وإذ تأتي التسوية الإسرائيلية المزعومة بشروط "تعجيزية"، فإنّ إسرائيل لا تزال تهدد بتوسيع الإجتياح لعمق جنوب لبنان، بينما وفي المقابل، تتحدث تقارير إعلامية إسرائيلية عن سبب تقليص الفرق العسكرية في الجنوب، لعدد جنود الجيش الإسرائيلي الذين قُتلوا خلال الاجتياح المستمر على لبنان منذ خمسة أسابيع تقريباً.
وفي هذا الإطار، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، وبحسب ما صدر عن بيانات الناطق العسكري، كانت تشارك في اجتياح جنوب لبنان 4 فرق عسكرية، هي الفرق 91 و146 و98 و36، حتى 22 تشرين الأول الفائت، وبعد ذلك شاركت 3 فرق عسكرية في الاجتياح لعدة أيام.
وبحسب البيانات فإنّه "بين يومي الإثنين والجمعة من الأسبوع الماضي، فإن فرقتين عسكريتين، 146 و91، كانتا تشارك في الاجتياح، بينما شاركت في الاجتياح يوم السبت الماضي فرقة واحدة. وبالأمس شاركت فرقتان فقط في الاجتياح".
مزاعم إسرائيلية
واللافت أنّ هذه البيانات تأتي في ظل ادعاءات إسرائيلية حول "تسوية" سياسية بين إسرائيل ولبنان، ومزاعم مصادر إسرائيلية مطلعة على الاتصالات بأنه ربما يتم التوصل إلى اتفاق خلال "أسبوع ونصف الأسبوع إلى أسبوعين"، حسب موقع "واينت" الإسرائيلي.
وأضاف "واينت" أنه يتوقع أن يستمر الاجتياح البري عدة أسابيع، وأن الجيش الإسرائيلي ينتظر قرار الحكومة. بينما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنّه ما من معطيات حول التقدم نحو تسوية، معتبرة أنّ إسرائيل "تستمر بالتهديد، وسيواصل الجيش الإسرائيلي هجومه في لبنان". وبحسب القناة 12، فإنّ "الشرط التعجيزي" الذي تصر عليه إسرائيل هو "أن توافق الدولة اللبنانية على توغل قوات إسرائيلية في أراضيها وانتهاك سيادتها، وهو ما وصفته القناة بأنه "حق إسرائيل بالعمل في حال خرق الاتفاق".
وأشارت القناة 12 إلى أنه في حال لم يتم التوصل لاتفاق، فإنه يوجد لدى الجيش الإسرائيلي خططا عسكرية "لتوسيع الاجتياح في لبنان. وتشمل هذه الخطط توسيع الهجمات. كما يخطط الجيش الإسرائيلي لإمكانية التوغل في قرى في عمق جنوب لبنان، لم يصل إليها حتى الآن".
سحب ألوية
وبالعودة إلى تقرير "يديعوت أحرونوت" فقد أشارت الصحيفة إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي يقوم بسحب ألوية عدة من جنوب لبنان تزامنًا مع التوصل إلى اتفاق ممكن في جهود التوصل إلى تسوية". وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإنّه "علي خلفية تقييم المسؤولين المشاركين في المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية في الشمال بأن التوصل إلى اتفاق ممكن في غضون أسبوع ونصف إلى أسبوعين، لذلك قام الجيش بسحب عدة ألوية من جنوب لبنان لإجراء تدريبات تنشيطية".
وبذلك نقل الإعلام الإسرائيلي أنّه "من المتوقع أن تستمر العمليات البرية لبضعة أسابيع أخرى، وينتظر الجيش الإسرائيلي قرارا من المستوى السياسي، مشيرا إلى أنه في الطريق إلى التسوية، ثم إحراز تقدم في المحادثات". وخصوصاً بما يتعلق بصياغة الوثيقة الجانبية التي سترافق الاتفاق، والتي ستضمن حرية العمل العسكري لإسرائيل في جنوب لبنان في حالة فشل آلية إنفاذ وقف إطلاق النار، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
القطاع الحريدي
يأتي ذلك في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "نقص هائل يواجه الجيش الإسرائيل" في عدد المقاتلين"، حيث تكشف البيانات عن انخفاض في عدد المجنّدين القتاليين، بينما تعدّ الحكومة إعفاءً للقطاع الحريدي". وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإنّ الجيش الإسرائيلي لن يحقق أهدافه بـ"أرقام" وأعداد الجيش الإسرائيلي، "حتى لو أصدر أوامر بتجنيد لـ9 آلاف حريدي كما هو مخطّط له، وهو ما يتطلّب توجيهًا من المستوى السياسي ووزير الحرب".
وأبعد من ذلك، قال قائد الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي سابقاً نوعام تيفون: "للأسف إن الجيش الإسرائيلي لا يقول الحقيقة نحن ينقصنا في هذه الحرب 10 آلاف جندي أي فرقة كاملة".
مراسل القناة 12
وبما يتعلق بما يتم تداوله عن وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد نقل مراسل "القناة الـ12 الإسرائيليّة" الذي يقوم بتغطية العمليّة البريّة في لبنان، بأنّه بعد عودته من التغطية، كشف أنّ "حزب الله لديه وسائل رؤية ليلية بالإضافة إلى راصدين لديهم فهم حول كيفية توجيه كل شيء لأنها منطقتهم".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها