إنقاذ لبوة صغيرة من الأسر في لبنان!

لكن إعادة توطين فريا في متنزه دراكنستاين للأُسود، قصة نجاح جزئي فقط، لأنها لن تعيش في البرية، بل ستعيش للأبد في دراكنستاين، حيث نقلت أسود أخرى من حدائق حيوان وسيرك في فرنسا وتشيلي ورومانيا وغيرها. وشهد بعضها قصصاً مروعة من إساءة المعاملة والانتهاكات، وكتبت تلك القصص في لافتات بالمحمية، حسبما أوضحت وكالة "أسوشييتد برس".

ومع استقرار فريا في دراكنستاين، أثارت جماعات حماية الحيوان الاهتمام مجدداً بشأن موقف جنوب افريقيا المتناقض الخاص بالحياة البرية والحيوانات، ففيما تتمتع البلاد بسمعة مثيرة للإعجاب تتعلق بحماية الحيوانات والمحميات مثل دراكنستاين، تزدهر فيها أيضاً تجارة أُسود حبيسة يتم قتلها في تجارب "صيد مقننة" أو في تجارة عظام الأُسود.

وهنالك ترخيص خاص في جنوب افريقيا لتصدير عظام الأسود وهياكلها، بالأخص إلى جنوب شرقي آسيا لاستخدامها في الأدوية التقليدية، وتجارب الصيد المقننة، حيث تتم مطاردة الأسود ويطلق عليها النار في عرين بلا فرصة عادلة للهرب.

وتضغط جماعات حقوق الحيوان لإنهاء ممارسة تربية الأسود في الأسر. وأعلنت الحكومة مؤخراً خططاً لوقف هذه الممارسة، ويتوقع أن يستغرق الأمر من عامين إلى 3 أعوام إن لم تقدم طعون قانونية. وهناك أكثر من 300 منشأة لأسود في الأسر في جنوب افريقيا، تضم أكثر من سبعة آلاف أسد، اي ضعف عددها في البرية بجنوب افريقيا.

وبالنسبة لفريا، يأمل منقذوها في أن تعيش في العرين نفسه مع الشبل باي، الذي يعتقد أنه شقيقها، وجلب أيضاً من لبنان في نيسان/أبريل الماضي. وكان مملوكاً من قبل شخص لبناني يستخدمه من أجل نيل شهرة في موقع "تيك توك".

وكان الشبل الصغير يظهر مغلق الفم خلال الفيديوهات القاسية التي يتباهى فيها صاحبه بامتلاكه للثروة والنفوذ في بلد منهار اقتصادياً، علماً أن الأسدَين الشقيقين هما الأخيران في سلسلة بلغت نحو 24 حيواناً نادراً، كالأسود والنمور، تم إنقاذها في لبنان مؤخراً.