الثلاثاء 2024/09/24

آخر تحديث: 01:17 (بيروت)

حرب الجنوب تربك الدولة: ناشطون يعوضون غيابها

الثلاثاء 2024/09/24
حرب الجنوب تربك الدولة: ناشطون يعوضون غيابها
زحمة نازحين من قرى الجنوب على اوتوستراد الغازية (المدن)
increase حجم الخط decrease
سارع ناشطون لبنانيون الى افتتاح صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، لتأمين مساكن للنازحين من الجنوب والضاحية، في ظل ارتباك الدولة اللبنانية التي لم تستطع التعامل مع دفق النازحين، مما وضع الناس لساعات طويلة على الطرق. 
على أوتوستراد الجنوب الممتد من مدينتي صور والنبطية باتجاه صيدا، مئات آلاف اللبنانيين والسوريين العالقين على الطريق في زحمة خانقة، ولا يدرون أين يذهبون. تتداول المجموعات الإخبارية معلومات عن عائلات لا تعرف وجهتها، وأخرى نفذت في اتجاه جسر نهر الأوّلي، تمهيداً للانتقال الى مكان مجهول. بالنسبة إلى هؤلاء، الهروب من الموت والصواريخ والغارات، أولوية، لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين في اللامكان.
 

تكفل ناشطون بإرشادهم الى منازل معروضة للإيجار، الى بيوت تستضيفهم في أكثر من منطقة لبنانية، غالباً بالمجان. يتناقل مستخدمو مواقع التواصل معلومات عن وسائل نقل متاحة، فيما يرشد آخرون العالقين في الزحمة الى مسارب محتملة لتخفيف الأزمة الطارئة. 


والحال أن هذا الاندفاع، يأتي تعويضاً عن الارتباك الكبير الذي تعانيه الدولة. ليس بوسع قوى الأمن الداخلي، التي تعاني نقصاً كبيراً في عديدها، أن تغطي أزمة طارئة بهذا الحجم لم يشهد لبنان مثيلاً لها. في صيدا مثلاً، يقف الى جانب كل شرطي نحو 6 أشخاص، هم من أبناء المنطقة ومتطوعي الصليب الأحمر، يرشدون الناس إلى الطرق السالكة، ويحاولون تسهيل حركة العبور. 

ولبنان الذي يعاني تداعيات الأزمة المالية، لم يضع في تاريخه خطة للتعامل مع الأزمات الطارئة، لكنه لطالما تعامل معها بالممكن، مدفوعاً باندفاع اللبنانيين أنفسهم. غير أن الأزمة الأخيرة، لا يمكن لأي دولة أن تتعامل معها بسهولة. فخلال ساعات قليلة، خرج مئات الآلاف دفعة واحدة، سلكوا بنية تحتية متهالكة، في اتجاه مواقع مجهولة على الأغلب. لا إشارات مرور، ولا عناصر كافية لتنظيم السير، والفوضى تعمّ سائر المنطقة. 

يلوذ الناس بالأمان. لم يترك لهم الاحتلال أي منفذ، ولا وقتاً لتوضيب الأمتعة. حجم الغارات وخسائرها، أنتج حالة من الذعر لم يختبرها اللبنانيون من قبل. عدد ضحايا اليوم الأول للاعتداءات، يقارب ثلث عدد ضحايا حرب 33 يوماً في تموز 2006.
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها