أعلن مؤخراً عن تشكيل مليشيا "قوات درع الوطن/صقور القنيطرة" الموالية للنظام في محافظة القنيطرة، كاندماج بين مليشيا "الكتيبة الأولى" من "فوج الجولان" ومليشيا "صقور القنيطرة". واقتصر الاندماج بين "فوج الجولان" و"صقور القنيطرة"، على المنتسبين لهما من أبناء بلدة خان أرنبة فقط. ويشارك التشكيل الجديد في المعارك الدائرة الآن في محيط جبل الشيخ، حيث يساند مليشيات النظام في اقتحام بلدات بيت جن ومزارعها ومغر المير، المُحاصرة.
ويتبع التشكيل الجديد "قوات درع الوطن/صقور القنيطرة"، فعلياً، لمليشيا "جمعية البستان"، ومسؤول الارتباط بين الطرفين هو سامر درويش، المنتمي لـ"البستان". كما ينسق التشكيل الجديد، بشكل مباشر مع مليشيا "حزب الله" في المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة. التنسيق مع "حزب الله" كان يتم عن طريق الحاج اللبناني "أبو مهدي" الذي قتل قبل أيام في معارك بيت جن في جبل الشيخ. ولم تتمكن "المدن" من معرفة من حلّ مكان "أبو مهدي".
ومعظم عناصر "صقور القنيطرة" من المتخلّفين عن الخدمة الإلزامية في قوات النظام، ومنهم من كان سابقاً من "الجيش الحر" وقام بـ"تسوية وضع" ضمن اتفاقيات "المصالحة". ولطالما تلقى عناصر "الصقور" و"الفوج" تدريباتهم في "معسكر نبع الفوار" التابع لقوات النظام، بإشراف "خبراء" من مليشيا "حزب الله" اللبنانية.
وتم تعيين محمد الحاج، كقائد عام لـ"قوات درع الوطن/صقور القنيطرة". وتتألف المليشيا الجديدة من "كتيبة صقور القنيطرة" التي استلم قيادتها ياسين الخبي، و"كتيبة الجولان" بقيادة ياسين صليبي. ويُقدّرُ عدد عناصر التشكيل الجديد بأكثر من 1500 عنصر، من بلدة خان أرنبة وحدها.
قبل أسابيع من إعلان تشكيل "درع الوطن/صقور القنيطرة"، حدثت مشاجرة بين قائد "الكتيبة الأولى" في "فوج الجولان" ياسين صليبي، وقائد "فوج الجولان" خالد اباظة، على خلفية تنحية أباظة لصليبي، واستبداله بقيادي أخر معروف بانصياعه وتنفيذه أوامر أباظة. وعلى أثر تلك المشاجرة، تم تشكيل "درع الوطن/صقور القنيطرة"، في مسعى لخفض نفوذ أباظة على خان أرنبة. وخالد أباظة، شركسي من بلدة بير عجم في ريف القنيطرة، وما زالت تحت سيطرة المعارضة. واباظة، ابن الرئيس الأسبق لفرع الأمن السياسي في حماة العميد وليد اباظة، أثناء أحداث الثمانينيات.
وبقي "فوج الجولان" قائماً بقيادة خالد أباظة، إلا أنه بات مقتصراً على كتيبتين فقط؛ "الكتيبة الثاني" في بلدة حضر الدرزية على سفح جبل الشيخ بقيادة "أبو مشهور"، و"الكتيبة الثالثة" في بلدة جبا بقيادة "أبو صهيب".
"فوج الجولان" و"صقور القنيطرة" كانا قد تشكلا في الفترة ذاتها من 2014، وجزء من عناصرهما وقياداتهما من المقاتلين سابقاً في "لواء المعتصم بالله" التابع للمعارضة المسلحة.
واستلم قيادة "فوج الجولان" منذ تأسيسه، مجد حيمود، إلى أن
قُتل في تفجير في بلدة خان أرنبة، في حزيران/يونيو 2017، ليتسلّم قيادة "الفوج" من بعده خالد أباظة. "القيادة القطرية لحزب البعث" كانت قد أصدرت قراراً بإعادة هيكلة وتشكيل قيادة فرع "حزب البعث" في القنيطرة،
وعينت خالد أباظة، أميناً لفرع "حزب البعث" في المحافظة، في آب/أغسطس 2017. "حزب الله" كان قد انفرد في القنيطرة بقيادة الفعاليات التدريبية لمليشيا "فوج الجولان" المعروفة محلياً بـ"القوات الرديفة"، رغم أنها تتبع مباشرة لـ"الحرس الجمهوري".
في حين استلم قيادة "صقور القنيطرة" فادي الحاج الملقب "أبو صخر"، والذي قتل بدوره في نيسان/إبريل 2015. وتوالي "صقور القنيطرة" مليشيا "جمعية البستان" (لصاحبها رامي مخلوف إبن خال بشار الأسد)، وتزعمها من بعد الحاج، ياسين الخبي.
الخلاف بين "فوج الجولان" و"صقور القنيطرة" يعود إلى خلاف شخصي بين حيمود والحاج، منذ العام 2013. إذ أنه وبعدما حوّل فادي الحاج ولاءه من الجيش الحر ليؤسس "اللجان الشعبية" في خان أرنبة، تواصل مع مجد حيمود الذي انشق بعده بـ3 شهور عن الحر، كي ينضم إلى "اللجان" الممولة من "جمعية البستان". إلا أن حيمود، وبمساعدة من عضو "لجنة المصالحة" في القنيطرة عضو "مجلس الشعب" هناء السيّد، شكّل "فوج الجولان" الذي استقطب عدداً كبيراً من المقاتلين المحسوبين على فادي الحاج ولجانه.
الخلاف بين "الفوج" و"الصقور" تصاعد بعد مقتل فادي الحاج، وسط اتهامات لـ"الفوج" وحيمود، بالتواطؤ مع المعارضة للتخلص من الحاج.
ويتشارك "فوج الجولان" و"صقور القنيطرة" السيطرة على مدينة البعث وتل بزاق وتل كروم والصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة. وشارك "فوج الجولان" و"صقور القنيطرة" في عمليات عسكرية لقوات النظام خارج القنيطرة، شملت حماة وريف دمشق الغربي.
ومنذ مقتل مجد حيمود، بدأ خالد أباظة في فرض هيمنته على خان أرنبة و"صقور القنيطرة" باسم "فوج الجولان" و"الحرس الجمهوري". لذا، يعتبر الاندماج الجديد، رداً لاعتبار "اللجان الشعبية" وبالتالي "صقور القنيطرة" في خان أرنبة، وربما لـ"جمعية البستان" من خلفهما.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها