسراع في لملمة الكارثة والدعوة إلى انتخابات رئاسية ولو تحت أزيز الطائرات. أتوجه بالتعزية إلى عوائل الشهداء اللبنانيين"، و"أطلب الرحمة لهم وللسيد حسن نصرالله وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأشدد على ضرورة الوقوف إلى جانب النازحين والتعاون وبذل الجهود لتأمين حاجاتهم و المستلزمات الحياتية". كما ناشد رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء "تكثيف حضورهما السياسي والتعاون في ما بينهما لإبراز صورة الدولة القادرة وقت المحن والتي ينبغي على الجميع الانضواء تحت لوائها لانها تشكل مظلة شرعية تمنع العدو من المضي في اجرامه والتوغل في تحطيم قدرات الوطن القومية".

هذا وشكر سفير  لبنان في دولة الإمارات فؤاد شهاب دندن لدولة الإمارات مساعدتها لبنان، وقال في بيان: "مرة جديدة تؤكّد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، عمق علاقاتها الأخويّة مع لبنان وشعبه الصامد الأبيّ، والصابر على الجراح، والمتطلّع دومًا إلى غدٍ يكون فيه عزيزًا كريمًا في وطنه، الحرّ، السيد والمستقل". وأضاف: "كلّ التحية والشكر، لدولة الإمارات ومبادرة رئيسها صاحب السمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، بالإيعاز بإرسال مساعدات إغاثية بقيمة مئة مليون دولار دعماً للشعب اللبناني، الرازح تحت وطأة الإعتداءات الإسرائيلية المتمادية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها