شنّت قوات النظام السوري الأحد، حملة دهم واعتقال طاولت عشرات الأشخاص في مدينة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الغربي وذلك على خلفية اتّهام أجهزة النظام الأمنية للأهالي بإيواء المسؤولين عن التفجيرين في منطقة السيدة زينب، والتستر على المتورطين.
وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن قوة أمنية مشتركة من فرعي المخابرات الجوية والأمن العسكري شنّت حملة دهم واعتقال في مدينة الكسوة، مضيفةً أن القوة اعتقلت نحو 25 شاباً من أهالي المدينة، قبل أن تنقلهم إلى مفرزة الكسوة التابعة للاستخبارات العسكرية، ثم إلى فرع المنطقة (227) في دمشق. وقالت إن من بين المعتقلين، مدنيون ومعارضون رفضوا في وقت سابق المغادرة الى الشمال السوري ضمن التسويات السابقة مع النظام.
وأوضحت أن عملية الدهم تركزت في الحارات الغربية من مدينة الكسوة القديمة (كسوة بلد) إضافة إلى منطقة دوار الثوم، لافتةً إلى أن القوة الأمنية كانت كبيرة جداً وقدمت من العاصمة دمشق، مشيراً إلى أنها أغلقت شارع الكسوة الرئيسي من الجانبين أثناء عملية الدهم.
وعن أسباب العملية، قالت المصادر إنها متصلة بالتفجيرين اللذين ضربا منطقة السيدة زينب قبل ايام، لافتة الى ان الاتهامات سبقتها تهديدات من قبل رئيس مفرزة الكسوة باقتحام المدينة من أجل اعتقال أشخاص مطلوبين في "الكسوة بلد"، ينتمون إلى تنظيم "داعش"، كما اتّهم أهالي المدينة بـ"إيواء الإرهابين والتستر عليهم".
والخميس، قالت وزارة الداخلية في حكومة النظام إن 6 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 23 آخرين جرّاء انفجار دراجة نارية قرب سيارة أجرة في شارع كوع السودان في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.
وجاء التفجير الثاني، بعد 48 ساعة على تفجير أول حدث بطريقة مماثلة في منطقة دوار الروضة عند مدخل السيدة زينب، وأدى إلى جرح شخصين، حسبما ذكر إعلام النظام السوري الرسمي.
وتبنّى تنظيم "داعش" التفجيرين اللذين ضربا السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، مؤكداً في بيان، مسؤوليته عن سقوط 10 قتلى وعشرات الجرحى من "الزوار الشيعة".
وتقع مدينة الكسوة جنوب غرب العاصمة دمشق، ويحيط بها عدد من المواقع العسكرية التي تسيطر عليها إيران وحزب الله اللبناني، إذ سبق وتعرّضت هذه القطع العسكرية وأبرزها الفرقة الأولى وجبل المانع واللواءان 75و91، إلى قصف من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وهجّر النظام المعارضين والمطلوبين في الكسوة إلى الشمال السوري مع بداية العام 2016، ضمن عملية التهجير التي شملت مناطق زاكية وخان الشيح وكناكر في ريف دمشق الغربي، والجنوبي الغربي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها