نظّم نشطاء سوريون الاثنين، المؤتمر السوري لرفض التطبيع مع النظام السوري، بمشاركة الائتلاف الوطني المعارض، والحكومة المؤقتة، وهيئة التفاوض السورية، والمجلس الإسلامي السوري، ومجلس العشائر والقبائل السورية، إلى جانب ممثلين عن المجالس المحلية، وهيئات ثورية وشخصيات مدنية.
وحضر المؤتمر الذي أقيم في مدينة الراعي المتاخمة للحدود التركية في الشمال السوري أكثر من ألفي مشارك.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إبراهيم الحبش ل"المدن"، إن المؤتمر هو مبادرة ثورية بهدف وضع المجتمع الدولي برفض الشارع السوري الانفتاح على النظام السوري.
وأضاف أن المشاركة الواسعة من ممثلي مؤسسات الثورة والهيئات والفعاليات والمدنيين إنما تعكس موقف الشارع الرافض للتطبيع، معتبراً أن "المؤتمر فاتحة لحراك شعبي متواصل عنوانه رفض التطبيع مع النظام".
وأكد البيان الختامي للمؤتمر، الإصرار على استمرارية الثورةِ كفعل إنساني للتغيير المنشود، واعتبار"نظام بشار الأسد، نظاماً مجرماً يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدمير سوريا وقتل أبنائها وتهجير شعبِها ونشر الإرهاب في الشرق الأوسط".
وقال البيان: "يشدد الشعب السوري على وجوب انطلاق عملية إعادة السلام في سوريا من بدايتها الصحيحة، من العملية السياسية لتطبيقِ بيان جنيف والقرارت الدولية ذات العلاقة ولا سيما القرار 2254".
وإذ أكد على "حتمية الدور العربي المحوري ومسؤوليته لإنهاء مأساة السوريين"، ناشد البيان "أخواننا القادة والشعوب من الدول العربِية والقادةَ والشعب من الجمهورية التركية، وحثهم على عدم التطبيعِ مع نظام الإجرام لما يشكله من هدر لحقوق السوريين، من نظام لا يكترث بأمن واستقرار دول الجوار والإقليم، ولا سلامة شعبه ولا شعوبها".
موقف ضعيف للمعارضة
وأقرّ رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس خلال كلمته في المؤتمر، بضعف موقف المعارضة السورية التفاوضي، معتبراً أن "المؤتمرات غير كافية لوقف التطبيع مع النظام السوري".
ودعا جاموس إلى الوحدة، قائلاً: "لا يمكن مواجهة التطبيع إلا بوحدتنا، وتغيير طريقة عملنا، والمجتمع الدولي لا يعترف إلا بالقوي، وحتى نكون كذلك لا بد أن يكون الجيش الوطني جيشاً حقيقياً، والمؤسسات تحت إشراف الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، عند ذلك فقط نكون على طاولة المفاوضات أقوياء".
وتابع: "البقاء في وضعنا الراهن يزيد من وضعنا المأساوي، وهناك جهات عديدة تريد إنهاء قضيتنا". وقال: "نبذل ما بوسعنا من خلال الحراك على المستويات العربية والأوروبية والأميركية، لإيصال صوت أهلنا الرافض للتطبيع".
من جانبه، قال رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى إن الشعب السوري دفع فاتورة كبيرة في سبيل نيل حريته، وتعرض بالمقابل للقتل والتهجير، وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال هذا الشعب متمسكاً بأهداف ثورته.
وأِكد مصطفى أن أهداف الثورة لم تتغير، داعياً إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق السوريين، وقال: "في ظل حمى التطبيع لا بد من وقفة جادة في المناطق المحررة، للانتقال بواقع المنطقة إلى الأفضل".
وفد معارض إلى أوروبا
وفي السياق، علمت "المدن" أن وفداً من المعارضة يعتزم إجراء جولة على عواصم أوروبية لمواجهة التطبيع مع النظام السوري، وذلك بعد الانتهاء من زيارة واشنطن من قبل الوفد الذي يضم رئيس الائتلاف سالم المسلط ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، وممثل المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو.
وفي هذا الإطار قال رئيس الائتلاف سالم المسلط ل"المدن"، إن الجولة ستشمل بروكسل وباريس وبرلين، وتهدف إلى التذكير بالملف السوري.
وبما يخص زيارة واشنطن، تحدث المسلط عن "أجواء إيجابية"، وقال: "سمعنا ما نريد سماعه".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها