وكتب المجند السابق بشير يوسف هارون، الذي أصيب بشلل رباعي والتقى مع الأسد وزوجته أسماء في وقت سابق، منشوراً طويلاً عبر صفحته في "فايسبوك"، وتداولته صفحات موالية: "قراراتكم تقتلنا.. حتى ترتاحوا منا قوصونا.. اقطعوا عنا الدواء والغذاء".
وجاء منشور هارون، رداً على إيقاف النظام السوري العلاج الفيزيائي للمصابين في إطار القرارات التي أصدرها سابقاً بهدف التصدي لفيروس كورونا الذي انتشر في سوريا. واعتبر هارون، أن الإهمال سيقتل من لم يُقتل بسبب الإصابة، في إشارة منه إلى تجاهل النظام لأوضاع جرحى جيش النظام.
وجاء في المنشور: "اقطعوا عنا الهواء، عاملونا كحصان السباق الذي إذا أصيب أطلقوا عليه النار لأنه لم يعد ذا فائدة"، علماً أن القرار الرسمي يقضي من جهة بإلغاء الدواء لأهل الجريح، ومن جهة اخرى بتخفيض العلاج الفيزيائي وتحديد مدته بستة أشهر، في وقت يقوم في النظام باستغلال هذه الفئة من السوريين، لتلميع صورته أمام الموالين له، عموماً.
وأشار هارون إلى أن لجنة روسية كانت قد قررت تقديم علاج لجرحى النظام السوري، وإخراج عدد منهم إلى روسيا لتلقي العلاج المناسب، إلا أنّ الأمر لم يتم. واتهم كافة المسؤولين بالتقصير وهدد بالانتحار للخلاص من هذه الحالة المادية والمعيشية التي يكابدونها.
وبينما يتم الحديث عن مقاتلي الجيش عموماً في الإعلام الرسمي بشيء من القدسية، يتم استغلالهم عادة لتلميع صورة النظام السوري، أمام البيئة الموالية، مع الزيارات التي تقوم بها عائلة الأسد لأولئك الجرحى وادعاء الاهتمام بهم، صحياً ومادياً، واستخدام ذلك من أجل ترويج لخطاب العسكرة في المجتمع السوري، والذي يثير غضباً في مناطق سيطرة النظام عموماً.
وكانت أسماء الأسد، قدمت لهارون "هدية" وصفت بأنها "مكرمة" العام الماضي، تمثلت بعربة جر للتنقل، ما اعتُبر إهانة لجيش النظام من قبل الموالين عموماً. علماً أن النظام يحرص على استغلال المجندين السابقين الذين يجب عليهم المشاركة في الدعاية للتجنيد وتلميع صورة النظام، عبر عرض أنفسهم أمام الكاميرات وجعل ظروف إصاباتهم الخاصة علنية، مع توجيه رسالات الشكر والامتنان لـ"القيادة الحكيمة" في كل خطوة يقومون بها.
وبالطبع فإن هذا المزيج من الإهمال والاستغلال، ليس غريباً، حيث قام النظام السوري سابقاً بتوزيع ساعات حائط ومَواشٍ ومواد غذائية معلبة وصناديق من البرتقال، كتعويضات لأسر القتلى في جيشه، ما يثير سخرية الناشطين باستمرار من تلك الطريقة المهينة في التعامل مع "أبطال النظام".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها