ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام"، بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي الذي تديره "الأحرار" ويعتبر مصدر تمويل لها، وسط تقدم كبير لـ"جبهة فتح الشام" (أهم مكونات "الهيئة") باتجاه بوابة المعبر الرئيسية، وسيطرتها على بناء المعمل الازرق المجاور لمدخل المعبر.
وتواردت اخبار مؤكدة من المنطقة عن دخول قوات فصل من "فيلق الشام" و"حركة نور الدين زنكي"، بين الطرفين المتحاربين، إلى منطقة سرمدا قادمة من الدانا وحزانو. "الفيلق" كان قد أصدر بياناً يؤكد فيه وقوفه على الحياد، في حين انشقت "الزنكي" الخميس عن "هيئة تحرير الشام".
القائد العسكري لـ"أحرار الشام" الفاروق أحرار، نشر الجمعة مقطعاً مصوراً من محيط معبر باب الهوى، أكد فيه أن المعبر لا يزال تحت سيطرة "الحركة"، وانتقد فيه "تحرير الشام" التي وصفها بـ"الخوارج" و"أعداء الثورة والإسلام".
مقاتل من "أحرار الشام" من داخل معبر باب الهوى، قال لـ"المدن"، إن "المعبر بحكم الساقط بيد (تحرير الشام)، والقوات التابعة للأحرار داخل المعبر هي بحكم المحاصرة، وتنتظر المؤازرة من مناطق أخرى". وقد اطلقت "فتح الشام" المُحاصِرَة لعناصر "أحرار الشام" داخل المعبر، نداءً تعطي فيه الأمان للعناصر مقابل تسليم أنفسهم والخروج من الأبنية داخل منطقة معبر باب الهوى. وجاء في النداء: "نداء إلى إخواننا من جنود أحرار الشام في معبر باب الهوى. كل من يخرج منكم إلى إخوانه له منا الأمان، ويعود إلى بيته سالما لا يمس بسوء له ما لنا وعليه ما علينا. وإلى اخواننا في قيادة أحرار الشام. اخرجوا لاخوانكم معززين مكرمين فلكم منا الأمن والسلامة، ثم نجلس بعدها جلسة للخروج بمشروع يوحدنا وينقذ ثورتنا و يصحح مسارها بالاتجاه الصحيح".
الاشتباكات بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي، بدأت ظهر الخميس بعدما أعلنت "أحرار الشام" بلدتي سرمدا والدانا منطقة عسكرية، ودفعت بأرتال لها باتجاه معسكراتها في جبل بابسقا المطل على باب الهوى، وعززت نقاطها في منطقة باتبو من محيط سرمدا، رداً على انطلاق أرتال لـ"تحرير الشام" باتجاه المناطق الحدودية. ودارت معارك عنيفة في المنطقة، بشكل عام، لم تُحيّد المدنيين، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية. وبحسب ما أكد مصدر محلي من بلدة باتبو جنوبي سرمدا، لـ"المدن"، فإن قذائف مدفعية سقطت على الأحياء السكنية سببت اصابات في صفوف المدنيين، مصدرها مدافع هاون ودبابات لـ"فتح الشام" متمركزة على مفرق مدينة الدانا.
وتواردت أخبار الخميس عن دخول اول دفعة مقاتلين من قوات "درع الفرات" إلى الأراضي السورية، هدفها القضاء على "تحرير الشام". وأكد مصدر عسكري في "أحرار الشام" هذه المعلومات، نافياً أن تكون تلك القوات تابعة للجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات"، ومؤكداً أن الدفعة الأولى من المقاتلين الذين دخلوا الأراضي السورية للمشاركة في الاشتباكات الدائرة هم مقاتلون من "أحرار الشام" وبالتحديد "أحرار الشرقية"، ممن كانوا في ريف حلب الشمالي ضمن عملية "درع الفرات" وتمّ طلبهم كمؤازرة لـ"الحركة".
وفي السياق، أكد قائد "القوات الخاصة" في "فرقة الحمزة"، أحد تشكيلات "درع الفرات"، عبدالله حلاوة، لـ"المدن"، أن قوة عسكرية من "درع الفرات" قوامها 3000 مقاتل ستكون جاهزة خلال ساعات لتدخل الاراضي السورية من خلال معبر باب الهوى أو المنطقة المحيطة به. وأكد حلاوة أن هدف هذه القوات هو القضاء بشكل نهائي على "هيئة تحرير الشام"، ووضع حد لتجاوزاتها وتآمرها على الثورة السورية.
وتنتشر أنباء عن أن قوات "درع الفرات" التي ستدخل الشمال السوري هي من فصائل المعارضة المسلحة التي سبق وأخرجتها "جبهة النصرة" من تلك المناطق منذ العام 2014، وأغلب عناصرها من "جبهة ثوار سوريا" و"حركة حزم" وغيرها.
الاشتباكات التي تشهدها إدلب لم تقتصر على منطقة معبر باب الهوى الحدودي، فقد سبقتها معارك واشتباكات عنيفة، صباح الخميس، في ريف إدلب الجنوبي، بعدما أرسلت "تحرير الشام" أرتالاً عسكرية من منطقة كنصفرة في جبل الزاوية إلى سهل الغاب الذي تسيطر عليه "أحرار الشام". في الوقت الذي حركت فيه "أحرار الشام" قواتها المتمركزة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب لتتمكن من السيطرة على منطقة جبل شحشبو جنوبي كفرنبل، بشكل كامل، من دون أن تتقدم باتجاه كفرنبل، بحسب ما أكده لـ"المدن"، قائد "أحرار الشام" في كفرنبل فضل العكل. وأضاف العكل أن "أحرار الشام" في كفرنبل حيّدت نفسها عن النزاع بعد إعلان "جيش إدلب الحر" نفسه كقوة فصل في المنطقة.
مصدر عسكري من "صقور الشام" المنضمة مؤخراً إلى "أحرار الشام"، أكد لـ"المدن"، أن منطقة السفح الشرقي لجبل الزاوية عصية على "عصابة الجولاني"، ولن تسمح بتقدم أرتال "الهيئة" عبر تلك المنطقة، بعدما دارت اشتباكات متقطعة بين "الصقور" و"الهيئة" في منطقة كفرحايا على قمة جبل الزاوية.
الاشتباكات المستمرة منذ أيام في إدلب يبدو أنها لن تنتهي إلا بوجود قوة وحيدة مسيطرة على المحافظة، وسط مطامح لفصائل لم تشارك في المعارك، كـ"فيلق الشام" المرشح الأبرز لإدارة معبر باب الهوى الحدودي، و"حركة الزنكي" المنافسة له، وقوات "درع الفرات" التي تحلم بدخول إدلب كون أغلب عناصرها ممن هجّرتهم "جبهة النصرة".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها