إثر إعلان اتفاق "قوات سوريا اليموقراطية" والنظام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قوات النظام على مدينة منبج، وتسيير الشرطة العسكرية الروسية دورياتها على خطوط التماس بين النظام وقوات "نبع السلام" في شمالها الغربي.
مصادر "المدن" في منبج، نفت تماماً أي وجود لقوات النظام داخل المدينة، وأكدت أن "قسد" ما زالت تسيطر على الشؤون الإدارية والعسكرية فيها، مشيرة إلى انتشار رمزي لقوات النظام برفقة دوريات روسية على طول خطوط التماس مع قوات "نبع السلام" في الدادات على ضفة نهر الساجور، وفي السكرية غربها، إضافة لبضعة حواجز مشتركة بين قوات النظام و"قسد"؛ اثنان غربي المدينة، وواحد عند دوار المدفع، والآخر عند قرية الحيّة، وثالث عند قرية الخطاف شرقاً.
وتواردت أنباء خلال الساعات الماضية عن نشاط لقوات النظام في ريف منبج الغربي، تضمن أعمال سلب ونهب وتعفيش، ترافقت مع تمركز القوات في قرى مدنة صغير ومشرفة البوير، ونصبها مدافع عيار 130 وقاذفات هاون، إضافة لتجوال مجموعات تابعة لمليشيا "فوج العشائر-رعد المهدي" التابعة لإيران في قريتي خربة بشار وأبو قلقل في ريف منبج الجنوبي.
وفي عين العرب "كوباني" توقفت القوات التي أرسلها النظام عند المعبر على مشارف المدينة، فيما تمركز بعض العناصر برفقة دورية روسية بين زور مغار وشيوخ على نهر الفرات، على بعد نحو 30 كيلومتراً شرقي المدينة.
ومع إعلان الاتفاق، قامت قوات النظام بنقل سريتين من عناصر "الفوج الخامس هجانة"، المتمركز داخل مدينة الحسكة، إلى بلدة تل تمر، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال غربي الحسكة. فيما حاولت وحدات من "فوج طرطب/154" المتمركز في ريف القامشلي، التوجه الى مدينة المالكية "ديريك"، لكن أوامر مفاجئة أوقفت مسيرها.
واقتصر الانتشار المحدود لقوات النظام في الحسكة، بحسب مصادر "المدن"، على ثلاث نقاط؛ اﻷولى في صوامع اﻷغيبش على تخوم بلدة تل تمر، وأخرى في اﻷهراس شمالي البلدة، بعد انسحاب "الجيش الوطني" الذي استطاع دخولها لساعات، وثالثة في قرية باب الخير شمالا على طريق رأس العين التي تشهد معارك شرسة بين قوات "نبع السلام" و"قسد".
عقب اﻻتفاق دفع النظام بحشد من قواته إلى الرقة، ورجحت مصادر "المدن" أنها تنتمي لمليشيات "القاطرجي". وانتشرت صور تلك القوات، تنقلها سيارات شحن المواشي، من أثريا عبر الطبقة إلى عين عيسى، التي دخلتها برفقة إعلاميين موالين، قبل أن تنسحب منها باتجاه مشارف الرقة، من دون أن تدخلها، قبل أن تعود من حيث جاءت، أي من دون أي تمركز فعلي أو حتى رمزي.
تحرك هذه القوات رافقته الشائعات عن تمركزها في عين عيسى والطبقة، التي قال إعلام النظام أن قواته انتشرت فيها وسيطرت على مطارها، بعد أن "أمنت" السد. واتضح في ما بعد أن لا شيئاً من ذلك قد تم، وأن المطار لا يعدو أن يكون أرضاً في طور التحضير للبناء.
رغم خطورة الوضع في ديرالزور التي شهدت في الشهرين اﻷخيرين حراكاً متصاعداً، دعمه "التحالف"، ضد التواجد الإيراني في وادي الفرات، لم يطرأ أي تغيير على نقاط تمركز قوات النظام في المحافظة، ويعود ذلك إلى ما أبداه التحالف وحراك اﻷهالي من رفض لاتفاق "قسد" مع النظام، أمام حماسة الأخير وحلفائه الروس واﻹيرانيين للاستيلاء على مواقع جديدة في المحافظة.
واندلع اشتباك واحد محدود، عبر ضفتي الفرات بين نقطة تمركز لـ"قسد" وأخرى للميلشيات الايرانية المتمركزة في الضفة الأخرى، نجم عنه جرح ثلاثة عناصر من "قسد"، ولم تعرف خسائر الطرف المقابل.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها