هنأ القائد العام لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" هاشم الشيخ، مقاتلي الحركة بالنصر الذي تحقق في مدينة إدلب، التي طُردت منها قوات النظام السوري، في هجوم شنته المعارضة السورية المسلحة، الأسبوع الماضي.
وقال الشيخ، في بيان نُشر الأحد على موقع الحركة: "اعلموا أنّ نبيّكم صلى الله عليه وسلم دخل مكة بعد أن فتح الله عليه، ولحيته تكاد تلامس عنق فرسه من التواضع والتذلّل لله، فكونوا كما كان قدوتكم. وإيّاكم أن يجد الكبر والزهو طريقاً إلى قلوبكم الطّاهرة، فإنّما هو محض فضل وكرم من ربٍّ رحيم لا حول لنا فيه ولا قوّة". ودعا الشيخ مقاتلي الحركة إلى تقديم "الصورة النّاصعة لتعامل الإسلام وإدارته لشؤون الناس"، وقال إن الجماعات المشاركة اليوم "قادرة على ذلك بعون اللَّه إن تخلَّت عن مصالحها الفصائلية، وجعلت مصلحة الإسلام ورفع البلاء عن هذا الشعب المكلوم مقدّمة على كل مصلحة".
الشيخ قال لسكان المدينة: "يا أهلنا في إدلب الحرَّة، ها هم أبناؤكم أرخصوا الأرواح وبذلوا الدماء ليرفعوا عنكم ظلم هذا النظام المجرم، فأبشروا بخير أيّامكم بإذن اللَّه، فمن قدَّموا قادتهم قبل جنودهم لم يأتوا ليصنعوا لأنفسهم زعامة أو إمارة، فأعينوا إخوانكم وشاركوهم في جهادهم بإدارة المدينة والقيام بشؤونها محتسبين بذلك الأجر عند اللَّه، والرفعة والكرامة في الدنيا والآخرة".
وهدد الشيخ: "نوجّه رسالة إلى العدو الفاجر أن أي قصف جبان يستهدف أهلنا المدنيين في إدلب سيكون ردنا مماثلاً على بلدتي الفوعة وكفريا بمن فيها من مرتزقة إيران، وسترون منا ما يسوؤكم بحول الله".
"أحرار الشام" كانت قد دخلت مدينة إدلب، ضمن تشكيل عسكري جديد للمعارضة المسلحة، في محافظة إدلب، باسم "جيش الفتح". وتعتبر الحركة من المكونات الرئيسية لـ"الجبهة الإسلامية". ونُصِّب هاشم الشيخ أميراً للأحرار، بعد مقتل قائدها حسان عبود، في أيلول/سبتمبر 2014. وفي آذار/مارس 2015، تم الإعلان عن توحيد الحركة مع "ألوية صقور الشام"، واندماجهما تحت مسمى "حركة أحرار الشام الإسلامية".
من جهتها، أصدرت "الحكومة السورية المؤقتة" بياناً بمناسبة تحرير إدلب، جاء فيه أنها "ستبدأ بالتوجيه لمديرياتها للعمل داخل مدينة إدلب، وللمجلس المحلي لمحافظة إدلب لبدء التنسيق مع الشركاء والفصائل المقاتلة والقوى الفاعلة لتكون مدينة إدلب مقراً لها لإدارة المناطق المحررة على الأراضي السورية".
وأضاف البيان: "تهيب الحكومة بكل هذه القوى، المحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة، والحفاظ على المؤسسات الحكومية والمرافق الخدمية وضمان استمرار عملها، لنثبت للعالم أن السوريين قادرون على إدارة بلدهم بالشكل الصحيح الرشيد بعد أن غيب الأسد ونظامه كل هذه المظاهر العصرية لعقود. وناشدت الحكومة المؤقتة "الثوار الأبطال أن لا يشتتوا جهودهم، وأن يتكاتفوا لجني انتصارات أخرى يبشر بها هذا النصر، وأن يعملوا على حسن إدارة المدينة المحررة لكي يكتمل هذا الإنجاز الكبير".
وحذّر البيان أصدقاء الشعب السوري وداعميه، من أن "يعيدوا الكرّة بإهمال هذا الانتصار الكبير والتواني في استغلال هذه اللحظة الفارقة للوصول بالشعب السوري إلى مبتغاه في تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، فلا بدّ من التحرك بجدّية لحماية المدنيين في المدينة وما حولها، بتوفير كافة السبل لحماية المدينة أرضها وسمائها".
وفي السياق، رفض رئيس "مركز دعاة الجهاد في سوريا" عبد الله المحيسني، التعرض للمسيحيين الذين لم "يناصروا النصيرية بأنفسهم أو أموالهم"، مؤكداً "حرمة الاعتداء على أموالهم ودمائهم"، إلا من "ناصر النصيرية في قتال المسلمين بنفسه أو ماله، فإن له السيف وحكمه حكمهم".
وقال المحيسني، المقرب من "جبهة النصرة"، إن هذا يمثل رأيه بصفته "شرعياً في اللجنة الشرعية لجيش الفتح، وهو رأي جيش الفتح في هذه المسألة أيضاً". وأضاف المحيسني في تغريدة له في موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أن "رأي جل علماء الجهاد وشرعيي الفصائل، وهو حرمة التعرض لدماء وأموال النصارى..، فهو رأي العلماء والمشايخ العلوان والفلسطيني والطريفي وأبي الصادق". وقال: "لا أعلم شرعياً من شرعيي النصرة ولا الأحرار ولا الجند ولا جيش المهاجرين ولا غيرهم، أفتى باستباحة من لم يقاتل من النصارى على خلاف في تعليل ذلك".
وأوضح المحيسني، عملية تحرير إدلب، قائلاً إن العملية بدأت بـ"كتابة الميثاق، الذي اتفقت فيه الفصائل على كل شيء في المعركة: توقيتها، خطتها، ثم بدأ الحديث عما بعد التحرير، وتم اختيار لجنة شرعية، وتم الاتفاق على آلية تقسيم الغنائم وتوزيع المقرات وآلية تشكيل مجلس إدارة إدلب من جميع الفصائل". ومن غير المتوقع أن تشكل هذه الفصائل دار قضاء أو هيئة إسلامية، بل تشكيل محكمة باسم جديد، وفق المحيسيني.
في حين قال مدير المكتب الإعلامي لـ"أحرار الشام" أبو اليزيد، إن "إدارة مدينة إدلب بعد السيطرة عليها، ستكون مدنية تحت حماية عسكرية".
وكان مؤسس "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد، قد دعا إلى استمرار العمل تحت مسمى "جيش الفتح"، وطلب من بقية الفصائل الانضمام لقتال النظام تحت هذا المسمى. وأكد الأسعد على ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والدوائر الرسمية، وخاصةً الأوراق الثبوتية والوثائق الرسمية، لأن فقدانها يؤدي لضياع حقوق الناس.
ومن ريف إدلب، أكد الشيخ الدرزي صالح حسن، عقب مشاركته في معركة تحرير إدلب، أن الثوار لن يتوقفوا عن تحرير أرض بلدهم من هذا النظام حتى يقيموا الصلاة في قصر الروضة بدمشق. وقال الشيخ وهو من دروز قرى جبل السماق بإدلب، إن الحياة هي مجرد وقفة عز، متوعداً النظام المدعوم إيرانياً وروسياً، بالثأر، وتعهد بعدم القاء السلاح حتى تنال سوريا حريتها.
في المقابل، ألقى طيران النظام المروحي، برميلين متفجرين يحتويان غاز الكلورين، على مدينة بنش بريف إدلب، كما تعرضت بلدة الهبيط، الإثنين، لقصف جوي بالبراميل المتفجرة، وأغار الطيران الحربي على بلدة منطف بجبل الزاوية. وألقى الطيران المروحي برميلاً متفجرة على المربع الأمني جنوبي مدينة إدلب، ومنطقة المطاحن.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها