منذ أكثر من عام، تخرج المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب من مشكلة لتقع في أخرى. كانت حاضرة أكثر من اللازم في مقدمات الأخبار، من دون أن تكون أسباب ذلك فنية. وفي كثير من هذه المشكلات، اكتسبت تعاطفاً كبيراً من الجمهور، لكن هل لهذه المشكلات من نهاية؟
كان من المفترض أن تكون الأيام الماضية جرعة لتخفيف توتر العام الماضي، خصوصاً أنه الألبوم المنتظر لشيرين منذ سنوات، بعدما أطلقت آخر ألبوماتها "طريقي" في العام 2015، أي قبل ثلاث سنوات، لتطلق قبل أيام
أولى أغنيات الألبوم "نساي" التي صورتها على طريقة الفيديو كليب ونشرتها في قنواتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وختمت الكليب برسالة إلى جمهورها قائلة إنها وضعت جهداً كبيراً في ذلك الألبوم ليكون على قدر المسؤولية الموضوعة على عاتقها.
غير أن شيرين لم تكد تفرح بالكليب والأغنية، حتى وجدت قطاعاً كبيراً من جمهورها وقج تحول من الحماس إلى الغضب، بعد التشابه الكبير في اللازمة اللحنية بين أغنية شيرين وأغنية "طول عمري" لنوال الزغبي، والتشابه كبير لدرجة أن
دمجاً بسيطاً بين الأغنيتين سيجعل التمييز بينهما شاقاً.
على من توضع اللائمة في ذلك "التناص"؟ هل يتحمل المسؤولية الملحن تامر علي الذي "اقتبس" جملة لحنية من عمرو مصطفى ملحن أغنية نوال الزغبي؟ أم تقع المسؤولية على الجهد المبذول من فريق عمل ضخم لم يدرك التشابه "السافر" بين العملين؟
الأرجح أن شيرين نفسها لم تنتبه إلى مثل ذلك التشابه. كل أفعالها التي حولتها إلى تريند العام الماضي، تدل إلى شخص عفوي إلى درجة الشطط، لكن حتى العفوية هذه لا تنفي عنها مسؤولية أن تقع في مثل هذا الخطأ، خصوصاً أنها قضت وقتاً طويلاً في الإعداد لهذا الألبوم بأغانيه.
ظهر أيضاً، من ضمن ما ظهر، التشابه مع نوال الزغبي مرة أخرى. انتشر
فيديو قديم لشيرين وهي تحتفي بنوال الزغبي، وتغني واحدة من أغانيها، وستتحول شيرين مرة ثانية -أو خامسة بالأحرى- إلى مرمىً يسجل فيه محبو نوال الزغبي الأهداف، وستثير الجدل بغير ما تحب، لا بعودة بعد صمت طويل، لكن بمشكلة وجدل جديدين.
يعلم متابعو الوسط الفني طبيعة العلاقة المتوترة بين شيرين عبد الوهاب والملحن عمرو مصطفى، وكيف يمكن لأي تعليق له على الأغنية أن يتحول الى نار تشتعل بين الاثنين، بعدما يفترض أنها خمدت، وسيتحول كلاهما إلى حكاية تفتح شهية الصحافة الفنية في الأيام وربما الأسابيع المقبلة.
ربما ما تحتاجه شيرين هو بعض الاحتراف، أن تتحول إلى مؤسسة، لا مجرد مطربة تتصرف بعفوية، وهي الصورة التي صدّرتها عن نفسها، ولم تعد كافية. ولم تعد شيرين في بداياتها كي تقترف مثل هذه الأخطاء. ليس من المنطقي لمن بلغ مثل نجاحها أن يتصرف بطيش على المستوى الشخصي، ثم يتصرف بالطيش نفسه على المستوى المهني.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها