تتضارب الأنباء حول تنفيذ اتفاق إخلاء مقاتلي "الدولة الإسلامية" من آخر جيب لهم جنوبي دمشق. وبات مؤكداً، أن قافلة مؤلفة من بضع حافلات، خرجت صباح الإثنين، من مخيم اليرموك، تقل جميع من تبقى من مسلحين ومدنيين، وانقسمت باتجاهين؛ إلى إدلب وتضم النساء والأطفال والمسنين، وإلى البادية السورية وتُقلّ الرجال والشبان، مدنيين كانوا أم مُسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب مراسل "المدن" رائد الصالحاني.
مصادر "المدن" أشارت إلى أن القافلة التي توجهت إلى أدلب تضم حوالي 250-300 شخص، وقد وصلت إلى حمص، في حين أن القافلة المتوجهة إلى البادية تضم 800-1000 شخص.
مصادر مقربة من النظام من بلدة يلدا، أكدت لـ"المدن"، أن مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن باتت خالية تماماً من المقاتلين والسكان، وتحت سيطرة النظام بالكامل. وتكون بذلك قد انتهت العمليات العسكرية جنوبي دمشق، والتي تسببت بمقتل 900 عنصر من مليشيات النظام، وعدد غير معروف من مقاتلي التنظيم، وتدمير مخيم اليرموك والحجر الأسود، بعد شهرين من المعارك.
التضارب في الأنباء حول خروج المقاتلين من المخيم يبدو عائداً إلى تخوّف النظام من رفض "التحالف الدولي" إخراج القافلة باتجاه البادية. ولذلك لجأ النظام إلى التكتم على الخبر، حتى خرجت القافلة باتجاه البادية.
خروج القافلة جاء تنفيذاً لاتفاق غير مُعلن بين "داعش" والجانب الروسي. وبحسب مصادر "المدن"، فقد انطلق جزء من القافلة من اتوستراد حرستا الدولي، في تمام الساعة الحادية عشر من صباح الإثنين، باتجاه مدينة إدلب، ترافقه عشرات السيارات من "فرع فلسطين" و"فرع الدوريات"، بالإضافة إلى قوات روسية كـ"ضامنة" لاتفاق الإخلاء.
ولم يُعرف شيء بعد عن مصير القافلة المُتجهة إلى البادية. وتُسيطر مجموعات من "داعش" على أجزاء من البادية الشامية. وكان مفترضاً، قبل الخروج النهائي، تسليم "داعش" للنظام خرائط المنطقة، وأماكن تواجد الألغام، وفتح بعض الطرق أمام مليشيات النظام.
كما أن بعض مقاتلي "داعش" وقياداته، كان قد تمّ نقلهم خلال مراحل مختلفة من العملية العسكرية، إلى فروع الأجهزة الأمنية، بعدما انتهت مهامهم كعملاء للنظام كانوا قد اخترقوا صفوف التنظيم.
إعلام النظام قال إن المنطقة شهدت "وقفاً لإطلاق النار بشكل مؤقت ريثما يتم إخلاء النساء والأطفال والشيوخ لتستأنف بعدها العمليات العسكرية"، مُشيراً إلى أن التنظيم أصبح مُحاصراً في مكان ضيق جداً، وأن إعلان "تحرير" المنطقة بات قريباً، من دون تحديد مصير عناصر التنظيم، مع التأكيد المستمر أن ما جرى ويجري هو استسلام للتنظيم لا تفاوضاً بين "الدولة والإرهابيين".
وتتضارب الأنباء حول عملية تبادل جرت بين النظام والتنظيم، فجر الأحد، تم خلالها تسليم عشرات الجثث العائدة لقتلى النظام والموجودة لدى "داعش". ونفت مصادر "المدن" إطلاق النظام سراح معتقلات وتسليمهم إلى التنظيم. ولا معلومات مؤكدة حول تلك العملية، وسط تكتم كبير على ما يجري في الخطوط الأولى من منطقة الاتفاق، وإبعاد عشرات الضباط والعناصر عن المنطقة، وإبقاء المعنيين بعملية التفاوض وعدم السماح لهم بالتصريح تحت طائلة المحاسبة. كما منع النظام الإعلاميين من التواجد في المنطقة، وكذلك الوكالات العالمية العاملة ضمن دمشق.
مصدر مقرب من النظام، قال لـ"المدن"، إن مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن سيتم إخلاؤها، بشكل كامل، في الوقت الحالي، من دون السماح لأحد بالبقاء فيها، ولن يُسمح حتى لعناصر المليشيات الفلسطينية بالسكن فيها حالياً.
عملية إخلاء المنطقة تأتي تزامناً مع انسحاب مجموعات تابعة لـ"قوات النمر" وعلى رأسها العميد سهيل الحسن، ومجموعات أخرى تابعة لـ"قوات الغيث" من "الفرقة الرابعة" باتجاه درعا، لبدء عمل عسكري في المنطقة بعد انتهاء المهام الموكلة إليها في ريف دمشق.
وبخروج "داعش" من مخيم اليرموك، يكون النظام قد بسط سيطرته على كامل دمشق وريفها، بعد ست سنوات من المعارك و"المُصالحات" والتهجير القسري، في الغوطتين الشرقية والغربية والقلمون الشرقي ومناطق الجنوب الدمشقي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها