أول ردود الأفعال أتى من مراسلة التلفزيون السوري في حلب، كنانة علوش، التي
اتهمت حزب الله وبقية الحلفاء بالانسحاب من المعركة، عبر صفحتها الرسمية في "فايسبوك"، مستجدية رئيس النظام السوري بشار الأسد "إيجاد حل للقيادة الخائنة في حلب" على حد وصفها، علماً أنها أبرز شخصية إعلامية رسمية تنتقد دور حزب الله في الشمال السوري وتعترف بالهزيمة من دون مواربة.
وكتبت علوش: "برسم الإجابة للقيادة العسكرية في حلب. لماذا تركت مجموعات حزب الله والقوات المساندة لها، من عصائب أهل الحق وأبو فضل العباس، جبهة كلية المدفعية؟ لماذا الأكاديمية العسكرية لم تطلق طلقة واحدة ولا قذيفة على تجمعات الإرهابيين؟ الإرهابيون يتقدمون ويحرقون كل شيء بطريقهم لم يعد الكذب ينفع؟؟".
وتبدو عبارة "لم يعد الكذب ينفع" التي أوردتها علوش، أقرب إلى استهزاء مبطن بالمعلومات الكاذبة التي ينشرها مراسل التلفزيون السوري الآخر في حلب، شادي حلوة، الذي مازالت منشوراته الميدانية حتى اللحظة تتحدث عن تقدم النظام وحلفائه على كافة محاور حلب، بشكل يعاكس الواقع طبعاً، علماً أن علاقة عداء علنية تجمع المراسلَين منذ العام 2012.
في السياق،
انتشر مقطع مسرب لأحد عناصر حزب الله اللبناني المقاتلين في سوريا، يتهم فيه الجيش السوري وبقية الميليشيات المقاتلة هناك، بالانسحاب من معركة حلب ما أدى للهزيمة وفك الحصار عن المدينة، قبل أن ينتقد طريقة سير المعارك والتنسيق على الأرض في كل معركة تجري، إضافة للهزيمة الداخلية لدى الجيش السوري الذي يهرب عناصره باستمرار رافضين الاستمرار في القتال!
إلى ذلك، انتشر
مقطع صوتي مسرب لأحد الجنود السوريين، لا يُفاجأ فيه من الهزيمة الأخيرة في حلب، بسبب سوء إدارة المعركة على الأرض على مستوى الضباط السوريين أنفسهم طوال الشهور الثلاثة الماضية، والتي شهدت ارتفاعاً في مستوى التوتر بين النظام ومختلف الميليشيات الموالية له، وتحديداً مقاتلي حزب الله اللبناني.
والحال أن تبادل الاتهامات بهذه الطريقة ليس جديداً، بل هو أمر يتكرر عند كل انتكاسة عسكرية أو إنجاز عسكري على حد سواء، كما حصل في القلمون في آب/أغسطس 2015 من تقدم عسكري للنظام وحلفائه في عدد من النقاط الاستراتيجية هناك،
ليحاول الإعلام الرسمي السوري حينها كسر نفوذ فرقة "الإعلام الحربي" كمصدر أول لمعلومات إعلام الممانعة، عبر تهميش دور جميع الميليشيات غير النظامية على الأرض وإعطاء الفضل في "تحقيق النصر" إلى الجيش السوري وحده.
وإن كانت تلك "المناوشات الإعلامية" بسيطة نسبياً، كونها تجري في مناطق سيطرة النظام نفسها، ولا تشكل سوى نوع من الصراع على النفوذ المحلي، فهي تأخذ منحىً آخر تماماً في المناطق العسكرية التي تشهد هزائم عسكرية (إدلب، حلب، ..)، ويتم التعتيم عليها كي لا تؤثر في معنويات المقاتلين والبيئة الحاضنة لهم أولاً، وكي لا تعطي انطباعاً بأزمة الثقة بين النظام وحلفائه، كجزء من الحرب النفسية ثانياً.
أبرز الأمثلة على ذلك، المشاكل التي حصلت بين جنود النظام وعناصر من حزب الله في حزيران/يونيو الماضي في ريف حلب، والتي أدت إلى مقتل ضابط سوري وسبعة من عناصره، بعد اتهام عناصر حزب الله للجيش السوري "بتسليمهم لقمة سائغة للمعارضة عبر انسحابات من مناطق استراتيجية في محيط حلب". ورغم أهمية الموضوع تم التعتيم عليه حينها ولم يلق زخماً كبيراً في الإعلام ومواقع التواصل، وانتشر عبر مصادر المعارضة في شكل أقرب للشائعات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها