السبت 2023/04/22

آخر تحديث: 14:55 (بيروت)

الفوضى تعم "تويتر" بعد إلغاء علامات التوثيق الزرقاء

السبت 2023/04/22
الفوضى تعم "تويتر" بعد إلغاء علامات التوثيق الزرقاء
بيونسيه من الشخصيات التي فقدت علامة التوثيق.. والبابا فرنسيس،أوبرا وينفري، جاستن بيبر،رونالدو، بيل غيتس، وليدي غاغا
increase حجم الخط decrease
أزالت شركة "تويتر" العلامات التي تصف المؤسسات الإعلامية العالمية بأنها ممولة من الحكومة أو تابعة للدولة، بعدما بدأت المنصة المملوكة لشركة لرجل الأعمال إيلون ماسك في إزالة علامات التوثيق الزرقاء من الحسابات التي لا تدفع الرسوم الشهرية.

من بين المؤسسات التي لم تعد مصنفة، الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة، والتي أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن استخدام "تويتر" بعد تصنيف حسابها الرئيسي على أنه وسيلة إعلام تابعة للدولة، وهو مصطلح يستخدم كذلك لتحديد وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومات الاستبدادية أو تتأثر بشدة بها، مثل وسائل الإعلام في روسيا والصين.

في وقت لاحق، تم تغير التصنيف إلى "وسيلة إعلام ممولة من الدولة"، لكن الإذاعة الوطنية العامة التي تعتمد في تمويلها على جزء ضئيل للغاية من الحكومة، قالت أنه مازال يمثل تضليلاً، كما اتخذت هيئة الإذاعة الكندية والإذاعة العامة السويدية قرارات مماثلة بالتخلي عن استخدام "تويتر"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وفي وقت لاحق، مساء الجمعة، اختفت علامة ممولة من الحكومة من حساب قناة "سي بي سي" إلى جانب علامة تابعة للدولة من حسابات وسائل الإعلام الأخرى بما في ذلك وكالة "سبوتنيك" وقناة "أر تي في روسيا" و"شينخوا" في الصين.

وفقد العديد من مستخدمي "تويتر" البارزين منذ الخميس علامات التوثيق الزرقاء التي ساعدتهم في توثيق هويتهم وتمييزهم عن المحتالين. وكان لدى التطبيق نحو 300 ألف مستخدم موثق بموجب نظام التوثيق الأزرق، الكثير منهم صحافيون ورياضيون وشخصيات عامة. واستخدمت عملية التوثيق لتعني أن الحساب تم التحقق من هوية صاحبه من قبل "تويتر".

ومن بين المستخدمين البارزين الذين فقدوا علامات التوثيق الزرقاء، المغنية بيونسيه والبابا فرنسيس والإعلامية أوبرا وينفري والرئيس السابق دونالد ترامب. وتتراوح تكلفة الاحتفاظ بالعلامات بين 8 دولارات شهرياً للمستخدمين الأفراد، وسعر يبدأ من 1000 دولار شهرياً لتوثيق حساب مؤسسة، بالإضافة إلى 50 دولار شهرياً لكل حساب تابع لجهة أو موظف.

وتدريجياً اختفت العلامة الزرقاء من حسابات شخصيات مثل جاستن بيبر وكريستيانو رونالدو وبيل غيتس وليدي غاغا، وكذلك من حسابات الكثير من الصحافيين والأساتذة الجامعيين والناشطين، بمن فيهم حتى جاك دورسي، مؤسس "تويتر". وعلى الجانب السياسي، سُحبت علامة التوثيق الزرقاء من حسابات الكثير من المسؤولين، لكن بعضهم حصل على علامة التوثيق الرمادية المخصصة للحسابات الحكومية أو بعض المنظمات. وهذه حالة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأميركي، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وغرّد ماركيس براونلي، وهو صانع محتوى لديه ستة ملايين متابع، عبر حسابه: "أعلم أني سأتلقى انتقادات لأني احتفظت بالعلامة الزرقاء، لكن لا بأس، أحتاج إلى خاصية تعديل التغريدات". وأبدى آخرون استغرابهم إزاء هذه الخطوة، على غرار الكاتب الشهير ستيفن كينغ الذي يتابعه سبعة ملايين حساب.

وكتب كينغ: "حسابي في تويتر يذكر أني اشتركت بخدمة تويتر بلو. هذا خطأ. حسابي في تويتر يقول إني أعطيت رقم هاتفي للتوثيق. هذا خطأ". فرد عليه ماسك بتغريدة كتب فيها "لا شكر على واجب". وأشار رئيس "تويتر" في تغريدة أخرى إلى أنه "يدفع شخصياً مقابل بعض الاشتراكات".

ولم يتم اختيار يوم 20 نيسان/ابريل عشوائياً لتنفيذ هذه الخطوة، إذ يرمز هذا التاريخ بصيغته الأميركية (4/20) إلى "الحشيش" في الولايات المتحدة. ودأب ماسك، رئيس "تيسلا" و"سبايس اكس"، على إطلاق النكات حول هذا الموضوع، لدرجة أنه اشترى المنصة بسعر 54,20 دولاراً للسهم. واضطر الملياردير إلى تأخير إطلاق "تويتر بلو" مرات عدة، مثيراً الارتباك والفوضى على الشبكة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أكد ماسك رغبته في "إعطاء مزيد من السلطة للشعب" وإسقاط "نظام المالكين والقرويين الحالي، بين من لديهم العلامة الزرقاء ومن ليس لديهم إياها".

وقال ماسك حينها: "رسائل الحسابات الموثقة ستُنشر بصورة افتراضية"، فيما التغريدات العائدة لأشخاص لم يدفعوا مقابل التوثيق ستُعامَل مثل البريد غير المرغوب فيه في علب البريد الإلكتروني، وهو ملف "يمكن الاطلاع عليه رغم كل شيء".

ومن شأن الاشتراك أيضاً وفق ماسك المساهمة في التصدي للحسابات الزائفة أو المؤتمتة، وتنويع المداخيل، فيما ابتعدت علامات تجارية كثيرة عن المنصة. وبين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الثاني/يناير، توقف ما يقرب من نصف المعلنين الرئيسيين الـ30 في "تويتر" عن شراء مساحات إعلانية عبر المنصة، وفق "باثماتيكس".

وقالت المحللة لدى "إنسايدر إنتلجنس" جاسمين إنبرغ الأسبوع الماضي إن العلامات التجارية "تتجنب الإنفاق على منصة "تسيطر عليها الفوضى والتغييرات العشوائية والضبابية". وتوقعت شركة الدراسات أن تتراجع إيرادات تويتر 28% هذا العام، فيما قد لا تعوض اشتراكات "تويتر بلو" العائدات الفائتة. وأشارت إلى أن "العلامة الزرقاء لم تعد ضمانة للمصداقية" حيث بات في إمكان أي كان الاستحصال عليها بمجرد دفع ثمنها.

وبعد 24 ساعة على اختفاء العلامات الزرقاء من حسابات "تويتر" الموثقة، سادت حالة من الفوضى موقع التواصل الاجتماعي المضطرب مع انتشار حالات انتحال الهوية والمعلومات الكاذبة، حسبما نقلت صحيفة "غارديان".

وجاءت الخطوة الجديدة تحت إشراف المالك الجديد للموقع إيلون ماسك، الذي تعهد بجعل شركة "تويتر" المتعثرة، مربحة بأي وسيلة كانت. ولهذا يحاول ماسك إجبار المستخدمين على الدفع مقابل خدمات التحقق التي كانت مجانية في السابق، للشخصيات المعروفة والمشاهير والصحافيين.

وفي آذار/مارس، أظهرت وثيقة داخلية اطلعت عليها وسائل إعلام أميركية أن ماسك يقدر حالياً قيمة "تويتر" بعشرين مليار دولار، بعدما كانت القيمة التقديرية له 44 ملياراً عند استحواذه على الشبكة الاجتماعية خلال تشرين الأول/أكتوبر. وبموجب نظام التوثيق الأصلي للشركة، يملك "تويتر" ما يقرب من 400 ألف حساب تم التحقق من هويتهم، ما يعني أن الشركة تأكدت من هوية المستخدمين لهذه الحسابات سواء كانوا شخصيات أو جهات رسمية.

وأدت ذلك إلى انتحال كثير من المستخدمين هوية أشخاص معروفين من خلال إنشاء حسابات مزيفة تحمل أسمائهم، بمت في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون" جيف بيزوس، والسناتور الأميركي الراحل جون ماكين. كما نشر آخرون تغريدات مزيفة على أنها تابعة لحسابات إخبارية تحتوي على معلومات مضللة تسخر من ماسك.

وبينما تقدم "تويتر" الآن علامات ذهبية لـ "المؤسسات التي تم التحقق منها" وعلامات رمادية للمؤسسات الحكومية والشركات التابعة لها، لم يكن من الواضح سبب ظهور تلك العلامات ببعض الحسابات دون غيرها. ومن بين حسابات المؤسسات المعروفة التي فقدت علامات التوثيق، تلك التي تتبع وكالة الأنباء السعودية "واس" بما ذلك الحساب المخصص للأخبار الملكية.

وعكف مغردون سعوديون على إنشاء قائمة بالحسابات الرسمية التي أزيلت عنها شارات التوثيق في سبيل الحد من انتحال صفتها.  وأثارت القدرة على الظهور كمنظمات وشخصيات حقيقية موثقة، مخاوف من أن يفقد "تويتر" مكانته كمنصة للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة من مصادر موثوقة، بما في ذلك في حالات الطوارئ.

وبدأت الحسابات المزيفة التي تدعي تمثيل عمدة شيكاغو لوري لايتفوت، ووزارة النقل في شيكاغو ووزارة النقل في إلينوي بتبادل الرسائل خلال وقت مبكر من الجمعة، تدعي كذباً أن طريق ليك شور درايف بالمدينة، وهو طريق رئيسي، سيغلق أمام حركة المرور الخاصة بدءاً من الشهر المقبل.

وقال مكتب لايتفوت إن المدينة على علم بالحسابات المزيفة و"تعمل مع تويتر لحل هذا الأمر".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها