تتواصل المبادرات السياسية لحل الأزمة السورية، وتتواصل معها الاجتماعات المتتالية للفصائل والكتل السياسية والعسكرية المعارضة للخروج برؤية موحدة. وحتى الآن لم تتمكن المعارضة من الوصول إلى هذه الرؤية، خصوصاً مع زيادة الانقسام داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أكبر تحالفات المعارضة السورية.
الائتلاف واصل اجتماعات دورته الثامنة عشرة، التي بدأها الجمعة، في مدينة اسطنبول التركية. وعلى الرغم من وصول الاجتماعات إلى يومها الأخير، إلا أن الائتلاف لم يصل بعد إلى أي نتائج، وخاصة في موضوع اختيار رئيس جديد له، خلفاً لهادي البحرة.
وحتى اليوم، لم يعلن الائتلاف أسماء المرشحين رسمياً لعضوية الهيئة الرئاسية الجديدة، التي تضم كلاً من رئيس الائتلاف ونوابه الثلاثة والأمين العام للائتلاف. وقالت مصادر مطلعة لـ"المدن" إن المرشحين الأوفر حظاً، هم: نصر الحريري لمنصب رئيس الائتلاف، وجواد أبو حطب لمنصب الأمين العام، وهما مرشحا كتلة التجمع الوطني التي يتزعمها ميشيل كيلو. بينما رشحت الكتلة الديموقراطية التي ينتمي إليها رئيس الائتلاف الحالي هادي البحرة، كلاً من خالد خوجة رئيساً للائتلاف ويحيى مكتبي لمنصب الأمين العام. في حين حُسم موقع نائب الرئيس عن مقعد النساء، لنغم الغادري، بعدما أعلنت نائب الرئيس الحالي نورا الأمير، عزمها عدم الترشح مجدداً. وأكدت المصادر أن الانتخابات ستجري مساء الأحد، لانتخاب رئاسة جديدة للائتلاف.
وعلى الرغم من كثرة الملفات العالقة على طاولة اجتماعات الائتلاف، إلا أن المجتمعين في اسطنبول مازالوا عاجزين عن الوصول إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف، باستثناء الاتفاق الذي حصل بين الكتلتين المتنازعتين في صفوف الائتلاف؛ الكتلة الديموقراطية وكتلة التجمع الوطني، حول الحكومة السورية المؤقتة واستمرار تكليف رئيسها الحالي أحمد طعمة، بتشكيل حكومته الجديدة.
وفي اتصال مع "المدن"، قال رئيس الكتلة الديموقراطية فايز سارة، إن اجتماعات الائتلاف يجب أن تنتهي اليوم، وإن جميع الأطراف متفقة على إنهاء حالة الفوضى والانقسامات داخل الائتلاف. وشدد سارة على أن "الاجتماع يسير ضمن المعايير المعتادة للائتلاف، لكن هذه المرة من دون تشنجات ومشادات". ونفى سارة أن يكون هناك أي اتفاق حول المبادرة الروسية.
من جانبه، قال عضو كتلة التجمع الوطني موفق نيربية، إن دعوات موسكو للحل، يجب أن تكون موجهة للائتلاف كجهة سياسية تمثل الشعب السوري، وليس لأفراد من الائتلاف بصفتهم الشخصية. واعتبر نيربية في حديث لـ"المدن"، أن الحل السياسي مطلوب اليوم في سوريا "لكن ليس بما يحمي الأسد ونظامه، بل بما يحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة".
وفي سؤال عن التوافقات لانتخاب رئاسة جديدة للائتلاف، قال نيربية "يجب على المجتمعين أن يتحلوا بروح المسؤولية لإنهاء حالة الانقسام، الائتلاف اليوم في أضعف مراحله، ولا يمكن أن يقود الائتلاف عملية تفاوضية إذا بقي على هذه الحال".
وفي ملف الحكومة السورية المؤقتة، اسمتع الائتلاف الوطني إلى عرض قدمه اللواء سليم إدريس، عن خطته لإدارة وزارة الدفاع، خاصة مع تراجع الجيش الحر وتقدم الجماعات الإسلامية التي لا تنتمي إلى هيئة الأركان العامة. وكان هادي البحرة قد ألغى قرارات الاجتماع السابق، الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر، لعدم قانونية الجلسات، ودعا إلى اجتماع طارئ في مطلع كانون الأول/ديسمبر، لكن الاجتماع لم يعقد حينها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها