تنطلق الدراجة النارية من طريق زبدين، عند المدخل الغربي لمدينة النبطية، باتجاه شرقها. تعبر بين الدمار والركام المتناثر على جانبي الطريق، ثم تنعطف الدراجة شمالاً، وتصعد باتجاه حي البياض. هناك، تتراجع سرعة الدراجة. على السائق أن يعبر بين الركام.. ويكمل رحلته الى سائر أحياء المدينة.
ما ورد من صور، هو حصيلة رحلة المصور فؤاد عون، داخل أحياء المدينة، حيث وثق الدمار فيها. في 90 ثانية فقط، يؤرخ لحقبة جديدة من مشاهد المدينة التي لم تشهد دماراً كما شهدته الآن. تحولت النبطية الى مدينة منكوبة، قضى الإحتلال على حواضرها الثقافية، وأحال معالمها الى الذاكرة كجزء من تاريخ احترق ودُمّر بحقد إسرائيلي.
في حي البياض، يزداد الدمار، بعدما مسحت الغارات الاسرائيلية الوحشية مباني على ضفتي الطريق. يضطر السائق للعبور بين الركام، ثم يتجه شرقاً الى حي الميدان، ذلك العابق بذاكرة ثقافية، وتعرضت معالمه والقصور التراثية فيه الى تدمير ممنهج، ثم ينعطف الى حي الراهبات، ويوثق الدمار، قبل أن يتجه إلى الجنوب الشرقي، حيث تعرض شارع محمود فقيه، على طريق مرجعيون، لأكبر تدمير.
مثل عون، الذي نشرته صفحات محلية في "فايسبوك" من النبطية مقطعه،
يعبر أيضاً المصور محمد الزناتي بين الأطلال، ويخوض رحلة في السيارة في بعض الأحياء، ليوثق أيضاً مشاهد السوق العتيق الذي تعرض للتدمير.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها