نعيم قاسم في خطابه الأول: نقبل وقف العدوان بشروطنا

أكد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "حزب الله مستمر بالتصدي وإن أراد الإسرائيلي وقف العدوان، نحن نقبل بهذا وفق شروطنا". وتابع يقول "أي حلّ سياسي يجب بناؤه على وقف إطلاق النار. ولن نستجدي وقف النار وسنُوقف الحرب مع إسرائيل بشروطنا، ونُقاتل بشرف لأننا نستهدف الجنود والثكنات أما هم فيستهدفون المدنيين لأنهم جبناء ونتنياهو "ميّت رعبة". أضاف: "نتنياهو نجا هذه المرة وربما أجله لم يحن بعد". وكرر الشيخ قاسم الكلام عن تفويض رئيس مجلس النواب نبيه برّي التفاوض قائلاً "متفقون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو مُفوّض من قبلنا، وحتى الآن لا يُوجد اقتراح تقبله إسرائيل حتى يتمّ عرضه علينا لمناقشته".

بخلفية غير سوداء وإضاءة مغايرة لإطلالات الشيخ نعيم قاسم الأخيرة، خرج قاسم في إطلالته المتلفزة الأولى بعد تعينيه أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للسيد حسن نصرالله، في خطاب المواجهة ليؤكد إستمرارية برنامج عمل نصرالله، معلناً أنّ هذه المعركة هي "معركة أولي البأس". خطاب تزامن مع بدء الغارات على بعلبك التي شهد سكانها على "تغريبة" عن مدينتهم، وعلى وقع زنار ناري لفّ النبطية وغارات كثيفة على مناطق جنوبية.

موجبات الحرب
تحدث قاسم عن موجبات الحرب الحالية التي يخوضها حزب الله فقال إنّ "مُساندة غزة كانت واجبة علينا"، مشيراً إلى أن "النوايا الإسرائيلية باجتياح لبنان كانت موجودة قبل السابع من تشرين الأول"، وشدّد قاسم خلال كلمة ألقاها أنّه لا يزال "أمامنا تضحيات كثيرة، لكننا واثقون أنّ النصر سيكون حليفنا".

وأشار قاسم إلى "أننا "سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة"، قائلاً: "نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها".

وخلال كلمته، انقطع البثّ المباشر بشكل مفاجىء، وأشارت معلومات أولية عن هجوم سيبراني عطل البث التلفزيوني المباشر لقناة المنار، ومعه توقف بث كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ليعاد إستكمالها بعد حوالى الربع ساعة.

وإستكمل قاسم في معرض تبريره للحرب سائلا: "هل تحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟"، موضحاً أنه "قبل أن يكون الحزب موجوداً اعتدت إسرائيل".

حرب المساندة 
واستفاض قاسم في شرح "حرب المساندة"، لافتاً إلى أنّه عندما بدأت الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها من أجل الشرق الأوسط الجديد، بينما أحد أعضاء حكومته تحدث عن إنشاء مستوطنات في لبنان، ووزير الدفاع يوآف غالانت اعتبر أن وجه الشرق الأوسط سيتغير من لبنان، ليسأل الأمين الجديد "هل سننتظر أن يقوموا بمشروعهم في التوقيت الذي يريدونه؟"، قائلاً: "الحمدالله الذي ألهمنا الدخول في حرب مساندة". وشدد على أننا "في المقاومة نعطل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجة عدم اعطاء الذريعة نخسر كل شيء".

لا نقاتل عن أحد
وعبر قاسم عن قناعته بأن "صمود المقاومة الاسطوري في غزة ولبنان ستصنع مستقبل أجيالنا"، لافتاً إلى أننا "اليوم في مرحلة الحرب على لبنان التي بدأت في 17 أيلول، ونحن قلنا مراراً أننا لا نريد حرباً، ولكن نحن جاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجه بكل قوة وعزيمة وثبات وننتصر"، وقال "إن المقاومة تواجه إسرائيل بقرارها وارادتها لحماية أرضها، ولا أحد يقاتل نيابة عنها"، وتابع: "لا نقاتل نيابة عن أحد ولا نيابة عن مشروع أحد، بل مشروعنا هو حماية لبنان وتحرير الأرض ومؤازرة أخواننا في فلسطين".

السفيرة الأميركية
وتوجه قاسم للسفيرة الأميركية ليزا جونسون بالقول: "لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولو حتى في الأحلام، بل سترين هزيمة إسرائيل".

موقف إيران
وعن إيران قال قاسم: "إيران تدفع ثمناً كبيراً منذ عشرات السنين بسبب موقفها من فلسطين، وكان من الممكن أن تهتم بالشأن الإيراني فقط"، مؤكداً "نحن نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئاً ولا نعمل من أجل اعطاء الآخرين شيئاً".

وأكد أمين عام "حزب الله" أن الميدان هو الأساس، مشيراً إلى أن ما حصل في تفجيرات البيجر واللاسلكي مع جيش لكن قد هزم أو مع دولة لتفككت، لافتاً إلى أن الموضوع كان مؤلماً جداً، وبعد ذلك جاء اغتيال القادة، ومن الطبيعي أن هذا المستوى من الإستهداف أن يؤدي إلى نوع من الإهتزاز، قائلاً: "نحن توجعنا وكانت ضربة كبيرة، لكن في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات".

قيادات الصف الأول
وأوضح قاسم أن "حزب الله" نهض لأنه "مؤسسة كبيرة ومتماسكة وأعدادها كثيرة وإمكاناتها كبيرة"، مشيراً إلى أن هناك قيادات من الصف الأول لا تزال موجودة، أما قاعدة الصف الثاني، في الموضوع الجهادي على الأقل، كل واحد منها لديه الخبرات".

وعن قدرة الحزب على الإستمرارية، قال قاسم "قادرون على الإستمرار لايام واسابيع واشهر ولن اقول اكثر من ذلك، ومليونا إسرائيلي يعيشون القلق بسبب صواريخنا، والاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المُسيّرة".