زار قائد مليشيا "قوات النمر" العميد سهيل الحسن، الخميس، معسكر جورين في سهل الغاب، وسط استقدام المزيد من التعزيزات إلى المنطقة، وعقب موجة اقتتال داخلي بين المليشيات الإيرانية والروسية، بحسب مراسل "المدن" عبيدة الحموي.
وكانت قوات من "الفرقة الرابعة" وأبناء سهل الغاب في ريف حماة الغربي المتطوعين في صفوفها، قد رفضوا تسليم حواجزهم لقوات "الفيلق الخامس اقتحام" والفرقتين الثامنة والتاسعة. واندلعت، الأربعاء، اشتباكات بين تلك الأطراف، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة. وقال مصدر خاص لـ"المدن"، إن قرار تسليم الحواجز جاء بأوامر روسية، بغرض سيطرة القوات المدعومة روسياً على مناطق النظام في سهل الغاب، في مسعى لتحجيم النفوذ الإيراني الذي تُمثّلهُ "الفرقة الرابعة".
وأضاف مصدر "المدن" أن الاشتباكات امتدت إلى نقاط الكريم والحرة وقبرفضة والرصيف والجيد وتل بكير، مع تواصل وصول تعزيزات للطرفين إلى مدينة السقيلبية ومركز البحوث العلمية وحاجز النحل ومفرق العبر في سهل الغاب. ومعظم النقاط التي شهدت اشتباكات، يتواجد فيها عناصر من أبناء المنطقة المتطوعين في "الفرقة الرابعة"، أو من مليشيات موالية لإيران.
"المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال إن "النمر" المقرب من القيادة الروسية، أجرى جولة في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من الريف الحموي، على خطوط التماس مع مناطق سيطرة المعارضة ومليشيات "هيئة تحرير الشام". وأشار "المرصد" إلى أن زيارة الحسن جاءت بعد إرسال متتالٍ لأرتال من قوات النظام وحلفائها إلى جبهات القتال وخطوط التماس في إدلب وحماة.
ويسعى الروس إلى السيطرة على المنطقة، بالدفع بمليشيات سورية موالية لهم، بشكل متسلسل. في بداية الأمر قامت القوات الروسية بنقل قوات من "فصائل التسوية" من درعا، وزجت بهم في معسكر جورين والنقاط العسكرية المجاورة له. ومنذ بداية العام 2019، عملت روسيا على تسريع عملية السيطرة على المنطقة، من خلال الدفع بأرتال من الفرقتين التاسعة والثامنة والأولى، والفيلق الخامس، بشكل متسارع، إلى جبهات ريف حماة مع المعارضة. ويأتي ذلك ضمن محاولة لإنهاء تواجد "الفرقة الرابعة"، ومليشيات إيران الأخرى.
تمسُّك "الفرقة الرابعة" ومليشيا "الدفاع الوطني" بسهل الغاب، يعود، بحسب مصدر "المدن"، إلى وجود طرق تهريب تستخدمها تلك المليشيات، بين مناطق المعارضة والنظام، لتهريب البضائع والبشر. وتعتبر تلك المليشيات هذه الطرق مصدر رزق لها. كما تتخذ المليشيات الإيرانية من المنطقة مراكز للرصد، قبل القيام بعملياتها داخل مناطق المعارضة.
وكانت القوات الروسية قد أنشأت نقاطاً جديدة لها في تل صلبا بريف حماة الغربي، بالإضافة إلى قواتها المتواجدة في حرش قرية حيالين. وتوزعت قوات "الفرقة التاسعة" في قرية حيالين والجلمة وفي كازية الدنيا بالقرب من حيالين.
وليس هذا هو الخلاف الأول بين الطرفين في سهل الغاب. في بداية أيلول/سبتمبر 2018، جرت اشتباكات بين القوات الروسية ومجموعة من "الدفاع الوطني" بزعامة باسم محمد، في عين القنطرة وعين سلمو غربي الجيد. وذلك على خلفية طلب القوات الروسية لمجموعات النظام في سهل الغاب الأوسط تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة واستلام الشرطة الروسية للمنطقة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها