بعد أقل من أسبوع على استهداف إسرائيل لمصانع الصواريخ الإيرانية في منطقة مصياف، حلقت صباح الأربعاء مقاتلات إسرائيلية من طراز "F-16D" فوق سماء لبنان، لتستهدف بصواريخ "دليلة" الإسرائيلية مستودع ذخيرة تابع لقوات الدفاع الجوي السورية في منطقة الزبداني شمال غرب دمشق.
ونتيجة لهذا الاستهداف، اندلع حريق كبير كان الممكن رؤيته على بعد أميال من الموقع.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الجيش السوري، أسفر الهجوم عن مقتل ضابط وإصابة ثلاثة آخرين.
ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هذا الموقع المذكور. ففي 26 كانون الأول/ديسمبر 2018، أي بعد استهداف الموقع بيوم واحد، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية عن مسؤول استخباراتي أميركي قوله إن مستودع الأسلحة المعني كان مستودع أسلحة لفيلق القدس، تم نقله من مطار مهر آباد في طهران إلى مطار دمشق الدولي، ليتم الاحتفاظ به داخل الموقع المذكور ريثما يتم نقله إلى حزب الله في لبنان.
أهداف الاستهداف
الأرجح أن يكون الاستهداف هذه المرة، مرتبطاً بشكل مباشر بالمخاوف الإسرائيلية من أي عمل انتقامي قد تقوم به إيران، في الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني والتي تحل في 3 كانون الثاني/يناير.
أما مستوى فعالية الضربات الإسرائيلية على المواقع المستهدفة فهي غير محسومة، بما أن الإيرانيين يعتمدون سياسة التعتيم على الخسائر. لكن الخطة الإسرائيلية المتبعة في الضربات التي استهدفت الموقع هي نفسها. فمعظم عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا تفيد أن الاستهداف الإسرائيلي للمواقع المستهدفة غالباً ما يسبقه توجيه ضربات صاروخية تهدف إلى تعطيل وقمع المواقع الرادارية والدفاعية المنتشرة حول الموقع المقصود.
وبمراقبة المواقع التي تتابع حركة الطائرات المدنية، كان يمكن ملاحظة هبوط طائرة إيرانية (برقم التعريف الوطني EP-FAB) تابعة لشركة "فارس قشم" للطيران (التابعة لشركة ماهان المملوكة من قبل الحرس الثوري الإيراني)، قادمة من مطار مهرآباد الدولي في مطار دمشق الدولي في 28 كانون الأول/ديسمبر 2020.
يبدو أن الأهداف الرئيسة التي تقف وراء استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لهذا الموقع هي:
أولاً: تقليص القدرات القتالية لقوات الدفاع الجوي السوري، من أجل تمهيد الطريق أمام ضربات جوية محتملة قد تشنها إسرائيل داخل سوريا مستقبلا.
ثانياً: تقليل جاهزية حزب الله وحرمانه من شحنات الصواريخ الإيرانية الدقيقة.
فشل منظومات الدفاع السورية
تبين نظرة على صور الأقمار الصناعية الحديثة الملتقطة للمنطقة في عام 2020، أن هذا الموقع التابع لقوات الدفاع الجوي السوري يحتوي على ثلاثة أنظمة دفاع صاروخي قصيرة المدى من نوع "بانتسير إس 1 إي"، بالإضافة إلى وجود خمس منظومات للدفاع الجوي متوسط المدى من طراز "بوك إم 3" إلى جانب أربع منظومات صاروخية قصيرة المدى من طراز "بانتسير إس 3" في الشمال الغربي من الموقع المستهدف.
تلعب هذه الأنظمة دوراً مهماً في مواجهة صواريخ كروز التي تطلقها مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي من سماء لبنان نحو سوريا، لأن صواريخ "دليلة" الإسرائيلية يجب أن تمر عبر وادٍ في منطقة الزبداني في طريقها إلى أي هدف في دمشق أو حولها.
لكن على الرغم من وجود كل أنظمة الدفاع الصاروخي هذه، لم تُبدِ قوات الدفاع الجوي السورية أي مقاومة علنية لحماية المستودع المستهدف، أو لحماية نفسها على الأقل، مما يشير إلى وجود خطأً منهجي وضعف في القيادة والتنسيق في نظام الدفاع الجوي السوري، الذي أصبح يشتمل على أنظمة قديمة يسهل تحييدها من قبل المقاتلات الإسرائيلية قبل بدء الهجوم الرئيسي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها