إرباك في المدارس والحلبي يعلّق الدروس غداً

وليد حسين
الإثنين   2024/09/23
ستتخذ القرارات التربوية "كل يوم بيومه" ربطاً بتطور الأوضاع الأمنية (عباس سلمان)
بعد قرار ترك الحرية لمديري المدارس والثانويات اتخذ قرار الإقفال أو فتح أبواب مدارسهم بحسب الظروف الأمنية لكل منطقة، عاد وزير التربية عباس الحلبي وأعلن اليوم الإثنين إقفال المدارس اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية، وذلك نظرا لتطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظات المذكورة، مما يشكل خطرا على انتقال التلاميذ إلى المدارس والمؤسسات التربوية المذكورة. وفيما لم يبدأ العام الدراسي في المدارس الرسمية (يفترض أن يبدأ العام الدراسي في القطاع الرسمي الإثنين المقبل) بدأت الأخيرة في المناطق الواقعة في مدينة صيدا وجبل لبنان، بفتح أبوابها لاستقبال النازحين من قرى الجنوب. ما يؤشر إلى عدم إمكانية إنطلاق العام الدراسي في القطاع الرسمي، في حال استمرت الاعتداءات الإسرائيلية.   

وكانت غالبية المدارس الخاصة في الجنوب والبقاع أقفلت أبوابها اليوم الإثنين بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية. لكن بعد حالة الهلع التي حصلت جراء توسع الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق الجنوبية وفي البقاع، عادت وطلبت المدارس في صيدا وفي مناطق أخرى من الأهالي إعادة أبنائهم إلى بيوتهم.

هم أمني وتربوي
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية ومنسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب يوسف نصر أكد لـ"المدن" أن قرار إقفال جميع المدارس في لبنان ما زال قيد البحث مع وزير التربية. ففي الوقت الحالي تعمل المدارس الخاصة وفق القرار الذي صدر يوم أمس بترك الحرية لمدراء المدارس بإقفال أو فتح أبواب المدراس بحسب ظروف كل منطقة. ولفت إلى أن أي قرار في الوقت الحالي صعب، مؤكداً أنهم يأخذون بالاعتبار أمرين أساسيين: الهمّ الأمني والهمّ التربوي.

وأضاف نصر أن المسؤولية على كاهلهم كبيرة، فمن ناحية لا يريدون أن يلحق الطالب أي أذى جراء تفاقم الأوضاع الأمنية، ومن ناحية ثانية يريدون انقاذ العام الدراسي. لذا سنستمر بالتعليم حيث أمكن ولن نقصر مع الطلاب أو نتركهم في بيوتهم، لكن سنأخذ بالاعتبار الظروف الأمنية ومدى توسعها. وبالتالي سنتخذ القرارات بهذا الشأن "كل يوم بيومه"، وذلك إلى حين جلاء الأمور: حيث يمكن تعليم الطلاب من دون مخاطر أمنية ستفتح المدارس أبوابها، وحيث توجد مخاطر سيتم إقفال المدارس. فالحكمة تقتضي ذلك. وعلى الرغم من المخاطر المحدقة والقلق الذي يعيشه كل اللبنانيين سنواصل رسالتنا آخذين بالاعتبار الهمّين الأمنيّ والتربويّ".

القرارات رهن تفاقم الظروف الأمنية
لا قراراً رسمياً بإقفال المدارس والجامعات في كل لبنان في الوقت الحالي. فأي قرار من هذا النوع لا يمكن للحلبي تحمله منفرداً، ويفترض أن يناقش في الحكومة. ولم يبحث هذا القرار في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم، كما أكدت مصادر وزارية. جل ما حصل أنه حيال توسع الضربات الإسرائيلية على مختلف مناطق الجنوب، لجأ الوزير الحلبي إلى قرار الإقفال الجزئي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. فموضوع إقفال المدراس من عدمه يؤدي إلى انقسام بين اللبنانيين، بمعزل عن توسع الضربات الإسرائيلية.

في مناطق بيروت وجبل لبنان والشمال يفضل أهالي الطلاب فتح المدارس أبوابها، مع ترك الحرية للأهل المذعورين بإرسال أولادهم من عدمه إلى المدرسة، بينما في الجنوب والبقاع يفضلون تأجيل العام الدراسي لأسبوع لجلاء الأمور ومعرفة كيفية تطور الظروف الأمنية. وتقول المصادر أن القرار في وزارة التربية هو بقاء الأمور على حالها: حيث لا يوجد مخاطر أمنية يستمر التعليم وحيث يوجد مخاطر تقفل المدارس أبوابها. وبالتالي سيتخذ الوزير الحلبي القرارات بحسب تطور الظروف الأمنية ولن يتسرع في قرار إقفال عام وشامل في كل لبنان.  

إقفال المدارس
تجدر الإشارة إلى أنه بعد توسع الاعتداءات الإسرائيلية وسقوط عشرات الشهداء عاد وأعلن الوزير الحلبي وقف الدروس في محافظات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكار، على أن يشمل وقف الدروس أيضا الجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في المناطق اللبنانية كافة يوم غد الثلاثاء. ودعا الوزير جميع المسؤولين عن المؤسسات التربوية والجامعية إلى متابعة بيانات الوزارة بهذا الخصوص.