استكملت قوات النظام تنفيذ بقية بنود اتفاقية بيت جن، التي كانت قد توصلت إليها قبل نهاية عام 2017، وفق توصيات قدمها الجانب الإسرائيلي للجانب الروسي الذي ضغط بدوره على "لجان المصالحة" الممثلة بالإعلامية كنانة حويجة، بحسب ما أكدته مصادر "المدن".
وبدأت قوات النظام تنفيذ البنود المتعلقة بـ"تسوية أوضاع" مقاتلي ومدنيي قرى بيت جن في جبل الشيخ من ريف دمشق الغربي، مع تسليمهم العتاد الثقيل والرشاشات، وفتح طريق بيت جن–حينة، ذهاباً وإياباً، وفق ما أكده أحد عناصر "التسوية" لـ"المدن".
وتابع المصدر، أنه فور انتهاء "لجنة المصالحة" من "تسوية أوضاع" المدنيين والعسكريين في قرى بيت جن، ستبدأ بتنفيذ البنود المتعلقة بـ"الحكم المحلي" للمنطقة من خلال تشكيل مليشيا عسكرية أشبه بـ"فوج الحرمون"، الذي يقاتل إلى جانب النظام، ومن المفترض أن تتبع لـ"الأمن العسكري" وبتمويل من "جمعية البستان" التي يملكها رامي مخلوف.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الأحد، إن الجهات المختصة بدأت "تسوية أوضاع" العشرات من المسلحين بالتزامن مع استلام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لإعادة مسلحي بيت جن إلى "حضن الوطن"، والبقاء في منازلهم وأرضهم وممارسة أعمالهم اليومية إيذاناً بعودة الحياة للمنطقة بعد معاناة طويلة من "إرهاب وممارسات عدوانية ضد جميع مظاهر الحياة فيها".
وقال مصدر عسكري، لـ"المدن"، إن الفوج المحلي الجديد سيتم تشكيله وفق شروط مسبقة وضعتها إسرائيل ضمن الاتفاق الذي أبرم عبر الطرف الروسي. وتشمل الشروط عدم الاحتكاك مع أي من المليشيات الإيرانية على الإطلاق، أو الاستجابة لأية مؤازرات عسكرية. وأضاف المصدر، أن الفوج المحلي الجديد سيكون برئاسة قائد "لواء عمر بن الخطاب" إياد مورو، التابع للمعارضة، والذي قاتل ضد النظام خلال الأيام الماضية في قرى بيت جن.
وكان مورو، قد نفى عبر تسجيل صوتي قبل أيام، ذلك الأمر، إلا أن مصادر متطابقة أكدت لـ"المدن" تسلمه لقيادة الفوج الجديد. ويبدو أن الجانب الإسرائيلي قد ضغط لعدم إخراج مورو مع قوات المعارضة التي أخرجت قسراً إلى محافظة درعا، وبقائه في المنطقة لقيادة المليشيا الجديدة.
وأضافت المصادر، أن الفوج الجديد ستوكل إليه مهام أخرى تتعلق بمراقبة تواجد المليشيات الإيرانية، خصوصاً إذا ما حاولت الاقتراب إلى مسافة الـ5 كيلومترات عن حدودها، التي اشترطتها إسرائيل في الاتفاق المبرم مع الجانب الروسي.
وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، كانت قد قالت في تقرير لها مطلع كانون الأول/ديسمبر، إن تعزيزات كبيرة وصلت إلى ريفي درعا والقنيطرة الشمالي، قرب قرية زمرين، التي تعتبر خط تماس بين المعارضة وقوات النظام. وقالت الوكالة الإيرانية إن الهجوم الذي يتم التحضير له سيطال الصمدانية والحمدانية في ريف القنيطرة الشمالي، إلى جانب عمليات عسكرية ستشهدها منطقة مثلث الموت "قريباً".
وتعتبر إسرائيل أن إبعاد المليشيات الإيرانية عن مراصدها، في سفوح جبل الشيخ والقريبة من بيت جن، أحد أهم الشروط.
وقال مصدر عسكري من أبناء المنطقة، منتسب لـ"فوج الحرمون" التابع للنظام، لـ"المدن"، إن الجانب الروسي طالب النظام بسحب عناصر "حزب الله" اللبناني خلال الأسابيع الماضية، واستبدالها بقوات من "الفرقة السابعة" و"الفرقة الرابعة" و"اللواء 90" و"الفرقة العاشرة" وعناصر من القوات الرديفة، كـ"سرايا التوحيد" و"سرايا العرين"، التي تعتبر إسرائيل أنها لا تملك أجندة إيرانية، وولاؤها لـ"الجيش السوري".
وأشار المصدر إلى وجود عناصر من "لواء الأمام الحسين" العراقي تقاتل إلى جانب النظام، إلا أنها لم تتجاوز الطريق الدولي لبلدة حينة.
وكان المعارض السوري عصام زيتون، المقرب من إسرائيل، قد نشر مقالاً في إحدى الصحف الإسرائيلية، عن تخوفه من قيام المليشيات الإيرانية بتفجير مقام الشيخ عبدالله للطائفة الدرزية، لإثارة الفتن بين الطوائف في منطقة جبل الشيخ، وطالب إسرائيل بتدخل مشيخة العقل في الجولان المحتل لعقد اتفاق بين الطوائف في المنطقة.
وكانت قرى بيت جنّ في جبل الشيخ من ريف دمشق الغربي، قد عقدت اتفاق "مصالحة"، قضى بانسحاب المقاتلين غير الراغبين بالبقاء إلى درعا أو إدلب، بإشراف "الهلال الاحمر"، وبقاء رافضي الخروج في بلداتهم، بشرط "تسوية أوضاعهم" والانخراط في مليشيا محلية موالية للنظام. وبلغ عدد الأشخاص الذين خرجوا ما يقارب 400 شخص من عسكريين ومدنيين. ومن ضمن الشروط التي نص عليها "اتفاق المصالحة"، إطلاق سراح المعتقلين الواردة أسمائهم في قوائم قدمتها المعارضة إلى "لجنة المفاوضات"، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ونص الاتفاق على عدم دخول مليشيات النظام بلدتي بيت جن ومزرعتها، لكن بشرط رفع علم النظام على المباني والدوائر الحكومية داخل البلدتين.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها