دعمت "منظمة الصحة العالمية"، السبت، تقرير "لجنة مراجعة المجاعة" من أن "احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير"، قائلة إن هذا الواقع "مثير للقلق الشديد"، في وقت ادعى الاحتلال إن التقارير ناتجة عن "بيانات جزئية ومتحيزة".
وحذر تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة، السبت، من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة وسط تصاعد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريباً. وقال التقرير "ربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في وقت قريب".
منظمة الصحة العالمية
ودعمت "منظمة الصحة العالمية" هذا التحذير، إذ قال مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إن "تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال قطاع غزة مثير للقلق الشديد".
ودعا غيبريسوس، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، إلى "زيادة فورية في المساعدات الإنسانية بغزة، وتوفير وصول آمن لها، وخاصة الغذاء والأدوية لعلاج سوء التغذية الحاد في غضون أيام وليس أسابيع". وشدد المسؤول الأممي أن "تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال غزة مثير للقلق الشديد".
ويعاني سكان غزة وشمال القطاع، من مجاعة حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
الأزمة تتوسع
وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.
واستنكر بعض المنتقدين أسلوب التجويع في شمال غزة، مما دفع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لتحديد موعد نهائي ينتهي خلال أيام لتحسين الوضع الإنساني أو مواجهة قيود محتملة على التعاون العسكري.
موقف الاحتلال
وإثر تحول التقرير الى ميدان تحذير عالمي، رفضت إسرائيل تلك البيانات، وقال الجيش في بيان: "للأسف، يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة".
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه عزز جهود تقديم المساعدات بما شمل فتح معبر إضافي الجمعة. وأضاف الجيش أن 39 ألف شاحنة، تحمل أكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية، دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين، مشيراً إلى عقد اجتماعات يوميا مع الأمم المتحدة التي لديها 700 شاحنة مساعدات تنتظر التسليم والتوزيع.
3 مجازر
وتتزامن سياسة التجويع، مع تصعيد عسكري يطاول المدنيين، حيث ارتكبت قوات الاحتلال 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، بموازاة هجماته وعملياته البرية المستمرة في قطاع غزة، وأسفرت عن 39 شهيدا و123 جريحاً.
وذكر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن خمسة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون جرّاء استهداف قوات الاحتلال لمدرسة فهد الصباح التي تؤوي نازحين في شارع يافا بمدينة غزة. وجرى نقلهم إلى مستشفى المعمداني.
وأضافت أن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني نقلوا 9 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إثر قصف طائرات الاحتلال لخيم تؤوي نازحين في المدينة.
وبعد الظهر، تحدثت تقارير عن سقوط 40 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر السبت، 24 منهم شمالي القطاع. وأفيد عن سقوط شهيدين في قصف إسرائيلي على خيمة للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
كما تم توثيق مصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فضلاً عن سقوط شهيدة في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها