ووفقاً للمعلومات أشرف على تشكيل اللائحة مباشرة رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية، الذي يتولى منصباً قيادياً رفيعاً في تيار المستقبل. ووفقاً للمعطيات تواصل هاشمية مباشرة مع أعضاء هذه اللائحة، إضافة إلى شخصيات أخرى لضمها للائحة بدر. ووفقاً لمصادر بيروتية مطلعة فإن هاشمية سعى لضم النائب فيصل الصايغ عن الحزب التقدمي الاشتراكي، لكن مساعي الرجل اصطدمت بالاتفاق الحاصل بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب السابق وليد جنبلاط.
"حرتقة" حريرية على السنيورة؟
لم يتوقف نشاط هاشمية في بيروت والبقاع والإقليم، وتقول المصادر إن هدف نشاطه الرئيسي هو إفشال مساعي الرئيس فؤاد السنيورة في تشكيل لائحة بيروتية لمواجهة الفراغ السني، والذي قد يتسبب بسيطرة حزب الله وحلفائه على معظم مقاعد العاصمة. وتقول المصادر إن هاشمية، الذي يقود جناحاً داخل تيار المستقبل، لا يعمل ويتحرك إلا بإيعاز من رئيس التيار سعد الحريري، الذي يخشى أن تؤثر حركة السنيورة على حضوره مستقبلاً في الساحة السياسية، إذا ما قرر العودة لقيادة تياره والشارع السني في لبنان.
ويؤكد المصدر أن الحريري في الأيام المنصرمة، وبعد ضغط خليجي، أوفد إلى السنيورة مستشاريه الوزير السابق غطاس خوري وهاني حمود للبحث في التطورات الانتخابية في العاصمة، فنقلا للسنيورة رسالة مفادها أن الحريري ليس لديه موقف من خطواته وليس مسؤولاً على الحملات الإعلامية التي يشنها بعض قياديي تيار المستقبل. لكن هذا الموقف الذي تلقاه السنيورة من الحريري لم يترجم، بل جرى عكسه عبر تأليف لائحة هاشمية التي يقودها بدر.
الجماعة توقف اتفاقها مع السنيورة
وكان السنيورة حريصاً على إجراء تحالف مع الجماعة الإسلامية في 3 مناطق رئيسية، بيروت والبقاع الغربي وصيدا. ولهذا التقى أمين عام الجماعة الإسلامية عزام الأيوبي يوم الأربعاء المنصرم. وتشير مصادر مطلعة أن الأيوبي والسنيورة اتفقا على تحالف في تلك المناطق، وطلب الأيوبي من السنيورة 24 ساعة لإبلاغه الموقف النهائي، واعدًا أن تقوم الجماعة بإقناع نبيل بدر بالانضمام للائحة التي يترأسها الوزير السابق خالد قباني. ووفقاً للمعلومات، عاد الأيوبي وأبلغ السنيورة صباح الخميس في اتصال بينهما بموافقة الجماعة على المشاركة في لائحة قباني، وأن الحوت يجري اتصالات مع بدر لتوحيد اللائحتين.
وصباح الجمعة تواردت معلومات للسنيورة عن العزم على الإعلان عن تشكيل لائحة يترأسها بدر بالتحالف مع الجماعة الإسلامية وبعض مناصري تيار المستقبل. وحاول السنيورة التواصل مع الجماعة وأمينها العام، ليتفاجأ أن الأخير غادر إلى تركيا لحضور اجتماعات تنظيم الإخوان المسلمين العالمي.
وتقول المصادر أن الحوت وهاشمية وبدر قادا قبيل الإعلان عن لائحة "هيدي بيروت" اتصالات واسعة مع اتحاد العائلات البيروتية وبعض المرشحين المحسوبين على الاتحاد لإقناعهم بالانسحاب من لائحة السنيورة والانضمام للائحتهم، لكنها باءت بالفشل. وسعى بدر لسحب أحد مرشحي لائحة محسوبة على الثورة، لكنه فشل في ذلك نتيجة تسرب المعلومات عن تدخل هاشمية في تكوين تلك اللائحة.
هواجس عودة الحريري
يؤكد مصدر مقرب من الجماعة الإسلامية أنه وعلى الرغم من رغبة أبداها المكتب السياسي بالتحالف مع السنيورة في أكثر من منطقة، والاتصالات الجارية بين النائب السابق مصطفى علوش وقيادة الجماعة الإسلامية في الشمال لضم عزام الأيوبي للائحة علوش والنواب المنسحبين من المستقبل، إلا أن الحوت استطاع اقناع القيادة بضرورة عدم التحالف مع السنيورة لمجموعة اعتبارات سياسية، أبرزها أن الحوت مقتنع أن لائحته مع نبيل بدر ومحمود الجمل جرت صياغتها بمباركة الرئيس سعد الحريري، وهذا ما أبلغه الحوت لأعضاء الجماعة في لقاء داخلي.
وأوحى الحوت للمكتب السياسي للجماعة أن أي تحالف مع السنيورة يتسبب بأزمة مستقبلية مع طرفين رئيسيين سعت الجماعة للتقارب معهما منذ مدة. وهما الرئيس سعد الحريري، الذي في حال عودته، يحدد الأطراف التي وقفت في وجه قراره ويتعامل معها في هذا الاطار. إضافة إلى مشاكل مع حزب الله، لأن اللائحة المدعومة من السنيورة وجنبلاط تحمل شعارات مواجهة مع حزب الله، ما قد يوتر العلاقة به، بعد التقارب الجاري منذ مدة برعاية حركة حماس.
وعليه، وعقب تشتت أصوات البلوك السني المتناغم مع تيار المستقبل والقوى المقربة منه، هناك من يتحدث عن أن الخرق الذي سيحدثه حزب الله وحلفاؤه السنة في هذه الدائرة، سيكون كبيراً في ظل عدم وجود لائحة معارضة من رحم ثورة 17 تشرين حتى اللحظة، ويسبب تشتت المعارضين في الدائرة والحديث عن وجود أكثر من لائحة للثورة في بيروت الثانية. وهذا يضعف الحالة الرافضة لحزب الله، وقد يتسبب بإحباط بيروتي ينعكس فوزاً للحزب عينه وحلفائه.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها