يكاد لا يمر يوم دون تعرض القرى السبع (الطابية وخشام ومرّاط ومظلوم وحطلة والصالحية والحسينية)، الواقعة على ضفة نهر الفرات اليسرى شمالي مدينة دير الزور، للقصف من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
خاصرة رخوة
وتشكل القرى المشار إليها "خاصرة رخوة" للقواعد الأميركية شرقي دير الزور، لجهة وقوعها في منطقة "الشامية" الخاضعة بالكامل لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكونها تطل على قاعدتي حقل العمر وكونيكو، اللتين تتعرضان باستمرار للقصف من قبل ميليشيات مدعومة إيرانياً.
وأكدت مصادر "المدن" أن قوات التحالف الدولي ركزت مؤخراً على استهداف أي تحرك في هذه القرى بالمدفعية الثقيلة، مرجعة ذلك إلى أن "الميليشيات الإيرانية تتخذ منها قاعدة للهجمات الصاروخية على كبرى القواعد الأميركية في سوريا (العمر وكونيكو).
ورجحت المصادر أن تتقدم قوات التحالف الدولي إلى هذه القرى، في حال زيادة التصعيد بين إيران وإسرائيل في المنطقة وسوريا.
قاعدة متقدمة
ولم يستبعد رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، أن يكون الاستهداف اليومي لهذه القرى ضمن خطة التحالف للسيطرة عليها، مبيناً لـ"المدن" أن "هذه القرى قاعدة متقدمة داخل مناطق (قسد)، والسيطرة عليها يعني زيادة تحصين القواعد الأميركية شرقي دير الزور".
وقال إن القرى السبع تشكل خطوط إمداد للخلايا التي تنشط في مناطق "قسد"، وهي الخلايا التي تستهدف القواعد والأرتال الأميركية، مؤكداً أن "واشنطن تريد استباق أي تصعيد مع إيران، بزيادة إجراءات الحماية لقواعدها في سوريا".
لكن وجود موطئ قدم لروسيا في هذه القرى قد يُعيق تقدم قوات التحالف إلى هذه المناطق، ويدعم ذلك وصول تعزيزات عسكرية روسية قبل أسبوع إلى قاعدة حطلة، شملت سيارات عسكرية وشاحنات مغلقة تحمل كميات من الأسلحة.
في المقابل، أدرجت مصادر التعزيزات الروسية في إطار توجه روسيا نحو ضبط الوضع الميداني في سوريا، والتضييق على الميليشيات المدعومة إيرانياً.
وما يدل على ذلك، قيام روسيا قبل نحو شهر بتوزيع مساعدات على أهالي القرى، لكسب ود السكان، واستمالتهم إلى جانبها، بدلاً من إيران التي نجحت إلى حد كبير باستقطاب الحاضنة الشعبية.
أكثر خطورة
ويصف الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي من دير الزور، القرى السبع بـ"الأكثر خطورة" على القواعد الأميركية في دير الزور، نظراً لقربها من قاعدتي العمر وكونيكو، لكنه مع ذلك يقلل من احتمال تقدم أميركا نحوها.
وفي اللحظة التي تتغير فيها قواعد الاشتباك بين الولايات المتحدة وإيران، قد تكون هذه القرى هي أولوية القوات الأميركية في سوريا، كما يؤكد لـ"المدن"، ويقول: "إن موقع هذه القرى القريب جداً من القواعد الأميركية، يجعل السيطرة عليها ضرورة في حال نشوب المواجهات".
بذلك، يفسر علاوي تعرض القرى السبع للقصف بشكل مستمر مؤخراً، بحرص واشنطن على إبقاء الميليشيات المدعومة إيرانياً فيها في حالة من عدم الاستقرار، معتبراً أن "واشنطن أساساً رضيت بالوجود الإيراني في هذه المنطقة".
وتسجل مناطق دير الزور زيادة في معدل الهجمات بين قواعد التحالف والميليشيات المدعومة إيرانياً، والأرجح أن يستمر الوضع على ما هو عليه إلى حين استقرار الأجواء في الإقليم.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها