الإثنين 2022/02/14

آخر تحديث: 12:03 (بيروت)

كيف يؤثر التقارب الإسرائيلي-التركي على سياسة أنقرة السورية؟

الإثنين 2022/02/14
كيف يؤثر التقارب الإسرائيلي-التركي على سياسة أنقرة السورية؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
عادت تركيا وإسرائيل إلى مسار تحسين العلاقات بعد سنوات من التوتر بينهما، لكن هذه المحادثات قد لا تخلو من التأثير على سياسات أنقرة في سوريا.
شهدت العلاقات التركية-الإسرائيلية أسوأ فتراتها التاريخية عام 2010، عندما قتل جنود إسرائيليون 9 مواطنين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة المتجهة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. 
 أجرى الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ مكالمات مجاملة لبعضهما البعض، ومن المقرر أن يلتقيا في تركيا في منتصف آذار/مارس. ومن المتوقع أن يعدّ الاجتماع لعلاقة أكثر ودّاً بين الدولتين.
في الأثناء، يواصل مسؤولون استخباراتيون ودبلوماسيون من الجانبين محادثاتهم للتوصل إلى تفاهم مشترك لتطبيع العلاقات. من المقرر أن يكون التعاون الأول في مجال الطاقة.
وقالت مصادر وزارة الخارجية التركية ل"المدن"، إن تركيا عرضت التوقيع على معاهدة الحدود البحرية لتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة للبلدين في شرق البحر المتوسط. تهدف تركيا إلى منع أي إستكشاف أو حفر إضافي عن مصادر الهيدروكربونات في المنطقة.
ويبدو أن لدى تركيا ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة، التي سحبت دعمها لمشروع خط أنابيب من شأنه أن يوفر الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر قبرص. كان أردوغان يجادل بأن المشروع لم يكن مجدياً، والطريقة الأكثر عملية هي نقل الغاز عبر تركيا، بمساعدة خطوط الأنابيب الموجودة بالفعل. لكنها ذلك يأتي مع تكلفة.
وقال دبلوماسي تركي ومصدر أمني تركي إن إسرائيل وضعت على طاولة النقاش وجود أعضاء من حركة حماس في تركيا، وهي تريد من تركيا تسليم بعضهم أو على الأقل إبعادهم عن ملاذهم الآمن.
تم طرح هذا الأمر على الطاولة فقط، ووفقاً للمصادر نفسها، وما تريده إسرائيل واضحاً، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى هذه النقطة والتحدث عنها بالتفصيل.
هل ما تطلبه تركيا واقعي؟
في غضون ذلك، تسببت الحرب في سوريا بظهور المئات من الميليشيات المدعومة من إيران على الحدود الإسرائيلية، وهي تحت رعاية حزب الله، أكبر كابوس لإسرائيل.
لذلك بدأت إسرائيل في توجيه صواريخها باتجاه الجماعات المسلحة المدعومة من إيران أولاً على حدودها، ثم إلى أهداف قريبة جداً من دمشق. بالطبع، يمكن أن يكون ذلك ممكناً فقط بفضل روسيا، التي اختارت عدم تفعيل أنظمتها الدفاعية فوق سوريا خلال هذه الهجمات.
تمت مراقبة هذه التطورات عن كثب في أنقرة. لم تكن هناك ردود فعل ملموسة من تركيا، على الرغم من أنه يبدو أن لديها علاقات وثيقة مع إيران، لكن لديها مصالح متضاربة مع إيران بشأن سوريا.
قوات المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب، آخر معقل للمعارضة في شمال غرب سوريا، هي أكبر عدو للميليشيات المدعومة من إيران. الاشتباكات العنيفة بين الجانبين أسفرت عن مقتل مئات العناصر، بينهم عدد من الجنود الأتراك.
بين إسرائيل وتركيا خلافات حول نهجهما تجاه سوريا أيضاً، لكن يمكن أن يكون تلك نقطة اهتمام مشترك. يبدو الآن أن أنقرة تفكر في استغلال هذه الفرصة.
ما ستحاول أنقرة فعله، وفقاً لمسؤول أمني تركي، هو إقناع إسرائيل باستخدام نفوذها على روسيا، لتكون قادرة على الاحتفاظ بقواتها ومواقعها العسكرية في إدلب.
وتعتقد مصادر تركية أن لدى إسرائيل نفوذاً كافية على روسيا لتتمكن من تحقيق ذلك. اثنان من الدبلوماسيين الأتراك ومسؤول أمني يقولون إن إسرائيل لم تتعهد أو تعطي الضوء الأخضر لأي أمر حتى الآن.
ليس من الواضح ما إذا كان نفوذ إسرائيل كافياً للقيام بذلك. بالإضافة إلى ذلك، دعا السفير الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف إسرائيل هذا الأسبوع إلى وقف ضرباتها على سوريا، في محاولة لإظهار أن موسكو لم تكن راضية عن الهجمات، بعد أن قتل صاروخ إسرائيلي جندياً سورياً قرب العاصمة السورية.
سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى نرى ما إذا كانت تركيا ستحقق ما تأمله، فقط إذا لم تستعِد روسيا وسوريا السيطرة على إدلب قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها