الأحد 2024/11/10

آخر تحديث: 13:38 (بيروت)

مجازر متواصلة وخطط للاستطيان في شمال قطاع غزة

الأحد 2024/11/10
مجازر متواصلة وخطط للاستطيان في شمال قطاع غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل من أجل إحداث تغييرات جذريّة في غزة (Getty)
increase حجم الخط decrease
استشهد أكثر من 36 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً وأُصيب العشرات جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، صباح الأحد، بالتزامن مع دخول حرب الإبادة الجماعية يومها الـ401 على التّوالي.
وجرى نقل المصابين إلى مستشفى المعمداني، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، في ظلّ غياب خدمات الدفاع المدني والإسعاف وعدم توفّر أي إمكانيات لإخراجهم. ويعود المنزل المستهدف المكوّن من عدّة طوابق لعائلة علّوش، كان التجأ إليه عدد من النازحين وأدى القصف إلى تدميره بشكل كامل.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 43603 شهيد على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال الساعات الـ48 الماضية 51 شهيداً نقلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 102929 منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

مستشفى كمال عدوان
ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في مخيم جباليا، بينما شنّت الطائرات حزاماً نارياً على محيط مستشفى كمال عدوان. 
وفي السياق، جدد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، الأحد، مناشدته المتكررة للمجتمع الدولي من أجل توفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف والمستلزمات الطبية. وحذّر في بيان من تفاقم أزمة نقص الإمدادات الطبية والغذائية، مع ظهور حالات سوء تغذية حادّة بين الأطفال والبالغين، في ظل حصار إسرائيلي مشدّد يعيق وصول الاحتياجات الأساسية. 
ووصف أبو صفيّة ما تقوم به إسرائيل "بالهجوم المنهجي على نظامهم الصحي، حيث تفقد أرواح كل يوم بسبب نقص الرعاية المتخصّصة والموارد"، بحسب البيان. كما ذكر معرباً عن أسفه الشديد أنه "فقط بالأمس، تلقينا تقارير عن أطفال ونساء محاصرين في ظروف صعبة تحت الأنقاض، واليوم ننعي فقدانهم كشهداء، هذه حقيقة لا تُحتمل".

غارات على غزة
وفي مدينة غزة، استشهد خمسة فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة "الخور" في محيط مفترق المغربي بحي الصبرة جنوبي المدينة، بحسب بيان لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني، مشيراً إلى أن "أعمال البحث عن مفقودين لا تزال جارية".
كما أطلقت الآليات الإسرائليية النار في محيط منطقة المصلبة بشارع 8 جنوبي حيّ الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع شنّ الطائرات الحربية غارة على حيّ تل الهوى. كما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار باتجاه الساحل، وعدداً من القذائف صوب ساحل بحر مخيّم النصيرات وسط القطاع.

إعدام معتقلين
ومساء السبت، أعدمت قوّات الاحتلال ثلاثة معتقلين من قطاع غزة هم: المسنّان علي ونادي معروف والشاب حمزة الحتو. وقد قصفتهم طائرة مسيرة، عقب الإفراج عنهم من قاعدة زيكيم العسكرية شمالي القطاع، خلال عودتهم إلى عائلاتهم عبر طريق البحر بالقرب من مسجد الخالدي على بعد كيلومترات قليلة من مكان إطلاق سراحهم.
وكان الشهداء الثلاث قد اعتقلوا خلال توغّل الاحتلال شمال القطاع في تشرين الأول/أكتوبر، وتعرّضوا للتعذيب والتنكيل قبل أن يستشهدوا.

تقسيم القطاع
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل من أجل إحداث تغييرات جذريّة في غزة عبر إنشاء ثلاثة محاور تُقسّم القطاع، وسط ترجيحات بإحياء خطط الاستيطان في بعض المناطق.
وأفاد المراسل العسكري للصحيفة، يؤاف زيتون، بأن جيش الاحتلال وسع بشكل كبير جداً محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ووضع منشآت عسكرية ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها، لافتاً أن سلوك الجيش وخططه الرامية لتوسيع الأراضي وتقسيم القطاع قد تكون منطلقاً للاستيطان الهيودي في غزة.
وقالت الصحيفة، إن محور نتساريم تحوّل إلى بؤرة عسكرية إسرائيلية ضخمة تحتوي معتقلات ومراكز قيادة، مشيرة إلى أن الجيش يعمل على إنشاء محاور جديدة وانتهى بالفعل من إقامة محور يفصل شمال غزة عن سائر القطاع.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت آراء محللين للشؤون العسكرية وصوراً للأقمار الصناعية تؤكد أن أشغال جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر نتساريم ليست إلا جزءاً من مشروع ضخم يخطط له هناك، لإعادة تشكيل غزة وتثبيت وجوده هناك.
يأتي هذا التوسع على حساب مناطق جنوب مدينة غزة، كأحياء تل الهوى، والزيتون، والصبرة، وحي الشيخ عجلين، كما يقضم التوسع مساحات واسعة من شمال المحافظات الوسطى، وتحديداً منطقة شمال مخيم النصيرات، وحي الزهراء، والمغراقة التي مسحت بالكامل، ومنطقة شمال مخيم البريج، وقرية جحر الديك. ويعتبر هذا المحور إحدى نقاط الخلاف الأساسية في المحادثات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة. إذ تصر حركة حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فيما يطالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بآلية لمنع انتقال مسلحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
وفي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر بدأ جيش الاحتلال اجتياحاً برياً شمال قطاع غزة؛ يُعرف بـ"خطة الجنرالات"، تسعى فيه إسرائيل إلى احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار شديد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها