السبت 2024/09/21

آخر تحديث: 17:00 (بيروت)

45 شهيداً ومواصلة رفع الأنقاض والمواجهات تحتدم

السبت 2024/09/21
45 شهيداً ومواصلة رفع الأنقاض والمواجهات تحتدم
تحتدم المواجهات في الجنوب، بينما تستمر عملية رفع الأنقاض في الضاحيّة (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

في وقتٍ تتواصل فيه عمليات رفع الأنقاض في الضاحيّة الجنوبيّة، ويموج الذعر والترقب في صفوف اللّبنانيّين بُعيد الغارة الّتي استهدفت العاصمة أمس الجمعة، فاتحةً باب التصعيد على مصراعيه، تحتدم المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيليّ، جنوبًا. حيث يواصل الجيش الإسرائيليّ شنّ غاراته على البلدات والقرى في جنوب لبنان، وعند الحدود اللّبنانيّة، بينما يواصل الحزب عملياته الّتي يستهدف فيها مواقع إسرائيليّة عسكريّة. مع الإشارة إلى إغلاق المجال الجويّ في شمال إسرائيل، من الخضيرة حتى أقصى الشمال.

وحتّى اللحظة بلغت حصيلة ضحايا الغارة على المبنى السكنيّ في الضاحيّة 45 شهيدًا، بينهم 3 أطفال و7 نساء، إضافة إلى 68 جريحًا. وكان قد نعى الحزب، حتّى صباح اليوم السبت 21 أيلول ، 16 عنصرًا له بينهم القياديّ مسؤول العمليات في حزب الله إبراهيم عقيل، وقياديّ آخر وهو الذي قاد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان بداية جبهة الإسناذ في 8 تشرين الأوّل الفائت، أحمد محمود وهبي.

وكان الجيش الإسرائيليّ قد أعلن "اغتيال عقيل وعدد من قادة وحدة الرضوان أثناء اجتماعهم تحت الأرض"؛ مشيرًا إلى "عدم وجود أي تغيير في تعليمات الجبهة الداخليّة بالوقت الحالي". وذلك يأتي في وقتٍ تتوالى فيه التقارير الّتي تُشير أن الاستهداف تمّ تنفيذه بـ 4 صواريخ من طائرة F-15.

المواجهات جنوبًا
وصباح اليوم، شنّ الجيش الإسرائيليّ غارةً جويّة استهدفت دراجة ناريّة في منطقة وادي حامول في أطراف الناقورة، وأدّت إلى سقوط شهيد من التابعية السّوريّة. كما ونفذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ، واعتبارًا من الثانيّة إلّا خمس دقائق من بعد ظهر اليوم سلسلة غاراتٍ عنيفة وعلى أكثر من دفعة، وتحديدًا على الوادي بين بلدتي أنصار والزرارية ، والوادي بين بلدات الشرقية - النميرية وزفتا، والوادي بين دير الزهراني ورومين، ووادي الكفور، واطراف بلدة جباع في إقليم التفاح. وألقت الطائرات عددًا من الصواريخ من نوع جوّ - أرض أحدث انفجارها دويًّا قويًّا وتعالت سحب الدخان الكثيف في معظم بلدات منطقتي النبطية وإقليم التفاح. وتسببت الغارات على وادي النميرية - الشرقيّة - زفتا أو ما يعرف بوعر النميرية باشتعال حرائق في الأحراج، وسارعت فرق الدفاع المدنيّ إلى المكان للعمل على إطفاء النيران.

كما وشنّ جيش الاحتلال غارات مكثّفة وعنيفة على مرتفعات جبل الريحان، ومجرى نهر الخردلي والليطاني، وصولًا إلى مرتفعات البقاع الغربيّ. وبلغ عدد الغارات الّتي شنّها الاحتلال على القرى والبلدات اللّبنانيّة، وحتّى لحظة كتابة هذا التقرير، نحو الـ 100 غارة جويّة.  وقالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ أن طائرةً حربيّة أطلقت صاروخًا في البحر بالقرب من صيدا إثر خلّلٍ تقنيّ. ونعى حزب الله، في بيان، شهيده الجريح عباس محمود صالح "أبو حوراء" مواليد العام 1978 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان.

من جهته، كثف الحزب ضرباته للمواقع العسكريّة في وقتٍ طالبت فيه الجبهة الداخليّة من سكّان صفد والجولان ومناطق أخرى بالجليل الأعلى بالبقاء قرب مناطق آمنة؛ وأعلن الحزب في بياناتٍ متتاليّة، أنّه استهدف كل من: موقع جلّ العلام بقذائف المدفعيّة، القاعدة الأساسيّة للدفاع الجويّ الصاروخيّ التابع ‏لقيادة المنطقة الشماليّة في ثكنة بيريا بصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا، مركز تموضع كتيبة إستطلاع 631 التابع للواء غولاني في ثكنة ‏راموت نفتالي بصلية من صواريخ الكاتيوشا، ثكنة زرعيت بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة، مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصلية من ‏صواريخ الكاتيوشا، مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بصلية ‏من صواريخ الكاتيوشا.

الوضع الأمنيّ في لبنان
وفي سياق التعليقات الرسميّة الصادرة عن المسؤولين اللّبنانين، تجاه تدحرج المواجهات إلى العمق اللّبنانيّ، قال وزير الداخليّة في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي إنّ "الوضع الأمنيّ اليوم خطير ودقيق ويحتّم المتابعة الحثيثة من الأجهزة الأمنية كافة للعمليات التي تحصل على مساحة لبنان وتتزامن مع عمليات كبيرة في الجنوب اللبناني"، واصفًا المرحلة التي تمرّ بها البلاد راهنًا بـ"المصيريّة". وأكد مولوي "ضرورة أن نبقى يدًا واحدة وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة الجرائم الوحشية التي يتعرّض لها لبنان".

وأشار إلى أن "هناك خرقًا والعدو الإسرائيلي يستخدم طرقًا تقنية جديدة ومتطوّرة ومبتكرة ومستحدثة، والأجهزة الأمنية تقوم بدراستها بالتوازي مع عملها الداخلي، لذلك علينا العمل أكثر على المخيمات الفلسطينية والسورية وحركة دخول الأجانب ومراقبة الحدود والمطار والفنادق لمنع الخرق أو العمالة إذا كانت موجودة". وأضاف مولوي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع استثنائي عقده مجلس الأمن الداخلي المركزي، ظهر اليوم السبت، أنّ "المطلوب المتابعة بشكل حثيث لأي تحرّك مشبوه أو ممكن أن يثير الريبة، وذلك لمحاولة تفادي أي خروقات أو اعتداءات على الأحياء السكنية في بيروت وضواحيها"، مشيراً إلى أننا "تحدثنا مطولاً في الاجتماع عن التحقيقات الفنية والأمنية بموضوع كل التفجيرات التي حصلت والإجراءات التقنية والفنية والمعلومات الاستخبارية".

هذا ونفى مصدر في مطار بيروت الدولي، في حديثه لوسائل إعلام محليّة، إلغاء كل الرحلات الجويّة اليوم السبت إلى المطار إثر التطورات العسكريّة الأخيرة والغارة الإسرائيليّة على الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وأوضح المصدر أنّ هناك عددًا من الطائرات أقلعت أو وصلت إلى بيروت سواء من مصر أو قطر أو الأردن أو تركيا أو الإمارات العربية المتحدة، كما أشار إلى أنّ هناك عددًا من الرحلات الجوية جرى إلغاؤها، منها رحلات عائدة إلى الخطوط التركية والإماراتية والفرنسية والإسبانية، علمًا أنّ هناك شركات كانت قد علّقت رحلاتها الأسبوع المقبل قبل القصف الإسرائيلي، أمس الجمعة، منها الفرنسية.

حتميّة الحرب
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنه على مدى الأشهر الماضية، ظل المسؤولون الأميركيون يكررون عبارة واحدة: لا يرغبون في رؤية حرب واسعة النطاق تندلع على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. كما أعرب قادة "حزب الله" وإيران عن عدم رغبتهم في تصعيد شامل. وفي الوقت نفسه، كان كبار المسؤولين في إسرائيل يتناقشون حول كيفية التعامل مع التهديد الذي يشكله "حزب الله". ويبدو أن الهدوء النسبي الذي ساد في الفترة السابقة بدأ يتلاشى، إذ أدى تسلسل الانفجارات الدموية الأخيرة في لبنان إلى تغيير المعادلة. حيث قُتل 37 عنصراً من "حزب الله" وأُصيب حوالي 3,000 آخرين عندما انفجرت عدة أجهزة اتصالات في نفس الوقت في أماكن مختلفة بالبلاد".

ووفقاً للصحيفة، لم تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجمات بشكل رسمي، لكن في محادثات خاصة مع مسؤولين في واشنطن، أكد الإسرائيليون تورطهم. هذا الهجوم أثار تساؤلات حول مستقبل الحرب السيبرانية والهشاشة التكنولوجية والأخلاقيات المرتبطة بتلك العمليات. كما وجّهت لجنة من خبراء القانون الدولي اتهامات لإسرائيل بانتهاك القانون الدولي وممارسة الإرهاب، رغم تبريرها بأن الهدف هو إضعاف "حزب الله". بالنسبة للحزب، كانت العملية كارثية.

وأضافت الصحيفة أن المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، حين شنت "حماس" هجومها على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى اشتعال الحرب في غزة. وفي ظل الرد الإسرائيلي على غزة، أطلق "حزب الله" صواريخ على شمال إسرائيل، مما دفع آلاف الإسرائيليين للهرب من منازلهم. استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية وكذلك هجمات "حزب الله". وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الحرب ضد "حزب الله" دخلت مرحلة جديدة، مشيراً إلى أن التركيز الآن سينصب على الجبهة الشمالية.
وبحلول اليوم التالي، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، في حين وصف حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، الهجمات بأنها "إعلان حرب" من إسرائيل واعتداء على لبنان وسيادته. الدبلوماسيون العرب والدوليون تابعوا التطورات بقلق، محذرين من تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات قد تكون نصراً تكتيكياً لإسرائيل، لكنها لا توضح الأهداف الاستراتيجية من ورائها. وبالرغم من أن "حزب الله" يعاني من الاضطراب، إلا أن التوقيت كان صدفة نتيجة تطورات على الأرض كانت تهدد بكشف القدرات الإسرائيلية. هذا الوضع يزيد من احتمالية التصعيد، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى القيام بهذا الهجوم في هذا التوقيت.

وأضافت الصحيفة أن بعض صناع القرار في إسرائيل كانوا يأملون في فصل التصعيد مع "حماس" عن التوترات مع "حزب الله"، إلا أن التطورات الأخيرة تجعل هذا الهدف صعب التحقيق. إسرائيل تسعى لزيادة الضغط على "حزب الله" لإجباره على وقف إطلاق النار، إلا أن الحزب لا يستطيع التراجع دون الإضرار بـ"وحدة الجبهات" التي أعلنها مع إيران.

وفي ختام التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن الكثير من القرارات في إسرائيل تتوقف على حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحفاظ على السلطة، خصوصاً في ظل الضغوط من ائتلافه اليميني المتطرف الذي يدفع باتجاه التصعيد في غزة وجنوب لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها