الثلاثاء 2024/10/08

آخر تحديث: 15:35 (بيروت)

تصاعد الغارات الاسرائلية على لبنان والحزب يضرب حيفا

الثلاثاء 2024/10/08
تصاعد الغارات الاسرائلية على لبنان والحزب يضرب حيفا
بيان للجيش:ندافع عن الأرض استناداً لقرارات السلطة السياسية (Getty)
increase حجم الخط decrease
لليوم السّادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيليّ عدوانه الأوّسع على لبنان، منفذًا عشرات الغارات العنيفة على الضاحيّة الجنوبيّة للعاصمة بيروت، فضلًا عن مدن وبلدات البقاع والجنوب اللّبنانيّ، إضافة إلى محاولاته التّوغل برًّا في بعض المناطق الحدوديّة. وأصدر الجيش الإسرائيليّ إنذارًا جديدًا بالإخلاء للسكّان، في مبانٍ محدّدة بالضاحية الجنوبيّة لبيروت الّتي تتعرض لغاراتٍ مكثّفة، فيما أعلن أربع مناطق شمال إسرائيل "مناطق عسكرية مغلقة".

وسقط 3 شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على بلدات تفاحتا وأنصارية وعدلون بالجنوب. وارتكب الطيران الإسرائيلي مجزرة في بلدة الخضر، في محافظة بعلبك- الهرمل، إذ استهدفت غارة عنيفة مبنَيين سكنَيّين، أحدهما مأهول بعائلات مدنيّة. وبحسب المعلومات الأولية، فقد تمّ انتشال 6 شهداء حتى الآن، ولا تزال أسرة كاملة مؤلّفة من 18 فرداً، وغالبيّتها من النساء والأطفال تحت الأنقاض، فيما تستمرّ أعمال رفع الأنقاض. استهدفت غارات إسرائيليّة بلدات عربصاليم والسلطانية وياطر والقليلة وعيتيت وطيرحرفا وأنصارية وصديقين والناقورة وجويا وبافليه جنوبي لبنان.

ومن مقر القيادة الشماليّة، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إن حزب الله بلا رأس، وبديل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تم القضاء عليه على ما يبدو، وفق ما نقلته قناة 12 الإسرائيلية. ومن جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ: "نواصل مهاجمة أهداف تابعة لحزب الله وقصفنا منصات أطلقت منها الصواريخ على حيفا، وهاجمنا مستودع أسلحة وبنى تحتية أخرى تابعة لحزب الله في بيروت".

اشتباكات وغارات

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ زيادة عدد الفرق المشاركة في الاجتياح البري للأراضي اللبنانية، لتبلغ 4 فرق حتى الآن. وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع واحد من بدء التوغل البري، ما يعني التوسّع التدريجي في العدوان، وربما نحو عمق الأراضي اللبنانية لاحقاً، بذريعة تحقيق هدف الحرب، وهو "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". وقال الجيش الإسرائيلي، إن عناصر لواء "غولاني"، سيطروا "على مجمع لعناصر حزب الله، وقاموا بتدمير الأسلحة الموجودة فيه". وذكر أنه "في العمليات البرية في جنوب لبنان، عثرت القوات على مجمع قتالي مطلّ على البلدات الشمالية، قرب الحدود".
ويأتي ذلك فيما أعلن حزب الله، ليل الاثنين - الثلاثاء، إطلاق رشقة صاروخيّة على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب، في حين ذكر جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق نحو خمسة صواريخ من لبنان باتجاه تل أبيب ومناطق في الوسط، اعتُرض بعضها وسقطت البقية في مناطق مفتوحة. 

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيليّ اغتيال رئيس منظومة أركان حزب الله سهيل حسين حسيني في غارة على بيروت أمس، بينما أعلن إصابة جندي بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب لبنان. كما وأعلن الجيش الإسرائيليّ، أن أكثر من 100 قذيفة صاروخيّة أُطلقت صوب منطقة مدينة حيفا، والكرايوت شمالها، كما اطلقت 85 قذيفة صاروخيّة في أولاهما، خلال 4 دقائق فقط. وأعلن حزب الله استهداف تجمع لقوات العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي بسربٍ من المسيّرات الانقضاضية، أصابت أهدافها بدقة. وقالت بلدية كريات شمونة إن إجلاء سكان البلدة سيستمر حتى نهاية شهر كانون الأول المقبل على الأقل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الرشقة الصاروخية التي استهدفت حيفا هي "الأكبر منذ بداية الحرب". من جانبه، أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة مسنّة في منطقة حيفا جراء شظايا. ودوّت صفارات الإنذار على نحو واسع قبل ذلك في حيفا وخليجها، ومنطقة الكريوت المحاذية، ومناطق عدة في الجليل الغربي. وادّعت وسائل إعلام عبرية أن الصواريخ أطلقت من القطاع الغربي لجنوب لبنان، والذي بدأ جيش الاحتلال عمليات عسكرية فيه الليلة الماضية. 
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الشرطة رصدت سقوط صواريخ وشظايا في نحو 150 موقعا بمنطقتي حيفا والكريوت. وأشارت إلى إصابة 12 شخصًا بجروحٍ طفيفة في حيفا والكريوت بعد قصف صاروخي من لبنان. فضلًا عن إصابة مبنى متعدد الطوابق في كريات يام بخليج حيفا. وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه تم اليوم إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين.


بيان الجيش اللّبنانيّ

و"في ظل الاعتداءات الهمجية والمتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وما ينتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار كبير"، أوضحت قيادة الجيش في بيان أنّ "الجيش اللبناني، إذ ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، يتولى مسؤولياته الوطنية، ويقدّم الشهداء والجرحى، ويحافظ على جهوزيته للدفاع عن الأرض ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك استناداً إلى قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها للقيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل".
واعتبرت قيادة الجيش أن "بعض وسائل الإعلام يعمد إلى إطلاق حملات تجنٍّ وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية"، مؤكدة أنها "لن تدخل في سجالات أو مزايدات، وهي ليست معنية بأي ملفات أو استحقاقات"، مشيرة إلى أن "الأولوية اليوم بالنسبة إليها هي حماية المؤسسة والمحافظة على تماسكها، ووقف العدوان والصمود ودعم المواطنين ومواكبة أزمة النزوح، ومواصلة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، تزامناً مع حفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي". وتابع البيان "أثبتت التجارب أن الجيش هو المؤسسة التي تشكل العمود الفقري للبنان والضمانة لكل اللبنانيين، ما يؤكد أهمية التفافهم حولها، مع تطلُعنا إلى نجاح الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن. يبقى الجيش متماسكاً بعزيمة عسكرييه وإيمانهم وإرادتهم، واتّحاد اللبنانيين حول دوره الجامع، والمطلوب اليوم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية للحفاظ على لبنان الذي سوف يتجاوز هذه المحنة كما تجاوز الأزمات والتحديات الماضية وتغلَّب عليها". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها