توحي التحركات المتسارعة في الأسابيع القليلة الماضية، في غوطة دمشق الشرقية، على الصعيدين العسكري والمدني، باقتراب استحقاقات ميدانية وسياسية هامة، قد تدفع الصراع الدائر بين نظام الأسد وقوات المعارضة إلى مرحلة جديدة.
في زيارة مفاجئة، وصل قائد "جيش الإسلام" زهران علوش، قبل أيام، إلى تركيا، قادماً من الغوطة الشرقية المحاصرة، عبر منطقتي برزة والقابون، اللتين قضى "جيش الإسلام" فيهما قبل أيام قليلة على خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية".
الناطق السياسي باسم "جيش الإسلام" محمد علوش، أجاب عن سؤال عن زيارة زهران علوش إلى تركيا وصلتها بالحديث عن التجهيز لـ"عاصفة حزم سوريا"؟ بأنه من: "المبكر الحديث عن مثل هكذا عملية"، لكنه أكد أن "الزيارة ستكون لها نتائج عسكرية على الأرض".
وقبل تلك الزيارة ببضعة أيام، حدث اقتتال بين "فيلق الرحمن" وفرع "حركة أحرار الشام" في الغوطة الشرقية الذي كان قد أعلن قبل شهور اندماجه مع الفيلق. وقرر قادة "أحرار الشام" في الغوطة الانشقاق عن الفيلق الذي رفض ذلك، ما تسبب باندلاع اقتتال بينهم قبل أن يلجؤوا أخيراً إلى "القضاء الموحد" في الغوطة، وذلك بعد أن وقفت "جبهة النصرة" إلى جانب الأحرار، و"جيش الإسلام" إلى جانب "فيلق الرحمن" الذي يتبع لقيادة "جيش الإسلام" في "القيادة العسكرية الموحدة".
وما كان من "القضاء الموحد" إلا أن أدان الحركة وأوجب عودتها عن انشقاقها، واعتقل القيادي في الحركة أبو أنس الكناكري، لبضعة أيام، أعلنت الحركة خلالها رفضها لقرار القضاء. ثم تراجعت عن الرفض وقبلت بتسليم كافة أسلحتها ومقراتها إلى الفيلق، مع تمسكها بانشقاقها عنه، والتأكيد أنها ما زالت تتبع لـ"القيادة العسكرية الموحدة". ما يعني أن جميع التشكيلات العسكرية في الغوطة ما زالت تتبع لقيادة زهران علوش. باستثناء "جبهة النصرة" التي لم تنضم أساساً إلى "القيادة العسكرية الموحدة" ويبدو أن التوتر بينها وبين "جيش الإسلام" قائم منذ تأسيسهما.
من ناحية أخرى، تم تشكيل مجلس عسكري جديد في الغوطة الشرقية بقيادة العقيد عمار النمر، والذي يضم 80 ضابطاً. وأعلن هذا الأخير تبعيته لـ"القيادة العسكرية الموحدة" في الغوطة، وأن الضباط سيتولون أعمالهم على خطوط الجبهات وسيكون لهم دور قيادة العمليات والمجموعات ميدانياً.
وترافق الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري مع إعلان معظم القوى المدنيّة في الغوطة تشكيل "الهيئة العامة للغوطة الشرقية" التي تعمل تدريجياً على تشكيل القيادة المدنية للغوطة الشرقية، وتعتبر الذراع المدنية للقيادة العسكرية الموحدة.
وتوحي كل تلك التحركات، بأن توحّد جميع القوى الثورية العسكرية والمدنية في الغوطة يعني نبذ "جبهة النصرة". ومن ناحية أخرى فإن قبول الأغلبية الساحقة من التشكيلات العسكرية والقوى المدنية بقيادة "جيش الإسلام" وزيارة قائده إلى تركيا قد يعني التحضير لعمل عسكري مرتقب على خاصرة دمشق.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها