الخميس 2024/10/03

آخر تحديث: 22:07 (بيروت)

غارات التدمير في كل المناطق.. وفشل التوغّل يُدمي إسرائيل

الخميس 2024/10/03
غارات التدمير في كل المناطق.. وفشل التوغّل يُدمي إسرائيل
فايننشل تايمز: "3 آلاف مبنى دمر أو تضرّر في لبنان منذ 20 أيلول" (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
قال رئيس الأركان الإسرائيليّ هرتسي هاليفي، الخميس، إن الجيش لن يسمح لحزب الله بإعادة تنظيم نفسه في جنوب لبنان. وقال هاليفي، في رسالة بالفيديو من شمال إسرائيل: "اليوم التقيت قادة وجنود الفرقة (98) والفرقة (36)، الذين يقاتلون في لبنان، لتحقيق هدف مهم جدًا، وهو استعادة الأمن في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم بعد أكثر من عام من الإخلاء". وتابع "لإعادة السكاّن، يجب تدمير البنية التحتية الإرهابية التي بناها حزب الله بالقرب من الحدود لاقتحام مدننا وقتل المدنيين الإسرائيليين. نحن عازمون على تدمير هذه البنية التحتية". وأكدّ هاليفي: "لن نسمح لحزب الله بالتمركز في هذه الأماكن مرة أخرى. وستستمر الضربات القاسية في بيروت والبقاع وجنوب لبنان". وقال: "قواتنا جاهزة ومدربة، ولديها خبرة في القتال اكتسبتها في غزّة، وتفوقنا في ساحة القتال واضح، وسنواصل القتال على جميع الجبهات".

وفي الوقت الذي يدخل فيه العدوان الإسرائيلي على لبنان يومه الحادي عشر، يواصل الاحتلال الإسرائيليّ قصف الضاحية الجنوبيّة لبيروت. كما استهدف اليوم مجددًا منطقة المعيصرة في كسروان شمالًا، ومنطقة كيفون في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان. كذلك برز اليوم تهديده علنًا المعابر الحدوديّة بين لبنان وسوريا، ولا سيما معبر المصنع، زاعمًا استخدامه من قبل حزب الله لتهريب أسلحة.

هذا وأعلن الجيش اللّبنانيّ، اليوم الخميس، استشهاد أحد جنوده جرّاء استهداف القوات الإسرائيلية مركزًا تابعًا له في منطقة بنت جبيل بجنوب لبنان، وقال إن الجيش اللبناني ردّ على مصادر النيران الإسرائيلية. وقال مسؤول أمني لبنانيّ لوكالة أسوشيتد برس إن موقعًا للجيش اللبناني تعرض لقصفٍ مدفعيّ.

مستجدّات الجبهة
أما الأحداث في الجنوب، فتبقى الأبرز، مع مواصلة حزب الله تصديه لقوّات الاحتلال المتسلّلة، وتسجيل مجموعات إسرائيليّة وقوع "حدثٍ استثنائيّ" في الشمال. هذا، وتكبّد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة مع بدء محاولاته غزو الجنوب اللبناني منذ أمس الأول الثلاثاء، حيث تصدّت قوات حزب الله لقوات إسرائيلية حاولت التسلّل إلى الجنوب، موقعةً فيها عشرات القتلى والجرحى، أمس الأربعاء. وأعلن الجيش الإسرائيليّ مساء اليوم، الخميس، مقتل ضابط آخر له بعد أن أصيب بالأمس في الاشتباكات الدائرة مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان؛ لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء توغله في جنوب لبنان إلى 12 بينهم 4 ضباط، فيما جاء نقلًا عن حزب الله أن "عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو في مواجهات اليوم قد بلغ 17 ضابطًا وجنديًّا"؛ حسبما ورد في بيان له.

كما كشف الجيش الإسرائيليّ عن اسم ضابط آخر قتل في معارك جنوب لبنان أمس الأربعاء، مبيّنًا أنّه نقيب في الكتيبة 202 بلواء المظليين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس مقتل 8 عسكريين في معارك جنوب لبنان بينهم 3 ضباط، وإصابة آخرين بجروح خطيرة. كما أعلن أن قوّاته تمكنت من تصفية خضر الشهابيّة، الذي قال إنه قائد منطقة مزارع شبعا في حزب الله.

وأعلن حزب الله تنفيذ نحو 30 عملية "متنوعة الأهداف من تصدٍّ لمحاولات التقدم الفاشلة لقوات النخبة في جيش العدو الإسرائيلي باتجاه بعض القرى الحدودية في جنوب لبنان، إلى استهداف تحشدات العدو الإسرائيلي في ثكنات ومواقع عسكرية وبساتين ومنازل المستوطنات على طول الحافة الأمامية قبالة القرى الجنوبية الصامدة، وليس انتهاء بقصف مستوطنات وأهداف عسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة". وقالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ إنّه تمّ رصد إطلاق نحو 200 صاروخ من لبنان على إسرائيل منذ صباح اليوم الخميس. من جانبه، قال حزب الله إنه قصف مستوطنة المطلة وبساتينها بـ100 صاروخ كاتيوشا و6 صواريخ "فلق".

وأمرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيليّة سكان مدينة صفد في الشمال بالبقاء قرب الأماكن المحصنة، والتقليل من الحركة والامتناع عن التجمهر. كما أصدرت توجيهات مماثلة لسكان بلدات شمال الجولان. بدورها، طلبت بلدية نهاريا الإسرائيلية من السكان البقاء قرب الأماكن المحصنة والامتناع عن الخروج إلا للضرورة القصوى. وفي وقت سابق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن 85 صاروخًا أطلقت من لبنان باتجاه بلدة المطلة شمالي إسرائيل اليوم الخميس.

ونشر تلفزيون المنار التابع لحزب الله صورة قال إنها لآلية عسكريّة قديمة للاحتلال الإسرائيليّ، موضحًا أنّه تركها مفخخة في أحد أحياء بلدة كفركلا بالجنوب اللبناني، قبل انسحابه منها.

غارات مستمرة
وشنّ الجيش الإسرائيليّ، الخميس، سلسلة غاراتٍ على الضاحية الجنوبيّة لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان في أوقاتٍ متقاربة. وأفادت تقارير أن الطيران الإسرائيليّ شنّ سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية طاولت حي معوض، ما تسبب في انهيار مبنى بشكل كامل، كما استهدفت ‫حارة حريك، وبرج البراجنة، وحي الأميركان، والغبيري. وطاول مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، كما وطاولت سلسلة غارات إسرائيلية مناطق الجاموس والكفاءات والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية.

وأغار الطيران الحربيّ الإسرائيليّ على منزل في بلدة المعيصرة في فتوح كسروان. وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها هذه البلدة للقصف الإسرائيلي منذ بدء التصعيد في لبنان، حيث قتل الأسبوع الماضي 3 أشخاص وأصيب 9 آخرون في غارة إسرائيلية على البلدة، التي تضم سكاناً من الطائفة الشيعية. وذكرت الوكالة الوطنيّة أن الطيران الإسرائيليّ شنّ غارة على منطقة كيفون بقضاء عالية في محافظة جبل لبنان.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن طائرات حربية تابعة له "أغارت قبل قليل، بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات، على أهداف تابعة لركن الاستخبارات لحزب الله في بيروت، حيث تواجد داخلها عناصر الوحدة ووسائل جمع المعلومات ومقرات القيادة وبنى تحتية أخرى". وبحسب مزاعم الجيش، "يعتبر ركن الاستخبارات في حزب الله المؤسسة الاستخبارية المركزية في الحزب، والمسؤولة عن بناء صورة استخبارية عن إسرائيل وجيشها، حيث يقود العمل الاستخباراتي في حزب الله في مواجهة إسرائيل، ويملك قدرات لجمع المعلومات الاستراتيجية".

وفي سياقٍ متصل، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" عن بيانات أقمار صناعية، وقالت في تقرير أن 3 آلاف مبنى دمر أو تضرّر في لبنان منذ 20 أيلول. مؤكدةً أن الهجمات الإسرائيليّة تركزت قرب الحدود ووادي البقاع والضاحية الجنوبية.

من جهتها، أفادت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، بعد ظهر اليوم الخميس، بعمل 11 فريقاً في عدة مناطق في الجليل الغربي، على إخماد حرائق وتمشيط مناطق عديدة جراء سقوط قذائف صاروخية (أطلقت من الأراضي اللبنانية) أو جراء اعتراضها (وسقوط شظايا). وقالت إن "الطواقم تمكنت من السيطرة على معظم الحرائق باستثناء حريق كبير في منطقة الكابري (شرق نهريا). وقد انتشرت النيران في أعقاب أحوال الطقس والرياح الجافة. وأقيمت في المكان غرفة عمليات لمتابعة الأوضاع".

شكوى لبنانيّة
إلى ذلك، أعلنت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك أنها قدمت شكوى متطابقة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي، بعد اعتداء إسرائيل على سيادة لبنان وتوغل قواتها داخل حدوده. وأكد لبنان في الشكوى خرق إسرائيل لخط الانسحاب (الخط الأزرق) للعام 2000، وضربها عرض الحائط جوهر القرار 1701 وعلّة وجوده، مستغرباً دعواتها المتكررة إلى تطبيق هذا القرار وهي التي أمعنت في خرقه منذ صدوره في العام 2006.

وأعاد لبنان التذكير بأن إسرائيل التي تحشد جيوشها وأرتال الدبابات والمصفحات على طول حدوده الجنوبية، تستمرّ منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بعدوانها عليه، وبوتيرة متصاعدة، من خلال استهدافها المدنيين وعاملي الإغاثة والصحافيين، وقصفها العشوائي للمدن والقرى بوابلٍ من القذائف والغارات الجويّة التي وصل عددها بتاريخ تقديم الشكوى إلى 8570، وهو ما أدى إلى سقوط 1928 شهيداً و9290 جريحاً (الرقم ارتفع اليوم)، من ضمنهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في واقع يؤكّد ارتكاب إسرائيل لجرائم ضد الإنسانية. كما أشار لبنان في شكواه إلى أن القصف الإسرائيلي العشوائي تسبّب بموجة نزوح غير مسبوقة لقرابة مليون ومئتي ألف مدني.

وطلب لبنان من مجلس الأمن إدانة اجتياح إسرائيل البري وعدوانها الواسع والمتواصل على أرضه وشعبه، وكرّر دعوته المجلس إلى إلزامها بالتطبيق الكامل للقرار1701، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة، واحترام سيادة لبنان وحدوده المعترف بها دولياً. كذلك أكد التزامه الكامل بتنفيذ كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، لا سيما القرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية ضمن الحدود المعترف بها دولياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها