الثلاثاء 2024/06/04

آخر تحديث: 19:45 (بيروت)

سوق الشعر الفرنسي يستبعد الشعر الفلسطيني...واللعبي يدافع عنه

الثلاثاء 2024/06/04
سوق الشعر الفرنسي يستبعد الشعر الفلسطيني...واللعبي يدافع عنه
الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي
increase حجم الخط decrease
كان من المقرر أن يحل الشعر الفلسطيني ضيف شرف على "سوق الشعر" الفرنسي في دورته المقبلة العام 2025، لكنّ المؤسسة ألغت هذه المشاركة، وبعثت برسالة الى الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي المولج بتنظيمها، تعلمه فيها بأمر الإلغاء. وبرر المنظمون هذا التخلي عن استضافة "الشعر الفلسطيني" ضيف شرف، بتفادي تحويل "سوق الشعر" بباريس إلى "منصة سياسية" بـ"رهانات تتجاوزنا". فرد عليها برسالة تكشف خلفية هذه البادرة السلبية، وقد أعرب اللعبي عن ذهوله بالخبر. 

ونشر اللعبي في فايسبوك رسالة مؤرخة في 1 حزيران/يونيو، الى إيف بودير (رئيس)
فنسنت جيمينو-بونز (نائب عام) مركز المعلومات والبحث والإبداع والدراسات الأدبية والفنية تقول: "تلقيت بذهول رسالتك حيث تراجع قرارك باستقبال الشعر الفلسطيني كضيف شرف نسخة 2025 من سوق الشعر 42. أرفق لكم في الذكرى الرسالة التي أرسلتموها لي في 20 تموز/يوليو 2022 والتي عبرتم فيها بلا لبس عن رغبتكم في الترحيب بالشعراء الفلسطينيين بالطريقة نفسها التي تلقيتم بها في السنوات السابقة، زملاءهم من إسبانيا، إيطاليا، البرتغال. من إستونيا، الهند، فنلندا، كاتالونيا، سنغافورة، لوكسمبورغ، إلخ. وأنكم تستعدون لاستقبال شعراء اليونان لهذا العام. أعتقد أن الأسباب التي تستدعيها لتبرير مثل هذا الانعكاس متحيزة سياسياً ولا تطاق أخلاقياً. توقعت منك المزيد من التميز والشجاعة.
بمعرفتي للشعراء والشعراء الفلسطينيين جيدًا، أقول بكل هدوء أنهم أكثر إنسانية مني ومنك. أصواتهم ضرورية بالنسبة إلينا. قرارك بعدم السماح لهم بالرحيل العام المقبل سيثير الشك في حسن نيتكم كمنظمين لسوق الشعر، وسيضر بمستقبل الأخير".

وأرفق اللعبي أيضاً الرسالة التي تلقاها في 30 أيار/مايو 2024 من السيد فنسنت جيمينو-بونز (النائب العام) التي يعلن فيها القرار بإلغاء دعوة sine die: "عقب مناقشاتنا السابقة نؤكد أننا نود استقبال الشعر الفلسطيني كضيف شرف لنسخة 2025 من سوق شعر باريس 42. نذكركم بأن هذا الحدث، أكبر تجمع شعري في فرنسا، يجمع ما يقرب من 500 ناشر وجمعية ومجلات شعر، ويرحب بنحو 50 ألف زائر خلال 5 أيام من الحدث. ليس لدينا تواريخ هذه النسخة بعد، لكن يجب أن تكون من الأربعاء 4 إلى الأحد 8 يونيو، أو من الأربعاء 11 إلى الأحد 15 يونيو 2025. ستكون لدينا فرصة لتحديد هذا التقويم في السنوات المقبلة.
في كل إصداراتنا، لدينا عادة تسليط الضوء على شعر بلد ضيف: في السنوات الأخيرة، استقبلنا إسبانيا، إيطاليا، البرتغال، إستونيا، فنلندا، الهند، دول الشمال الأوروبي، حوض الكونغو، بولندا، كاتالونيا، سنغافورة، بلجيكا، المكسيك، هولندا. مدينة كيبيك، هولندا ولوكسمبورغ. في العام 2023 سوف نستقبل، كجزء من الشعر الكاريبي، كوبا وجامايكا وهايتي، وفي العام 2024 اليونان.
في كل مرة نقدم وفداً من حوالى 8 شعراء (يعتمد بالطبع على الوسائل المالية التي يمكن أن نجدها) في القراءات واللقاءات، على مسرح السوق، وبالتوازي نقوم بتنظيم بعض الفعاليات (موسيقى أو عروض) المتعلقة بهذه الدعوة.
في الماضي القريب نظمنا معكم بعض الفعاليات حول الشعر الفلسطيني وكذلك عملك الشخصي أنت تعرف كم نقدر الجودة الرائعة التي تتمتع بها أنطولوجيا الشعر الفلسطيني وسنكون سعداء جدا أن نقرأها ونلتقي في العام 2025 مع بعض الشعراء المجمعين في هذا العمل.
بالطبع، في الأوقات المقبلة، سوف نعمل معاً، إذا أردت، لإيجاد الشراكات المناسبة لتركيب ونجاح هذا المشروع. نأمل أن يجذب اقتراحنا انتباهكم الكامل، نرجو منكم أن تؤمنوا عزيزي عبد اللطيف لعبي، في ضمان مشاعرنا الودودة".

ونشر اللعبي أيضا رسالة تلقاها من فينسنت جيمينو بونز
سوق الشعر 2025
بتاريخ 05/30/2024
عزيزي عبد،
كنا قد خططنا في البداية لاستقبال الشعر الفلسطيني لسوق الشعر في العام 2025، حول الأنطولوجيا التي قمتم بها في بوينتز.
ومع ذلك (هل أحتاج أن أخبرك المزيد؟) الوضع المأسوي الحالي لم يعد يسمح بالنظر في هذا المشروع.
فعلاً سوق الشعر سوف يتحول الى منتدى سياسي (وغير شعري) مع قضايا تفوقنا.
سوق الشعر لا يستطيع أن يقوم بمثل هذه الحفلة.
حاولنا في ديسمبر الماضي تنظيم اجتماع بين الشعراء الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن اتضح أن الأمر مستحيل: فالاتصالات التي أجريناها من الجانبين رفضت أن تكون في المساحة نفسها.
يعارض الفلسطينيون (مثل الأوكرانيين في ما يتعلق بالمعتدين الروس) أي لقاء، حتى شعري، مع نظرائهم الإسرائيليين.
من الواضح أن هذا الوضع غير جاهز لإصلاحه في الأوقات المقبلة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مصدر التمويل لجلب وفد من الشعراء يتسم بالمخاطر بشكل متزايد من حيث الحاجة الملحة للأقاليم لإعادة إعمارها.
مجلس إدارة جمعيتنا في ظل هذه الظروف يفضل تأجيل المشروع.
وعلى الرغم من أننا نأسف بشدة لهذا الوضع، فإن الوضع الدولي لا يقدم بأي حال من الأحوال وجهات نظر إيجابية.
مع صداقتنا، احترامنا
- - - -
نعم باودير وفنسنت جيمينو بونز
الرئيس. مندوب عام
c/i/r/c/e - سوق الشعر"

وكتب الشاعر ياسين عدنان "بحساب الشعر، سيخسر "سوق الشعر" أصواتاً شعرية حييّة.. وبحساب الالتزام، سيخسر المنظمون احترامهم لأنفسهم.. وبحساب فرنسا الأنوار، هم يضرمون المزيد من الظلمة في بلادهم.. أما فلسطين وشعراؤها الرائعون فبِهِم تشرُفُ محافل الشعر الرفيعة، تلك التي لم يحوّلها بعْدُ منظّموها إلى "أسواق". تبًّا لهم، وتضامني الكبير معك عزيزي عبد اللطيف اللعبي. فأنا شاهدٌ على جهودك لتحقيق حلم هذه الاستضافة التي يريدون وأدها اليوم".

يشار الى أن "سوق الشعر" تستضيفه باريس سنوياً، ويعد أكبر تظاهرة شعرية في فرنسا، حيث تشارك عشرات دور النشر، المتخصصة في الشعر والعامة، ويشمل عشرات الفعاليات، من قراءات وحلقات نقاش وعروض، في مدن وبلدات وقرى فرنسية. إضافة إلى توفير الإصدارات الشعرية، الجديدة والقديمة، أمام القراء، وحفلات توقيع، ويحتوي برنامج "سوق الشعر" على العديد من القراءات والجلسات الموضوعاتية، حيث تقام أمسيات جماعية ويشارِك شعراء وشاعرات من مختلف البلدان في أمسيات مشتركة، كما تُقام طاولات مستديرة يشارِك فيها ناشرون ونقّاد وشعراء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها