الأربعاء 2024/05/08

آخر تحديث: 15:43 (بيروت)

تونس: اعتقال رئيسة منظمة "منامتي" المناهضة للعنصرية

الأربعاء 2024/05/08
تونس: اعتقال رئيسة منظمة "منامتي" المناهضة للعنصرية
سعدية مصباح فازت بجائزة الخارجية الأميركية، العام الماضي، كواحدة من "الأبطال المكافحين للعنصرين الدولية"
increase حجم الخط decrease
قالت جماعات حقوقية تونسية، أن النيابة العامة في تونس، أمرت بالتحفظ على سعدية مصباح، وهي ناشطة بارزة ورئيسة منظمة تناهض العنصرية وتدافع عن حقوق المهاجرين، بعد ساعات من اتهام الرئيس قيس سعيد، لبعض منظمات المجتمع المدني بـ"الخيانة".

ويأتي التحفظ على  مصباح، في الوقت الذي تعاني فيه تونس من أزمة هجرة محتدمة بسبب تدفق الآلاف من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، على البلاد، سعياً للعبور إلى السواحل الأوروبية في رحلات بالقوارب عبر البحر المتوسط، ردت عليها السلطات بسياسات "عنصرية".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة بدأت التحقيق مع مصباح رئيسة منظمة "منامتي" بشبهة جرائم مالية، فيما أثارت أزمة الهجرة المتفاقمة غضب السكان المحليين بمدينة العامرة جنوبي البلاد، واحتجوا نهاية الأسبوع الماضي مطالبين بترحيل المهاجرين قائلين إن الوضع أصبح لا يطاق، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وصرح سعيد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، أمس الاثنين، أن الوضع "غير طبيعي" وأن تدفق آلاف المهاجرين يثير العديد من التساؤلات حول من يقف وراء ذلك، في نظرية مؤامرة جديدة. وأضاف أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وأن تونس لن تكون أرضاً لتوطين المهاجرين، حسب تعبيره.

وقال الرئيس الذي استأثر بالسلطة كلياً العام 2021 في تصريحاته أن عدداً كبيراً ممن يديرون منظمات تدعي الدفاع عن المهاجرين هم "خونة" واتهمهم بـ"تلقي أموال ضخمة مشبوهة من الخارج"، فيما أوضحت وسائل إعلام محلية أن القضاء بدأ سلسلة تحقيقات تشمل بعض المنظمات التي تدافع عن المهاجرين، في خطوة يصفها منتقدون بأنها تهدف إلى إسكات هذه الجماعات ووقف أنشطتها وتعزيز الحكم الفردي لسعيد.

ولطالما اتهم سعيد عدداً من منظمات المجتمع المدني بأنها تتلقى "تمويلاً أجنبياً مشبوهاً"، معتبراً إياها أداة للتدخل الأجنبي ولمحاولات اختراق سيادة البلد، ورد ناشطون محليون بأن سعيد خضع لإملاءات رئيسة الوزراء الإيطالية المنتمية لليمين المتطرف، جورجا ميلوني، وحوّل تونس إلى حرس حدود للسواحل الأوروبية مقابل مساعدات مالية متواضعة للغاية.

وفي العام الماضي، زعم سعيد أن وصول آلاف المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء هو "مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية للبلاد"، ما دفع الاتحاد الأفريقي إلى التنديد بما وصفه بأنه "خطاب كراهية" أطلقته تونس ضد المهاجرين.

وكانت مصباح فازت بجائزة وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق من العام الماضي، كواحدة من "الأبطال المكافحين للعنصرين الدولية"، حيث كرست حياتها من أجل "محاربة التمييز العنصري والتعصب، والدفاع عن حقوق التونسيين السود".

وبعد محاولات فاشلة لإطلاق مؤسسة تعنى بمكافحة التمييز العنصري خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، أسست مصباح العام 2013 جمعية "منامتي" (حلمي) التي تسعى إلى زيادة الوعي بقيمة التنوع وأهمية المساواة وشجب العنصرية في الأماكن العامة. كما عملت على "ضمان الحماية القانونية للجميع ورفع مكانة السكان السود في المجال الثقافي، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات التي يغلب عليها السود".

وساهمت مصباح مع حقوقيين آخرين في اعتماد قانون في تونس، يجرم التمييز العنصري، في تشرين الأول/أكتوبر 2018، لكنها تعتبر القانون "إنجازاً غير مكتمل، لأنه يفتقر إلى إعلان عالمي يدين كافة أشكال التمييز بحسب الديانة أو اللغة أو لون البشرة"، في وقت تشهد البلاد موجة من خطاب عنصري ضد الأفارقة تحديداً مع تراجع الحريات في عهد الرئيس سعيد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها