يمر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي شُكل منذ عامين ونصف، في واحدة من أكثر الأزمات التي واجهته صعوبة. فالائتلاف الذي يعاني من مأزق علاقاته بالداخل السوري، تعصف به حالياً أزمة مالية حادة تكاد توقف نشاطاته "المحدودة" أصلاً، بحيث بات محتملاً إنفراط عقده لصالح تشكيل جديد يمثل معارضة الداخل والخارج على حد سواء.
زيارة الائتلاف الأخيرة الى الدوحة جاءت، بالدرجة الأولى، في سياق محاولته ايجاد حل للأزمة المالية التي يعاني منها، على ما أكدت مصادر مطلعة لـ"المدن"، وكمحاولة لتأمين دعم سياسي إضافي له، بعد تجاهل دوره في الفترة الأخيرة. وقد أصبح الائتلاف عاجزاً عن تأمين أجور موظفيه في أمانته العامة والمكاتب الأخرى التابعة له، وهي الأزمة نفسها التي تعاني منها الحكومة السورية المؤقتة.
وفي ظل تزايد الحديث عن دور مرتقب للتقارب السعودي-التركي-القطري في الملف السوري قد يؤدي، في أول الأمر، الى تشكيل كيان جديد بديل للائتلاف الوطني، فإن تفاصيل هذا الكيان لا تزال غامضة حتى بالنسبة الى الائتلاف نفسه، إذ أكدت المصادر نفسها لـ"المدن" أن الائتلاف الوطني لم يُبلّغ بعد من أي جهة بفكرة تأسيس كيان بديل أو مواز له، مشيرة الى أن كلاً من "قطر وتركيا ما تزالان تدعمان الائتلاف سياسياً بشكل كامل، وأن أي طرح لتشكيل كيان جديد حتى اللحظة عار عن الصحة بالكامل". وهذا ما أكده أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، في تشديده على الدعم الكامل للائتلاف الوطني ومؤسساته.
وتشير تقارير صحhفية الى أن المملكة العربية السعودية قد وجهت دعوات لما يقارب ثلاثين شخصية سورية، من الداخل والخارج السوري، لحضور اجتماع تعقده في السعودية لتوحيد رؤى المعارضة، لتكون قادرة على التفاوض مع نظام الأسد في ظل تأمين دعم دولي لها. إلا إن أعضاء الائتلاف الوطني وجهت إليهم هذه الدعوات بصفتهم الشخصية، لا بصفتهم التنظيمية، مما قد يوحي بتخلي السعودية عن الائتلاف الوطني، إن صحت التقارير.
من جهة ثانية، أكد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني في تصريحات له أن "الائتلاف ليس قلقاً بسبب هذه الدعوات والمؤتمرات، لأنها تسعى الى توحيد رؤى المعارضة السورية، والائتلاف جزء من هذه المعارضة". وأضاف مروة أن الائتلاف قاطع "مؤتمر موسكو لأننا لم نلمس جدية من النظام والجانب الروسي. أما مؤتمر القاهرة فنحن لم نُدعَ إليه ولم يكن واضحاً بما يكفي. ولكننا نرحب بأي مؤتمر يعمل على تقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة السورية".
وتبدو الزيارات واللقاءات التي يعقدها الائتلاف تسير في الاتجاه نفسه الذي أشار إليه مروة، خصوصاً زيارة رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة الى السعودية مطلع الشهر الحالي، وإلتقائه بمجموعة من القادة العسكريين.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها