أعلن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، في بيان له الأحد، أنه وبعد لقاء دام لساعات، بين أمينه العام نصر الحريري، وقادة 17 فصيلاً عسكرياً، تمّ الاتفاق على"تشكيل لجنة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، التي من شأنها حل النزاع وإيقاف الهجمات العسكرية على الجيش السوري الحر في مناطق إدلب وحلب". وأكد الحريري على أنّ الصراع الذي يشهده الحراك العسكري في سوريا "مؤسف للغاية ولا يصبّ في المصلحة الوطنية بل على العكس تماماً". محذراً من الإصرار على المضي في مثل هذه الصراعات والاستنزاف الداخلي لقوى الثورة، لأن ذلك "من شأنه أن يعرقل عجلتها، ويقدّم خدمات مجانية لقوات الأسد ونظامه".
من جهة أخرى، قال الرئيس السابق للإئتلاف معاذ الخطيب، السبت، في حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" إنه زار روسيا مع شخصيات أخرى من المعارضة، واجتمعوا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومسؤولين روس آخرين. وكتب "بدعوة من روسيا، قمت وشخصيات سورية معارضة بزيارتها. جرى الحديث عن الحل السياسي وآلياته". وأضاف في تغريدة أخرى "ذكرنا للروس أن بلدنا لا يمكن أن يكون في عافية، بوجود رأس النظام؛ فهو المسؤول الأول عن الدماء والخراب ولا يمكن قبول دور له في مستقبل سوريا".
ولفت الخطيب إلى أن الاجتماعات كانت "إيجابية" وتمحورت حول "فتح آفاق للحل السياسي وضرورة العمل، ومن خلال ثوابت (الشعب السوري) في نيل حريته، على إيجاد آليات لانتقال سياسي، حيث لا يمكن للمنظومة القائمة أن تجمع السوريين وتبني بلدهم". ورداً على ما وصفها بـ"الشائعات" التي تناولت اللقاء، عاد الخطيب ليوضح "لمن يهمه الأمر" أنه لم يحصل أي لقاء مع أي طرف من النظام، مضيفاً: "لكن في حال أن إنقاذ سوريا يتطلب ذلك، فسنلتقي مع الجميع بما فيهم من يمثل النظام، فسوريا بلدنا وكفاها دماً وخراباً واغتيالاً لقدراتها البشرية، وإبادة لحضارتها وشعبها".
ويتزامن الكشف عن تفاصيل اجتماع موسكو، مع بدء وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، زيارة إلى دمشق. وسيلتقي دي ميستورا مع مسؤولين حكوميين، لبحث أفكار بشأن تنفيذ اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار. والخطة التي قدمها دي ميستورا في تشرين أول/أكتوبر إلى مجلس الأمن، تقضي بتجميد القتال في بعض المناطق، للسماح بنقل مساعدات إنسانية والتمهيد لمفاوضات سلام.
ميدانياً، ألقت طائرات مروحية تابعة لجيش النظام السوري، السبت، براميل متفجرة، كما نفذت طائرات حربية غارات على بلدة الباب، شمال شرقي مدينة حلب، ما تسبب في مقتل 21 شخصاً بينهم أطفال، وإصابة نحو 100 شخص. كما فتح الطيران الحربي فجر الأحد نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في دوار الجندول والكاستيلو بحلب المدينة، في حين دارت اشتباكات في حي العامرية جنوب حلب، وفي محيط مبنى المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب، وترافقت مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات. كما اندلعت معارك على أطراف حي كرم الطراب قرب مطار النيرب، شرق حلب.
من جهة أخرى، تمكنت قوات المعارضة المسلحة، الأحد، من تحرير ثكنتين عسكريين جديدتين تابعتين لجيش النظام في بلدة الشيخ مسكين، بريف درعا الشمالي؛ وهما تل حمد وكتيبة الميكا. وكان مقاتلو المعارضة قد تمكنوا قبل أيام من فرض سيطرتهم على ثمانية حواجز وثكنات عسكرية في البلدة، وذلك ضمن معركة تحرير الشيخ مسكين، التي أطلق عليها اسم "ادخلوا عليهم الباب".
كما أعلنت كتائب متعددة عن بدء معركة "هدم الجدار"، بهدف السيطرة على تل أم حوران ومضخة المياه وحرفوش والأمن العسكري، في نوى بريف درعا. وتمكنت قوات المعارضة المسلحة، من السيطرة على تلي الهش الشمالي والجنوبي، وكتيبة دبابات الحجاجية، وحقل الرمي والأمن العسكري والرحبه وسرية الكونكورس والشؤون الإداريه وحاجز حوي في نوى. وذلك عقب اشتباكات مع قوات النظام في إطار "هدم الجدار". وقام الطيران المروحي فجر الأحد بإلقاء البراميل المتفجرة على بلدتي إبطع والشيخ مسكين. بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على بلدة عتمان، فيما سمع دوي انفجار عنيف في بلدة داعل يعتقد أنه ناجم عن سقوط صاروخ أرض- أرض اطلقته قوات النظام.
كما شهد الريف الغربي لمدينة كوباني "عين العرب" قصفاً عنيفاً من قبل قوات البشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب الكردي، واستهدف القصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، في منطقتي منازي والإذاعة. وشهدت محاور مسجد الحاج رشاد وسوق الهال والجبهة الجنوبية للمدينة تبادل إطلاق للنار، منذ ليل السبت.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها