بدأت هيئة تحرير الشام عملية إزالة السواتر الترابية من محيط معبر ترنبة الذي يفصل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة النظام السوري عند مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، تمهيداً لفتحه بشكل دائم.
وقال مصدر مطلع ل"المدن"، إن آليات تابعة لتحرير الشام بدأت العمل منذ صباح السبت، على إزالة السواتر الترابية والتحصينات من خطوط بين سرمين وسراقب جنوب شرقي إدلب، موضحاً أن العملية بمثابة توسعة لمعبر ترنبة الضيق الذي تدخل عبره المساعدات الأممية من مناطق سيطرة النظام.
وأضاف أن عناصر من فرقة الهندسة التابعة لتحرير الشام بدأت عملية إزالة وتفكيك شبكة الألغام الموجودة في محيط المنطقة بين سرمين وسراقب، لافتاً إلى أن العمل يتم بوتيرة سريعة جداً على مرأى من قوات النظام على الجهة المقابلة وطائرات الاستطلاع الروسية في السماء. ورجّح أن يكون المعبر جاهزاً للعمل خلال اليومين القادمين، إذا استمرت وتيرة العمل بالسرعة التي بدأت بها.
ويُستخدم معبر ترنبة-سراقب في عملية إدخال المساعدات الإنسانية من مناطق سيطرة النظام السوري ضمن الآلية العابرة للحدود. وسبق أن تعرّضت تحرير الشام لانتقادات لاذعة وهجوم من قبل ناشطين معارضين بسبب المعبر، معتبرين أن المساعدات التي تدخل عبره لن تحدث أثراً يُذكر على النازحين السوريين شمال غرب سوريا، بسبب قلتها الشديدة مقارنة بتلك التي تدخل عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية.
من جانبه، أكد الإعلام الرديف في تحرير الشام الأنباء التي تتحدث عن قرب افتتاح المعبر. واعتبر أن إعادة فتحه لم تكن خيانة لدماء الشهداء، وإنما كانت "عملية مدروسة ستعود بالنفع والفائدة للجميع في المحرر ولو لم تكن مضمونة لما تم ذلك". وأشار إلى أن المعابر مع النظام لم تتوقف من ناحية التبادل التجاري إلا بعد الحملة الأخيرة على المحرر منذ نحو 3 سنوات، في حين "استمرت مفتوحة طيلة 8 سنوات في عموم المناطق المحررة".
من جانبه، هاجم الشرعي المنشق عن تحرير الشام طلحة الميسر زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني. واعتبر أنه "في الوقت الذي هلّل وصفق للرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب إقراره لقانون قيصر، ومطالبته الأخير بتفعيله ليُنهك النظام اقتصادياً، نجده يستعد من أجل فتح معبر سراقب لينعشه اقتصادياً، بعدما كان يعوّل على القانون من أجل انهياره".
وقال الميسر على "تلغرام": "يفتحون معابر التهريب في إدلب ودرع الفرات مع النصيرية، ويعملون جاهدين لجعلها رسمية في سراقب وأبو الزندين، إنهم التافهون الخونة لصوص الثورة الذين باعوا القضية وسلموها لعمهم الأميركي، ثم رجعوا يلهثون ويبحثون عن صفقة هنا وسمسرة هناك".
وكانت فرقة "السلطان مراد" التابعة للجيش الوطني قد أعادت قبل أيام، فتح معبر أبو الزندين الذي يفصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة عن سيطرة قوات النظام في ريف حلب الشرقي من الجهة الغربية لمدينة الباب، وقامت بإدخال شاحنات تحوي مادة البرغل إلى مناطق النظام، قبل أن تُعيد إغلاقه مرة جديدة، بسبب خلافات تطورت إلى اشتباكات بين ضباط النظام على الجهة المقابلة المعبر، ثم إلى قصف استهدف محيط المعبر.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها