يعتمد تيار المستقبل في صيدا على خطاب تأجيجي لإثارة العواطف. "نحن محاصرون"، يقول المستقبليون، "جبهة الخصوم تتسع، والهدف اسقاط الست بهية الحريري في مدينة الرفيق". عدة الشغل الانتخابية التي تنتج "راجح"، لطالما اعتمدها المستقبليون في معاركهم الانتخابية. صحيح أن تيار المستقبل ليس في أوج نفوذه وقوته في عاصمة الجنوب مع تراجعات حصلت، لكن ليس إلى حد تصبح فيه نيابة النائب بهية الحريري مهددة.
في رأي متابعين، حاول المستقبل محاصرة حلفائه لا خصومه، فانقلب السحر عليه. تصويبه الأساسي يرتكز على الجماعة الإسلامية، حليفه الاستراتيجي لسنوات طويلة. فحسابات مستقبلية كانت تشير إلى أن "الجماعة في الجيبة"، ولن تتخلى عن الحريريين في صيدا، قافزين فوق حقيقة أن المستقبل وشخصيات وقوى حاصروا الجماعة عبر رفض ضم مرشحيها بناء على تعليمات سعودية- إماراتية وحتى مصرية، باعتبارها الفرع اللبناني لتنظيم الاخوان المسلمين.
لاحقاً، شمل التصويب الرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري المتحالف مع الجماعة والتيار الوطني الحر. إذ يتهم المستقبل حزب الله بالسعي إلى إيصال البزري إلى الندوة البرلمانية عبر اسقاط الحريري، فيضرب عصفورين بحجر واحد. ينسجون خبريات عدة عن مخططات الحزب في شأن ذلك، علماً أن حزب الله وحركة أمل، كما هو معلوم، يدعمان بقوة أسامة سعد وإبراهيم عازار ولائحتهما. "أسامة للحزب، وإبراهيم للحركة"، هذا ما يقال في عاصمة الجنوب.
لكن متابعين يجزمون بعودة الثنائية النيابية لصيدا بقطبيها الحريري وسعد. فهو الخيار الأوفر حظاً والمنطقي في ظل موازين القوى الشعبية الموجودة. وهذا ما يريده "ضابط الإيقاع"، من دون تردد، كما يقول صيداويون في إشارة الى دور رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تبقى معركته في جزين وليس في صيدا، حيث الجهد الأساسي لضرب العونيين فيها عبر تخسيرهم مقعدين مسيحيين من أصل ثلاثة مقاعد مسيحية في دائرة صيدا- جزين.
ما يعزز أجواء عودة الثنائية أنه حتى الآن لم يصدر عن الحريري ما يؤجج المشاعر ضد خصمها الأساسي سعد. بل على العكس من ذلك، تنتقي الحريري بعناية تعابيرها تجاهه، قائلة إنه "خصم شريف. أبوه قدم حياته من أجل المدينة، هني قدموا دم ونحنا قدمنا دم". ووفق متابعين، فإن المعركة ترتكز الآن على من سيحظى بنسبة أصوات أعلى، بين الحريري وسعد، رغم أن مصادر التنظيم الشعبي الناصري تسرف كثيراً في توقعها بأن الفارق سيكون بآلاف الأصوات لمصلحة سعد.
بعناية واتقان، داخل المدينة وخارجها، يعمل حزب الله على توفير كل مقومات الدعم لسعد. مفاتيح انتخابية ووجهاء، وناخبون صيداويون ينتشرون في مناطق لبنانية يتصل بهم مسؤولو الحزب لضمان التصويت لسعد. ووفق المعلومات، من تكتيكات الحزب أنه قرر الانفاق المباشر على متطلبات المعركة، بعدما قيل إن التصرف بأموال وفرها الحزب لمعركة سعد في انتخابات 2009 شابتها شوائب وهدرت في غير مكانها الصحيح ولم تصل إلى مستوى الأهداف التي وضعها الحزب.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها