إدانات دولية لإغلاق إسرائيل مكتب "الجزيرة"

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك، أن المنظمة الدولية تقف بحزم ضد أي قرار يكبح حرية الصحافة، مضيفاً أن الصحافة الحرة توفر خدمات لا تقدر بثمن لضمان أن يحصل العامة على المعلومات والمشاركة فيها.

وقبل ذلك، انتقدت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرار الإغلاق، وطالبت تل أبيب بالتراجع عنه، وشددت على أن حرية التعبير حق إنساني أساسي، مؤكدة أن وسائل الإعلام الحرة والمستقلة ضرورية لضمان الشفافية والمساءلة. كما قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن، أن قرار إسرائيل إغلاق "الجزيرة" ينفي مجدداً ادعاءاتها بأنها دولة ديموقراطية، واصفاً القرار بـ"رد فعل نظام مذعور يخاف من الحرية".

من جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن "الوضع يزداد سوءاً الآن نظراً للقيود المشددة المفروضة على التقارير الواردة من غزة"، في حين قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن التشريع القمعي الفاضح بوقف عمل "الجزيرة" يهدف لإسكاتها بسبب تغطيتها للحرب على غزة.

وفي نيويورك، دانت "لجنة حماية الصحافيين" قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بإغلاق مكتب "الجزيرة" في إسرائيل، ونبهت إلى أن التصويت على القرار ربما يشكل سابقة خطيرة لوسائل الإعلام الدولية الأخرى العاملة في إسرائيل.

من جهتها، وصفت "رابطة الصحافة الأجنبية" ما جرى باليوم المظلم لوسائل الإعلام والديموقراطية، وأضافت إن إسرائيل تنضم بقرارها إلى ناد مشكوك فيه من الحكومات الاستبدادية التي تحظر المحطة. بينما أكد "مركز حماية وحرية الصحافيين" أن استهداف "الجزيرة" جاء بسبب تغطياتها الصحافية للحرب على غزة التي قال إنها أماطت اللثام عن الجرائم الإسرائيلية في غزة.

في السياق، قالت رئيسة مجلس إدارة "المعهد الدولي للصحافة" خديجة باتيل أن قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتب القناة في إسرائيل بمثابة صفعة لمحاولات إرساء حرية الصحافة حول العالم وسلوك للأنظمة الشمولية.

وعلق أيدن وايت، رئيس "شبكة الصحافة الأخلاقية" والأمين العام السابق لـ"الاتحاد الدولي للصحافيين"، بأن قرار إسرائيل حظر عمل "الجزيرة" من شأنه أن يصدم الجميع في العالم بمن فيهم الكثيرون من حلفاء إسرائيل وسينظرون إليه كإجراء يائس.

وكانت "الجزيرة" وصفت قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكاتبها في إسرائيل بالخطوة الممعنة في التضليل والافتراء. وقالت في بيان أنه "من المفارقة أن تغلق حكومة الاحتلال مكاتب الجزيرة بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة"، كما استنكرت "هذا الفعل الإجرامي الإسرائيلي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات".

وأضاف البيان أن "الجزيرة" تؤكد حقها في استمرار تقديم خدماتها للجمهور عبر العالم، وهو ما تكفله المواثيق الدولية. وتابع أن "قمع إسرائيل للصحافة الحرة للتستر على جرائمها بقتل الصحافيين واعتقالهم لم يثننا عن أداء واجبنا"، مذكراً بأن أكثر من 140 صحافياً فلسطينياً قتلوا في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة.

ونفت الشبكة مجدداً ادعاءات إسرائيل "بشأن خرقنا الأطر المهنية الضابطة للعمل الإعلامي"، مؤكدة التزامها الثابت بالقيم الواردة في ميثاقها للشرف المهني.