يحتاج الحقل السياسي السوري إلى مجموعة من المحدِّدات والضوابط بعد أن أُتخمنا، طوال عشر سنوات، بمنتجي الفوضى والشعارات والأوهام والصراخ والبلاهة والتفاهة والهبل والتبعية، وبعد أن سيطر قانون التشظي والتفسخ على الأداء السياسي ...
في 17 تشرين الاول/ أكتوبر 2019 وما تلاه من أيام، شعر قسم كبير من اللبنانيين بعنفوان عظيم ونشوة عارمة،ما جعلهم يسترجعون في ذاكرتهم "لبنان العظيم" و"لبنان الكرامة والشعب العنيد". المشاعر نفسها غزت أرواح قسم كبير من السوريين ...
في قراءتنا للواقع السوري، هناك حقيقتان تبدوان مسيطرتين منذ أعوام؛ الأولى هي أن المسار العام للأحداث الميدانية، يتجه نحو استعادة النظام السوري الهيمنة على الجغرافيا السورية كاملة. والثانية هي توجه دول عديدة نحو إعادة علاقاتها ...
كان المرحوم نادر شاليش أحد أولئك الذين هُجِّروا من بيوتهم من جراء قصف منزله في كفر نبودة بريف حماه، ليلجأ بعدها إلى مخيم أطمة على الحدود السورية التركية، وهناك كتب قصيدة رائعة عن داره بعنوان "أرسلت روحي إلى داري"،
مع خروج أميركا من أفغانستان، واستلام حركة طالبان زمام الأمور، عادت من جديد المواقف والآراء والتحليلات التي تدور حول نفسها، وحول أهلها، منذ نحو مئة عام، من دون الاستفادة من تجاربنا الفاشلة أو هزائمنا المتكررة.
كنت أرى أن حلّ مشكلاتنا، طوال السنوات العشر الماضية، وقبلها أيضًا، يبدأ (نعم "يبدأ" فحسب) بالقراءة والتثقيف، ومن ثمّ الانتظام في مؤسسات سياسية ومدنية حديثة، وتنمية فضيلة الحوار استنادًا إلى قواعد ومعايير ديمقراطية.
لعل أهم سمة لأداء القوى السياسية السورية، خلال العقد الماضي، هي الفوضى؛ فقد كانت الممارسة السياسية عمومًا بلا أي قواعد أو معايير أو ضوابط، وهذا كان له أثره في منع حدوث تراكم إيجابي على مستوى التجربة،
هناك شعور سوري عام بالغرق أو الضياع، والوقائع تكاد تمحو ما بقي من أثر لدولة سورية أو شعب سوري، وتكاد سورية تسقط من حسابات العالم إلا من جانب تأثير أزمتها في الدول المجاورة أو ارتداداتها في العالم.
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث