الأربعاء 2024/09/25

آخر تحديث: 12:53 (بيروت)

اسرائيل تواصل عدوانها والحزب يقصف مقر الموساد بتل ابيب

الأربعاء 2024/09/25
اسرائيل تواصل عدوانها والحزب يقصف مقر الموساد بتل ابيب
دمار في جنوب لبنان جرّاء الغارات الإسرائيليّة (Getty)
increase حجم الخط decrease

لليوم الثالث على التوالي، يواصل سلاح الجوّ الإسرائيليّ، شنّ حملة القصف الدمويّة الواسعة على القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مُخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى. ومنذ الخامسة فجرًا والطائرات الحربيّة تُغير على مناطق عدّة في جنوب لبنان، بينما لم تتوقف الغارات خلال الليل على البقاع، حيث استهدف الطيران الحربيّ والمُسيّر مدينة بعلبك وقرى القضاء. وفي الحصيلة المُحدثّة وصل عدد الشهداء إلى 564 جراء المجازر الّتي اُرتكبت على مدار السّاعة منذ بدء العدوان الواسع فجر الاثنين. في وقتٍ تستمر فيه حركة النزوح من قرى الجنوب إلى مناطق في عمق البلاد، وسُجل توجه بعض النازحين إلى الأراضي السّوريّة.
وأعلنت وزارة الصحّة أن الحصيلة الأوليّة لضحايا الغارات في الجنوب والبقاع اليوم قد بلغت 30 شهيدًا وأكثر من 97 جريحًا.
في المقابل، صعّد حزب عمليات القصف الصاروخيّ ردًّا على الاعتداءات الإسرائيليّة الموصولة، مستهدفًا تل أبيب للمرة الأولى منذ بداية الحرب بصاروخٍ باليستي قصير المدى، كما واستهدف قواعد ومقرّات عسكريّة تابعة للجيش الإسرائيليّ. فيما أعلن الأخير أن الحزب أطلق خلال يوم أمس الثلاثاء وحده أكثر من 400 صاروخ في أعلى حصيلة قصف منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الأوّل الفائت.
وفي سياقٍ مواز، أكدّ قائد قيادة المنطقة الشماليّة بالجيش الإسرائيليّ، في تصريحٍ له أنّه "دخلنا مرحلة أخرى من الحملة وعلينا الاستعداد بقوة لعملية بريّة"، مشددًا على أن "جاهزية القوّات مهمة لتغيير الوضع الأمني وإعادة سكان الشمال". وفي وقتٍ سابق، أفادت مصادر عسكريّة إسرائيليّة لصحيفة الإيكونوميست البريطانيّة، بوجود خطة لتوغلٍ بريّ في جنوب لبنان، بالتزامن مع تهديد الجيش الإسرائيليّ بتكثيف العمليات ضدّ الحزب وسط استمرار الضربات المتبادلة عبر الحدود بين الجانبين. ونقلت الصحيفة عن المصادر العسكريّة، تأكيدها أن إسرائيل تخطط لهجوم بري يشمل الاستيلاء على مناطق من بضعة أميال في عمق أراضي لبنان.

تصعيدٌ متواصل

وأطلق الجيش الإسرائيليّ، صباح اليوم الأربعاء 25 أيلول، موجةً جديدة من الغارات على مواقع مختلفة في لبنان، منها بلدات الحوش والناقورة والقليلة والبازوريّة جنوبي لبنان، كما أغار على بلدات أرزون وتولين ومجدل سلم والصوانة وصور والزهراني وجبل الريحاني. كذلك شنّ غارات استهدفت منطقة الحميلة قرب حومين الفوقا في إقليم التفاح، ومحيط بلدتي ميدون وسحمر في البقاع الغربيّ شرقي لبنان.
كذلك، وللمرة الأولى استهدف بلدة المعيصرة في فتوح كسروان في جبل لبنان. وأعلن الدفاع المدنيّ، عن سقوط 3 شهداء و9 جرحى في حصيلة أوليّة للقصفٍ الإسرائيليّ على بلدة المعيصرة.
وفي السّياق، طالب الجيش الإسرائيليّ سكان قرى جنوب لبنان بعدم العودة لمنازلهم حتّى إشعارٍ آخر بسبب استمرار الغارات.

ونفذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ قرابة الأولى من بعد ظهر اليوم عدوانًا جويًّا مستهدفًا محيط مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، وعلى مسافة أقل من 100 متر من موقف سيارات فيها وتسببت الغارة بأضرارٍ كبيرة في أقسام المستشفى وحال هلع وتوتر بين المرضى والطاقمين الطبي والتمريضي فيها. وتعرضت مدينة النبطية لسلسلة غارات عنيفة استهدفت الأحياء السكنيّة فيها، كما استهدفت غارة جويّة معادية مفترق زفتا -النميرية، وغارة اخرى محيط ابار فخر الدين في النبطية.
في المقابل، أكدّت وسائل إعلام إسرائيليّة انطلاق صافرات الإنذار في عددٍ كبير من البلدات الإسرائيليّة القريبة من الحدود مع لبنان وتحدثت عن "دفعة صاروخيّة كبيرة جدًا" استهدفت بلدات الجليل الأعلى. ورصدت تلك المصادر إطلاق ما لا يقلّ عن 5 صواريخ من لبنان على مستوطنة زخرون يعقوب قرب حيفا، وأعلنت اعتراض نحو 10 قذائف في حيفا ومنطقة الكريوت، وأكدّت سقوط قذيفة أخرى في بلدة بات شلومو بجنوب شرقي حيفا. في وقتٍ تحدثت فيه شركة الكهرباء الإسرائيليّة عن "محاولة لضرب منشأة إستراتيجيّة"، وقالت إنّه لم يحدث أي ضرّر.

كذلك، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيليّ عن إصابة مبنى سكنيّ مُحصّن في صفد واندلاع حريق فيه من دون وقوع إصابات. وطلبت بلدية صفد بالجليل الأعلى من سكّان المدينة البقاء قرب الملاجئ، كما دعت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة من تبقى من سكان كريات شمونة بالجليل الأعلى إلى البقاء قرب الملاجئ. ونحو السّاعة الـ 12 ظهرًا أعلن الجيش الإسرائيليّ عن رصده إطلاق 40 صاروخًا من لبنان نحو الجليل الأعلى، وقال أنّه اعترض بعضها فيما أُصيب منزل في صفد.

وقال حزب الله في بيانٍ مقتضب إنّه "أطلقنا صاروخًا باليستياً من نوع قادر 1 على مقرّ الموساد - الهيئة المسؤولة عن اغتيالات كبار مسؤولي الحزب وتفجيرات أجهزة البيجر". وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار دوّت في أكثر من 20 بلدة في الوسط، وأنّه لأول مرة منذ بداية الحرب على غزّة يتمّ إطلاق صواريخ تجاه تل أبيب الكبرى. وأعلن الجيش الإسرائيليّ عن إطلاق صاروخ أرض - أرض من لبنان تمّ اعتراضه من قبل الدفاعات الجويّة، فيما أفادت القناة 13 الإسرائيليّة أن الصاروخ الذي أطلق من لبنان كان موجهًا نحو قاعدة "جليلوت" قرب هرتسليا. وأكدّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ في هذا السّياق أنّ "سلاح الجوّ الإسرائيليّ هاجم قبل قليل منصة الصواريخ الّتي تمّ منها رصد إطلاق صاروخ أرض – أرض باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى صباح اليوم". وقال مركز الشمال الطبي "بوريا" أنّه "استقبلنا 12 إصابة طفيفة جراء القصف الصاروخيّ من لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، استقبال مصابين جراء إصابة مباشرة لمبنى قرب نهريا، وقال الإسعاف الإسرائيلي، أن أحد المصابين في "كيبوتس ساعر" قرب نهريا حالته خطيرة. 

الوضع في اسرائيل
وفي أعقاب قصف تل أبيب، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تأجيل سفره إلى نيويورك للغدّ بعد أن كان من المفترض أن يغادر الليلة لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة، على ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسميّة "كان- ريشت بيت".
وقال خمسة مسؤولين إسرائيليين كبار حاليين وسابقين إنّه لا توجد لدى إسرائيل إستراتيجيّة واضحة لإعادة الهدوء وإعادة عشرات الآلاف من النازحين إلى شمال إسرائيل، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم، الأربعاء. وأضاف المسؤولون أن الهجمات الإسرائيلية المكثّفة ضدّ حزب الله تعكس رأي بعض الجنرالات المتشددين وغيرهم ممن يعتقدون أنه يمكن إرغام حزب الله على التراجع، في حين يعتقد آخرون في الحكومة أن إسرائيل يجب أن تتوصل أولًا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس قبل التحول إلى ساحة معركة أخرى.

ووفقًا لثلاثة مسؤولين، فإن قرار إسرائيل بالتصعيد ضدّ حزب الله قوبل بمعارضة شديدة من جانب بعض كبار المسؤولين، وقالوا إنهم قلقون من أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حرب شاملة مع قتال وجهًا لوجه وتساءلوا كيف يمكن أن تمهَد الطريق لعودة الإسرائيليين إلى الشمال. واعتبر المسؤولون أن إسرائيل حققت العديد من الأهداف القصيرة الأمد من خلال سلسلة من الغارات على حزب الله خلال الأسبوع الأخير. وأضافوا أن التصعيد ضد حزب الله "بدأ بالصدفة تقريبًا"، بعد أن أشارت معلومات استخباراتية إسرائيليّة في اللحظة الأخيرة إلى أن عملية تفجير أجهزة اتصال لاسلكية يحملها عناصر في حزب الله معرضة للخطر، إذا لم يتمّ تفعيل الخطة بحلول بداية الأسبوع الماضي، لأن حزب الله سيكتشفها، ربما إلى جانب عملية ثانية تستهدف أجهزة الاتصال اللاسلكيّة.

وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على إيران كي لا تشارك في الحرب بينها وبين حزب الله، وذلك في أعقاب تصريح الرئيس الإيراني، مسعود بزكشيان، أمس، بأن حزب الله لا يستطيع أن يقف بمفرده في مواجهة إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأربعاء. وتطالب الولايات المتحدة إسرائيل بالامتناع عن هجمات واسعة في لبنان من شأنها أن تدفع إيران إلى الانضمام إلى الحرب، فيما يسود "قلق كبير" في الولايات المتحدة من استمرار الحرب، وفقا للصحيفة. وتابعت الصحيفة أن التقديرات الأميركية تشير إلى أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله ستستمر لعدة أيام أخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها