الثلاثاء 2021/07/27

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

انتقادات جديدة للونا الشبل.. من معسكر بثينة شعبان

الثلاثاء 2021/07/27
انتقادات جديدة للونا الشبل.. من معسكر بثينة شعبان
increase حجم الخط decrease
مازال اللقاء الإعلامي الذي أطلت به المستشارة الرئاسية السورية لونا الشبل، الأسبوع الماضي، يثير الانتقادات، بعد مطالبتها السوريين بـ"الصمود الإيجابي". لكن تصريحات نائب رئيس اتحاد الصحافيين التابع للنظام، مصطفى المقداد، الاثنين، كانت الأقسى من ناحية رسمية، خصوصاً أنها طاولت أيضاً وزير الإعلام عماد سارة.


وحمّل المقداد، وزير الإعلام سارة، ومدير قناة "الإخبارية السورية" عدنان أحمد، مسؤولية الجدل الذي أحدثته تصريحات الشبل. وبالطبع كان المقداد هنا حريصاً على صورة النظام أمام شعبه المستاء، وليس العكس، ولم يكن غريباً بالتالي أن يهاجم الثنائي لكونهما "كانا يقفان في غرفة المراقبة ومعهم مجموعة كبيرة من المهندسين والفنيين وغيرهم ممن يديرون عمل القناة" من دون التدخل في اللقاء.

وظهرت الشبل بإطلالة باذخة في مقابلة تلفزيونية مع حسين مرتضى وربى الحجلي، على شاشة "الإخبارية السورية"، بعد عشر سنوات من انقطاعها عن الإطلالات الإعلامية، حاولت فيه تفسير خطاب القسم الذي ألقاه حينها رئيس النظام بشار الأسد، ما أثار انتقادات تجاوزت الشبل نحو الأسد في مشهد نادر بسبب مستوى القمع الذي يحكم به النظام مناطق سيطرته.



وكتب المقداد عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" منشوراً طويلاً نقلته وسائل إعلام موالية، حيث تحدث في 10 نقاط عن اللقاء وكواليسه، مهاجماً تخصيص أكثر من مذيع لإدارة اللقاء، ما جعل المقابلة تظهر وكأنها حدث استثنائي ومفصلي بالنسبة للشاشات السورية، رغم وجود شخصيات أخرى مساوية في الأهمية أو أكثر أهمية من الشبل، لم تحظ بالمعاملة نفسها، حسب تعبيره، مثل المستشارة الرئاسية الثانية بثينة شعبان.

إشارة المقداد لشعبان تعيد للأذهان الخلاف الحاد بين المستشارتين والذي ظهر للعيان في وقت سابق العام الماضي، عندما عيّنت الشبل مستشارة إعلامية خاصة في رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى مهامها كمديرة للمكتب الإعلامي والسياسي في القصر الجمهوري.

ويشير الخلاف بين الشبل وشعبان إلى خلاف أكبر يتعلق بمستقبل وهوية البلاد. فالأولى جزء من محور أوسع داخل النظام، يضم أشخاصاً مثل رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك، ووزير الإعلام عماد سارة، وعدداً من الوزراء وقادة فروع الأمن الموالين لروسيا. والثانية جزء من محور آخر يضم رئيس فرع المخابرات الجوية سابقاً جميل حسن، ورئيس الحكومة السابق عماد خميس، وقادة فروع الأمن الموالين لإيران، حسبما تشير تقارير ذات صلة.

وكانت الشبل كسبت شهرة واسعة عندما كانت مذيعة في قناة "الجزيرة" قبل أن تستقيل من المحطة العام 2011، لتقف إلى جانب النظام السوري وتقود الجهود الإعلامية التي حاولت تزييف حقيقة الثورة السورية، وأدرج اسمها في لوائح العقوبات الاقتصادية الأميركية في وقت سابق من العام 2020. وخلال عملها مستشارة إعلامية للأسد، بدأت الشبل رويداً رويداً في بسط نفوذها وسلطتها في القصر الرئاسي حتى لقّبت بـ"السيدة الثانية"، وبدأت الصراعات بينها وبين بثينة شعبان من جهة، وبين أسماء الأسد من جهة ثانية، وبرز ذلك في قضايا عديدة من بينها التغييرات التي طاولت وزارة الإعلام في السنوات الأخيرة.

في ضوء ذلك، أصبحت تصريحات المقداد الحادة جزءاً من الصراع المستمر، بما في ذلك هجومه على سارة، إذ "لم يسبق لوزير الإعلام أن وقف في غرفة المراقبة للإشراف على متابعة أي لقاء مع أي مسؤول أو وزير أو مستشار لإخراج اللقاء القادر على النفاد لرأي المواطنين ومحاولة إقناعهم بصوابية الإجراءات التي تتخذها الحكومة. وهو في سلوكه هذا يتحمل مسؤولية اللقاء كاملاً بكل سلبياته وإيجابياته".

وبحسب المقداد كان الوقت المخصص للقاء 25 دقيقة فقط، لكنه امتد إلى ساعة ودقيقتين من أجل تقديم الشبل من طرف وزارة الإعلام على أنها "الشخص المسؤول الوحيد في سوريا الذي يمكن أن توجه له كل الأسئلة الإشكالية والمحرجة، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع الإجابة عليها بمنتهى الصراحة والصدق، لأنه عارف ومحيط بكل معلومات وأسرار البلد، وفي هذا تجاوز لمهام وصلاحيات الوزراء والمديرين والمسؤولين، وهو ما أدى لتلك النتيجة السلبية لدى جمهور المؤيدين، وإن كان وزير الإعلام أراد تقديم خدمة للمستشارة فإنه ضرها، من حيث يدري أو لا يدري. فربّ نافعة، ضارة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها