الأحد 2024/04/28

آخر تحديث: 10:51 (بيروت)

الجامعات الاميركية:الشرطة تفكك مخيمات واعتصامات..وتعتقل مئات الطلاب

الأحد 2024/04/28
الجامعات الاميركية:الشرطة تفكك مخيمات واعتصامات..وتعتقل مئات الطلاب
increase حجم الخط decrease
أوقف نحو 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين ليل السبت، في ثلاث جامعات أميركية خلال عملية إخلاء نفذتها شرطة مكافحة الشغب، في أحدث حلقة من حركة طالبية تتّسع رقعتها في أنحاء الولايات المتحدة.

حراك يتمدد عبر الجامعات
وانطلقت الحركة قبل عشرة أيّام من جامعة كولومبيا في نيويورك، وامتدّت هذه الموجة الجديدة الداعمة للفلسطينيين والمعارضة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، لتشمل عدداً من المؤسسات التربوية، من كاليفورنيا (غرب) إلى نيو إنغلاند (شمال شرق) مروراً بجنوب البلاد ووسطها.
وأوقف نحو مئة متظاهر مؤيد للفلسطينيين لفترة وجيزة، من قبل شرطة مكافحة الشغب في  جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن. وأعلنت الجامعة عبر منصة "إكس"، "توقيف نحو مئة شخص من قبل الشرطة"، مضيفة أن "الطلاب الذين أبرزوا بطاقات جامعة نورث إيسترن الخاصة بهم أطلِق سراحهم" في حين "أوقِف الذين رفضوا ذلك".
وقد سُجّل إطلاق "إهانات عنيفة معادية للساميّة" مثل "قتل اليهود" في الحرم الجامعي، بحسب الجامعة التي أعلنت "عودة الأمور إلى طبيعتها".
وفي المكان نفسه أيضاً، كانت شرطة مكافحة الشغب قد فككت عند الفجر مخيماً "غير قانوني"، واتهمت الجامعة "منظّمين محترفين" ب"اختراق تظاهرة طالبية".
وعلى الجانب الآخر من البلاد، عمدت قوى الأمن في جامعة ولاية أريزونا (إيه إس يو) إلى "توقيف 69 شخصًاً بعد إقامة مخيّم غير مصرح به"، حسبما قالت المؤسسة، مضيفة أن "معظم هؤلاء ليسوا طلاباً أو موظّفين في إيه إس يو".
وأضافت أنّه ستتمّ "ملاحقة هؤلاء الأشخاص بتهمة التعدّي غير القانوني على ممتلكات الغير".
وفي وسط الولايات المتحدة، أوقف 23 شخصاً عندما أخلت الشرطة بوسائل مكافحة الشغب، مخيماً أقيم في جامعة إنديانا.
وفي السياق، أعلنت رئاسة جامعة كولومبيا، مركز التعبئة الطالبية في نيويورك، أنها تراجعت عن قرار طلب مساعدة الشرطة لإخلاء "قرية" من الخيام أقامها 200 شخص في حديقة حرمها الجامعي.
في المقابل، توتر الوضع في جامعة بنسلفانيا. ففي أعقاب "تقارير موثوق بها عن حالات مضايقة وترهيب"، أمرت رئاسة المؤسسة بتفكيك أحد المخيمات على الفور. وكانت رئيسة الجامعة اضطرت للاستقالة بعدما أدلت خلال الشتاء أمام الكونغرس، بتصريحات اعتبرت ملتبسة حول مكافحة معاداة السامية.
وفي كاليفورنيا، سيبقى حرم جامعة هومبولت بوليتكنيك "مغلقاً" لبقيّة الفصل الدراسي بسبب "احتلال" مبنيَين، على أن توفّر الدروس عن بعد، بحسب ما جاء في بيان عن الجامعة.

إسرائيل خسرت الشباب الأميركي

وكانت الحركة الطالبية الأميركية المؤيدة للفلسطينيين قد انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك، قبل أن تنتشر على نطاق واسع في الجامعات الأميركية. ونُظمت احتجاجات في جامعات أخرى مرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وبرينستون.
وأكدت كاتبة إسرائيلية في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن الجمهور الإسرائيلي فوجىء في 7 تشرين الأول/أكتوبر عسكرياً، واكتشف في اليوم التالي أن حكومته غير فعالة، ثم ظهر أمامه الفشل الكبير الثالث والمرتبط بالعلاقات العامة الإسرائيلية.
وقالت إفرات رايتن إن ما بدأ مخيماً احتجاجيا للطلاب المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، امتد لاحقاً إلى الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأضافت أن الولايات المتحدة أثبتت دعمها القوي لإسرائيل هذا الأسبوع عندما وافق مجلس الشيوخ على حزمة مساعدات بأغلبية كبيرة، لكن الصور القادمة من جامعات البلاد، وملامح تغير التوجهات، وإن على المدى الطويل، في الإدارة الأميركية ووسائل الإعلام والمجتمع ككل تعرّض هذا الدعم للخطر.
وأوضحت الكاتبة أن إسرائيل خسرت الجامعات، مبينة أن هذه التحولات حدثت في إطار صراع اجتماعي-سياسي استمر لسنوات عديدة في المجتمع الأميركي، وهو صراع متجذر إلى حد كبير في المفاهيم والثقافة التقدمية التي اجتاحت الشباب.
وقالت إن السردية الجديدة تربط بين الصهيونية والقمع والإمبريالية لدرجة إنكار حق إسرائيل في الوجود. وأضافت أنه يمكن ملاحظة التراجع في دعم إسرائيل في استطلاعات الرأي التي أجريت منذ 7 تشرين الأول 2022، بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة.
فقد عبر نصفهم عن دعمهم للفلسطينيين، ومعظمهم يعترضون على سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل، وقالت الكاتبة إن هؤلاء هم نفس الشباب الذين يلوّحون الآن في جامعات البلاد بلافتات "من النهر إلى البحر" ويدعون إلى الانتفاضة. وأضافت أنه يمكن رؤية هؤلاء الشباب في المستقبل بمجلس الشيوخ والمحاكم والقيادة الاقتصادية وحتى البيت الأبيض.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها