الجمعة 2024/10/04

آخر تحديث: 20:40 (بيروت)

الإعلام العبري يستشرف الحرب... عبر المنجّمين أيضاً!

الجمعة 2024/10/04
الإعلام العبري يستشرف الحرب... عبر المنجّمين أيضاً!
مستوطنون يحتمون من الصواريخ الايرانية في تل أبيب (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لا يكف الإعلام العبري عن البحث عن إجابة على سؤاله المركزي بشأن مدة ونتيجة الحرب الإسرائيلية التي تتسع حدودها الجغرافية من غزة إلى لبنان، وساحات أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وهو مشهد غير مألوف منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948.

ويبدو أن بعض المواقع العبرية أراد البحث عن إجابة بهذا الخصوص، ليس من أفواه الساسة والعسكر فقط، بل أيضا بالبحث عن منجمين وعرّافين إسرائيليين، علّهم يقدمون إجابة "تطمئن الإسرائيليين"!

تنبأ باغتيال نصرالله!
وهنا، نشر موقع عبري يُدعى "سيروجيم" مقابلة مع منجّم إسرائيلي اسمه يانون بن دافيد، زعم أنه أجراها معه قبل أيام قليلة من حدوث التفجيرات الغامضة في الأجهزة اللاسلكية الخاصة بحزب الله، وما تلاها من إطلاق العملية العسكرية الواسعة ضد لبنان، تحت اسم "سهام الشمال".

وادعى الموقع العبري أنّ يانون تنبأ مسبقاً باغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، قبل نهاية العام الحالي، وأيضا بحدوث "مفاجأة في سوريا ولبنان، ستجعل العالم في حالة صدمة"، وهو ما فسره الموقع بأن يانون بن دافيد كان يقصد تفجير لاسلكيات حزب الله.

ووفق مزاعم العرّاف الإسرائيلي، فإن إسرائيل ستخوض حرباً صعبة، لكنها ستتمكن من "التقدم"، و"الازدهار العام 2025، وستكون في وضع مختلف عما هي عليه اليوم"، وهو تنبؤ مزعوم وجد موقع "سروجيم" العبري ضالته فيه في هذا التوقيت تحديداً، كي يُهدئ من توتر وقلق الإسرائيليين من المستقبل.
 
كما تنبأ بن دافيد قبل 3 أسابيع، بأن إسرائيل ستحتل جزءاً من أراضي الجنوب اللبناني، لكنه قال إن الحرب في لبنان ستكون "ضربة سريعة وبعدها سيأتي اتفاق"، متطرقاً كذلك إلى حصول محاولة أو نجاح ضربة لمنشأة استراتيجية في إسرائيل مثل محطة كهرباء.

إيران "وزلزال لا مثيل له"
وبشأن إيران، ادعى العرّاف بن دافيد أن الجمهورية الإسلامية ستشهد "زلزالاً لم يعرف العالم مثله من قبل، وأضراراً مناخية، وخسائر فادحة وجسيمة"، وكأن إسرائيل تعول على الطبيعة، كي تُحيّد ما تصفه بـ"الخطر الإيراني"!

ويبدو أن موقع "سروجيم" حاول انتزاع تنبؤ، حتى لو وهمياً، لتذليل الهاجس من تكرار هجوم السابع من أكتوبر، سواء من لبنان أو سوريا، أو حدود أخرى، فكان جوابه، بأنّه لن يتكرر الهجوم بحجمه الكبير، ولكن ستكون محاولات اختراق للحدود "دون نجاح كبير"، وفق قوله.

منجمقلق إسرائيلي
الواقع أن لجوء بعض المواقع العبرية إلى العرّافين والمنجّمين للتنبؤ بمستقبل إسرائيل، والمنطقة والعالم، يؤشر من الناحية السيكولوجية على أن ثمة حالة من القلق تراود فئات عديدة في إسرائيل، وعلى رأسها الإعلام، على ضوء قتامة المشهد، وعدم وجود إجابات يقينية وحاسمة بشأن أسئلته المتعلقة بالحرب ومآلات الصراعات الآخذة بالتطور يوماً بعد آخر.

وبعيداً من المنجّمين، واصلت محطات التلفزة والإذاعة العبرية استضافة الساسة والعسكر، من داخل إسرائيل وخارجها، سواء نطقوا بالعبرية أو العربية، في محاولة لفهم مجريات الميدان في لبنان، والوصفة الأسهل للحل، ونهاية الحرب.

من ناحية ثانية، قال جنرال إسرائيلي بالاحتياط للإذاعة العبرية الرسمية "مكان" صباح الخميس، إن إسرائيل لا تريد أن تمنح حزب الله "هندسة صورة انتصارية"، يظهر من خلالها وكأنه أوقف الحرب تحت الضغط العسكري على إسرائيل، وأنه أفشل محاولاتها "الفصل بين الجبهات".

وأضاف هذا الجنرال، أن إسرائيل تريد أن تسقط كل النظريات التي وضعتها إيران ومعها حزب الله، خصوصاً ما يتعلق بتوحيد الساحات والردع.

وهنا، أجمع المحللون الإسرائيليون على أن تل أبيب لا تريد القضاء على حزب الله، وأنها لم تتحدث عن ذلك، وإنما تشديد الضغط عليه، حتى الوصول إلى "الاتفاق المنشود"، وبما يضمن الفصل بين الجبهات.

في حين ذكرت أقلام عبرية أخرى أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بجزء من الأراضي الجنوبية اللبنانية، "لا إعادة احتلالها"، من أجل أن تكون ورقة تفاوض مع الدولة اللبنانية، بهدف إبعاد حزب الله نهائياً عن الحدود.

وأشارت هذه القراءات إلى أن تل أبيب لن تقبل بصيغة المراقبة الدولية السابقة للحدود، وإنما دور أكبر للقوات الدولية واللبنانية، لمنع تواجد مقاتلي الحزب من التواجد على الجانب الآخر من الحدود، او أن ينشئ بنى تحتية عسكرية بالقرب منها.

عقيدة الانتقام
لكنّ رئيس معهد "مسغاف" لأبحاث الأمن القومي والاستراتيجية، مائير بن شبات، أدرج إقامة إسرائيل منطقة عازلة في لبنان، خالية من السكان، في سياق عقيدة "الانتقام"، وذلك باعتبارها خطوة تبعث برسالة مفادها أن "المساس بأمن إسرائيل سيُقابل بفقدان أراضٍ لبنانية".

وأشار بن شبات إلى أن هدف العملية البرية هو خلق الظروف، لإعادة السكان إلى الشمال، وبـ"كلفة قليلة نسبياً". وحرض بن شبات أيضاً على "سحق جنوب لبنان وبيروت جواً وبراً وبحراً، حتى تحقيق الغرض". ورأى أن "إسرائيل اليوم مختلفة تماماً عن السابق"، وأن النار التي اشتعلت فيها يوم 7 أكتوبر 2023، تشتعل الآن في "ضاحية بيروت الجنوبية، ورفح، وجنين، وميناء الحديدة، وعقر دار العدو".

"مفتاح الحل.. في سوريا"!
وفي سبيل البحث عن الحلول، استضافت إذاعة "مكان" العبرية، المطبّع السوري كمال اللبواني، الذي ادعى أن مفتاح الحل في لبنان، في سوريا، وليس إيران. ودعا اللبواني إلى عودة الوصاية السورية على لبنان، لكن بلا حكم بشار الأسد، زاعما أن "لبنان دولة مصطنعة"، وأن الحل يجب أن يكون عنوانه "سوريا-لبنان معاً".

والحال أن المقابلة المبتذلة والسخيفة مع المطبّع كمال اللبواني، تدل على حالة إفلاس يعايشها الإعلام العبري، بحكم أنه لا يجد مراده من إجابات واضحة من المستويين السياسي والعسكري، بخصوص ما يُخطَّط له فعلا تجاه لبنان والمنطقة، وما إذا كانت هناك خطة غير معلنة بهذا الخصوص، وبدائل معينة. فنجده يدق أبواب شخصيات مطبِّعة، لا تمتلك أدنى رؤية أو قدرة على الإقناع!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها