خلّفت الثورة السورية أعداداً كبيرة من المنكوبين والمحتاجين، ما حفزّ على ظهور جمعيات، في مناطق مختلفة، تعمل على إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة، تمكّن الأهالي من إعالة أنفسهم، بدلاً من انتظار المعونات. وتعتبر هذه المشاريع أولى خطوات التنمية في المناطق الفقيرة والمحاصرة، والتي ترتفع فيها نسبة البطالة.
مشروع الخياطة، وهو أحد تلك المشاريع، تنفذه مؤسسة "غراس النهضة"، وهي مؤسسة إنسانية تنموية تعمل انطلاقاً من دمشق وريفها. ويعتبر مشروع الخياطة الذي نفذ في منطقة التل في ريف دمشق، وفي منطقة القدم أيضاً، محاولة لإعادة إحياء الحياة الإقتصادية في منطقة دمشق وريفها قدر الإمكان في ظل الظروف المأسوية التي تعيشها سوريا. تشير رؤى جنيد، إحدى الناشطات في المؤسسة الى ان "مشروع الخياطة في التل، كلّف 1400 دولار، فيما مشروع مدينة القدم بلغت قيمته 1875 دولار، وتم تدريب 13 سيدة لإتقان مهنة الخياطة، وبعد ذلك أنتج مشروع التل 165 قطعة ملبوسات قطنية فيما أنتج مشروع القدم 100 قطعة. وتم شراء هذه المنتجات من واردات الحملة، ووزعت الملابس التي انتجت، على العائلات الفقيرة وأفاد منها 265 شخصاً. وقد بيع جزء من الانتاج بمردود 2860 دولاراً، سيستعمل لبدء المشاريع من جديد وعلى نطاق أكبر".
وتعمل "غراس النهضة" أيضاً على تنفيذ مشاريع زراعية في منقطة الغوطة الشرقية، وهي عبارة عن مشاريع لزراعة القمح وانتاج الطحين والكشك، فضلاً عن شراء خضروات صيفية وتجفيفها. الى جانب ذلك، تعمل المؤسسة على تجهيز "السلل الغذائية" التي ستذهب للعائلات المحتاجة، وتتضمن هذه السلل منتجات المشاريع. وبحسب جنيد فإن "بعض الأمل عاد إلى الأهالي هناك، لاسيما أنهم يئسوا من عودة الحياة إلى طبيعتها، فوجدوا في هذه المشاريع الصغيرة متنفساً لهم، كما أن هذه المشاريع ولدت أفكاراً إنتاجية جديدة لدى الشباب وأمنت 40 فرصة عمل، خصوصاً أن تلك المناطق المحاصرة يحظر دخول أي شيء إليها، وإن توافرت أي مواد فستكون بأسعار مضاعفة".
وفي ظل الحديث عن أنّ عدد السوريين الذين يعيشون تحت الفقر بلغ 15 مليوناً، يظهر دور الجمعيات المدنية السورية، ليس كحل نهائي لمشكلات السكان الإقتصادية، وإنما كمسكّن للأزمات، وكمتنفس يمكن أن يغرس بعض الأمل وسط كل هذه المآسي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها