وقال صالح في رسالة وجهها للشعب العراقي: "لقد تلقيت خلال الساعات الماضية اعتذار عدنان الزرفي عن التكليف بتشكيل الحكومة المنتظرة، وقد قبلت الاعتذار، الذي هو بمثابة مؤشر صحة والتزام ومسؤولية".
وأضاف الرئيس العراقي: "أجمعت القوى السياسية العراقية على ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة، وشمل هذا الإجماع كل القوى السياسية". ودعا الكاظمي إلى "اختصار الزمن الدستوري وتقديم برنامجه وتشكيلته الحكومية بأقرب وقت ممكن".
وفي أول تعليق عقب تكليفه، قال الكاظمي في تغريدة: "مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة، أتعهد أمام شعبي الكريم، بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق، وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام".
ويأتي تكليف الكاظمي بعد خلافات كبيرة داخل البيت السياسي الشيعي حول الشخصية المرشحة لتولي رئاسة الحكومة.
وقررت قوى شيعية قبل يومين ترشيح الكاظمي في محاولة لمنع حصول الزرفي على التأييد المطلوب، ويبدو أنها نجحت في استمالة الأكراد والسنة وهو ما أربك المشهد ورفع من حظوظ الكاظمي الذي يعتبر شخصية شيعية معتدلة وغير حزبية وله علاقات متوازنة مع الجميع.
ومع الساعات الأولى من نشر تسريبات عن احتمالية اعتذار الزرفي عن تشكيل الحكومة وتكليف الكاظمي بدلاً منه، رحب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، بترشيح الكاظمي، داعياً الجميع لدعمه.
وبحسب محللين، فإن تكليف الكاظمي حظي بموافقة إيران، بعد اعتراضها السابق عليه، لكنها اليوم تجد فيه الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة الحالية، عقب فشلها في إنهاء تكليف الزرفي، وهي تريد عبور مرحلة الفراغ الذي تركه قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، وتجنبا لانكسار هيبة القائد الجديد إسماعيل قاآني الذي لم يتمكن في زيارته الأولى إلى بغداد من توحيد البيت الشيعي ضد الزرفي.
وكان المسؤول الأمني في ميليشيا كتائب "حزب الله" العراقي (المدعوم من إيران) أبو علي العسكري رفض بشكل قاطع ترشيح الكاظمي واتهمه بمساعدة الولايات المتحدة لتنفيذ عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
والكاظمي أمام مهمة صعبة فشل فيها قبله الزرفي وعلاوي، بعد عدم تمكنهما من إقناع الكتل السياسية بدعمهما.
إلا أن الكاظمي يحظى حتى الآن بدعم كتلتي السنة والأكراد (65 مقعداً) إضافة إلى خمس كتل شيعية، تملك 106 مقاعد في البرلمان، بإجمالي 171 مقعداً من أصل 329.
ووفقا للدستور العراقي أمام الكاظمي فترة 30 يوماً لعرض حكومته الوزارية على البرلمان، وبخلاف ذلك يتم ترشيح شخصية جديدة قد تكون الرابعة بعد الزرفي ومحمد علاوي.
سيرته الذاتية
وولد مصطفى عبد اللطيف الكاظمي في بغداد عام 1967، متزوج ولديه طفلتان. حاصل على شهادة بكالوريوس بالقانون، ولا يمتلك جنسية غير الجنسية العراقية، وكان يحمل جواز لجوء سياسي كونه معارضاً.
غادر الكاظمي العراق عام 1985 عن طريق إقليم كردستان إلى إيران ثم ألمانيا ثم بريطانيا، اختار لقب الكاظمي خلال عمله كصحافي.
برز في مجال حل النزاعات وتوثيق جرائم النظام السابق، وعمل مديراً تنفيذياً لمؤسسة الذاكرة العراقية وساهم في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا نظام صدام حسين، وأدار مؤسسة "الحوار الإنساني" للتأسيس للحوار بديلاً عن العنف في حل الأزمات.
عمل كاتب عمود ومديراً لتحرير قسم العراق في موقع "المونيتور" الدولي، وركزت مقالاته على تكريس روح السلم الاجتماعي في العراق. وألف العديد من الكتب أبرزها "مسألة العراق" و"المصالحة بين الماضي والمستقبل".
شغل رئاسة تحرير مجلة "الأسبوعية" المملوكة آنذاك للرئيس العراقي برهم صالح. وعينه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي رئيساً لجهاز المخابرات العراقي في العام 2016.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها