حتى كتابة هذه السطور لم تكن دوائر الرابية قد تبلّغت، إن عبر صديق مشترك او بشكل مباشر، رغبة رسمية بتحديد موعد لزيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للقاء النائب العماد ميشال عون. لذلك، لم يكن من امر طارئ يحتّم على فريق عمل العماد عون الغاء أي مواعيد او لقاءات واجتماعات مقررة مسبقاً لديه. على الرغم من أن حلول فرنجية في ضيافة رئيس تكتل التغيير والإصلاح وارد في أي لحظة، وسيجد الزائر الزغرتاوي الأبواب غير موصدة في وجهه اذا ما استقل سيارته متجها الى الشارع رقم 15 في الرابية.
ووفق معلومات "المدن" فإن التواصل لم ينقطع على خط الرابية-بنشعي منذ اللقاء الباريسي بين فرنجية ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري. واذا استثنينا اللقاء الذي جمع بينهما لتقديم واجب العزاء بشقيق العماد عون والذي اقتصر على البعد الاجتماعي، يشير المطّلعون الى أن هذا التواصل لا يجري في شكل مباشر بين فرنجية وعون، إنما بواسطة المقربين من كلا الطرفين، فيما يفترض بالراغب بالانتقال الى النقاش المباشر تقديم طرح متكامل، بحسب الأوساط المواكبة، والمقصود في هذا السياق ان يحمل فرنجية سلّة واضحة من الأفكار والطروحات لمناقشتها، بعد بلورتها مع المستقبل والعاملين على خط الترويج للتسوية الرئاسية، وعدم اقتصار الزيارة على ابلاغ عون بنية فرنجية الترشّح للرئاسة، طالما انه عرف ذلك من تسريبات العشاء الباريسي.
واذ تشير الأوساط الى أن بين الرابية وبنشعي لا حاجة الى الشكليات او الى مجرد صورة تجمع في كادر واحد رئيس التغيير والإصلاح مع رئيس المردة، لاسيما ان المياه لا تزال سالكة بين الجانبين ولم تتحوّل الى جليد لتستدعي ما يذوبها، فان الرابية كانت تفضّل مفاتحتها بما هو مطروح للنقاش من قبل رئيس المردة شخصياً، بدل قراءته في الصحف والاستماع اليه عبر التسريبات والتصريحات المتفرقة. لبنشعي وجهة نظر فيها، اذ تشير اوساطها الى أن المردة تبلّغوا قبل اكثر من سنة بالطريقة نفسها بدء الحوار بين المستقبل والوطني الحر.
ووفق المراقبين، فقد يكون تريّث فرنجية في التوجّه الى الرابية يعود الى عدم نضوج الاتصالات القائمة على خط تيار المستقبل، ليخرج رئيس التيار الأزرق بموقف علني، ينتقل بموجبه من الحديث عن "تسوية الفرصة المتاحة" الى اعلان السير برئيس تيار المردة مرشّحاً معلناً للرابع عشر من آذار بدلاً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لاسيما في ظل التلويح بحق الفيتو من قبل الأحزاب المسيحية الرئيسة.
من هنا، تشير معطيات "المدن" الى أن كل فريق لا يزال ينظر الى لوح الشطرنج امامه ليراجع الأفكار ويحسب حساب كل نقلة وكيفية الرد عليها. والخطوة الأولى التي يمكن ان تحرّك كل اللعبة هي ترشيح فرنجية رسمياً، لتنتقل الأمور من سياق جسّ النبض والكباش في الكواليس، الى المواجهة المباشرة بعد أن يتحوّل الطرح الى واقع رسمي وجدّي.
وتشير المعطيات الى أنه وإن سلّمت الرابية جدلاً بنقاش التسوية، فالممر الالزامي بالنسبة اليها هو قانون الانتخاب الكفيل بتأمين إعادة تكوين السلطة بما يحقق المناصفة ويؤمّن الشراكة.
حتى اللحظة يعتمد التيار الوطني الحر "سلاح الصمت" في مقابل ما هو مطروح. وقد يشكّل اجتماع التغيير والإصلاح عصر الثلاثاء أول المؤشرات لما ستكون عليه الخطوة المقبلة، من دون اسقاط الأساس: مرشح التغيير والاصلاح الرئاسي لا يزال العماد ميشال عون.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها