ياسين لـ"المدن": جهزنا 435 مركز إيواء استعداداً للشتاء

فرح منصور
الإثنين   2024/10/21
تعمل لجنة الطوارئ على تأمين الثياب الصوفية للعائلات النازحة.
باشرت الدولة اللبنانيّة تنفيذ خطط طوارئ الحرب. وتحديدًا تلك المُتعلقة بتأمين احتياجات العائلات النازحة المُتواجدة داخل مراكز الأيواء، مع اقتراب فصل الشتاء. خصوصاً وأن هذه المراكز ومن بينها المدارس الرسميّة ليست مجهزة بوسائل التدفئة، حتى أنها غير ملائمة للسكن، لحاجتها إلى الترميم والتجهيز.   
واستعدادًا لفصل الشتاء، يؤكد منسق لجنة الطوارئ الحكوميّة، الوزير ناصر ياسين،في خديث الى "المدن" أن الحكومة وضعت خطة مؤلفة من ثلاثة أجزاء أساسيّة. تتضمن تأمين وسائل تدفئة وتوفير مادة المازوت لمراكز الإيواء والمدارس الرسمية التي ترتفع عن البحر بين 300 و500 متر، فضلاً عن تزويد المدارس الرسمية بوسائل تدفئة والقيام بإصلاح وترميم مراكز الإيواء، وتوفير الملابس والاحتياجات اللازمة لتوزيعها على النازحين. 

بدأت الأزمة في أيلول الماضي، حيث نزح أكثر من مليون مواطن لبنانيّ نحو مناطق آمنة بسبب القصف الإسرائيليّ. لم يتمكنوا من إخراج جميع لوازمهم الخاصة لأنهم لم يتوقعوا أبدًا أن فترة نزوحهم ستطول كثيرًا. لذلك، وبعد توزع مئات الآلاف داخل مراكز الإيواء والمدارس الرسمية ظهرت حاجاتهم الضرورية إلى وسائل تدفئة وملابس، وكل ما يحتاجه المرء لمواجهة المنخفض الجوي والبرودة القاسية.

تجهيز وترميم مراكز الإيواء


أنذاك، ضعت الدولة اللبنانية، خطة للطوارئ، تتعلق بمراكز الإيواء وتوزيع الأهالي في مناطق متنوعة في حال توسع الحرب ونزوح السكان، ولكن ما لم يكن مُتوقعًا أبدًا أن الجنوب سيُفرغ بالكامل من سكانه، وسيطال النزوح أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض القرى البقاعية، فتتضاعف أعداد النازحين ليتخطى المليون نازح لبناني في فترة لا تتعدى الأربعة أيامٍ، وهي سابقة في تاريخ الدولة اللبنانيّة.

في حديثه يشرح ياسين تفاصيل الخطة الرسمية التي وضعتها الدولة لمواجهة هذا الواقع، والهادفة إلى حماية العائلات النازحة داخل مراكز الإيواء. يتناول بالأرقام واقع النازحين واحتياجهم فيقول "وفقًا للأرقام الرسمية، هناك أكثر من 250 ألف نازح داخل مراكز الإيواء، ويتم العمل في الوقت الحالي على تأمين المدارس الرسمية أو مراكز الإيواء المرتفعة عن البحر، أي الواقعة في مناطق تشهد تدنيًا كبيرًا في درجات الحرارة، بوسائل التدفئة وتزويدها بمادة المازوت لتوفير الكهرباء، كما أن هناك الكثير من المدارس التي تحتاج إلى صيانة وترميم، كتصليح النوافذ والأبواب، ومنع تسريب مياه الأمطار لداخل الغرف وغيرها من الأمور الأساسيّة، وكذلك تبرز حاجة النازحين لثيابٍ سميكة، وأغطية ومخدات لجميع العائلات النازحة التي لا تمتلك أي شيء منها".

مساعدات متواصلة

ومن موقعه، يؤكد ياسين على تواصله اليوميّ مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية لتأمين احتياجات الناس ومعالجة هذه الأزمة، حيث أن التنسيق والمتابعة مع جميع الجهات المعنية الرسمية في لبنان لم يتوقف منذ أسابيع طويلة. ويقول: "قدمت اليونيسيف مساعدات فيها ألبسة وحرامات، وتم تأمين حوالى 100 ألف قطعة من الثياب السميكة للأطفال، وهناك تجهيزات شملت حوالى 435 مركز إيواء في لبنان ويتم العمل على تجهيز باقي المراكز التي يصل عددها إلى حوالى 1000 مركز موزعين على الأراضي اللبنانيّة.

وعليه، فإن 435 مركزا رمموا وجهزوا بشكل كامل وأصبحت هذه المراكز آمنة ودافئة للأهالي خلال أشهر الشتاء، بحيث توفرت المياه الساخنة ووسائل التدفئة لجميع النازحين بداخله.

في السياق، لا يُخفي ياسين التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة اللبنانية في الفترة الراهنة، خصوصًا وأن عدد النازحين يرتفع بشكل يوميّ، نتيجة التهديدات الإسرائيلية التي تطاول مختلف المناطق اللبنانيّة، لكنه يؤكد "أن لجنة الطوارئ الحكومية تسعى جاهدًة لتفادي هذه الأزمة وتخطيها، وتأمين جميع احتياجات المواطنين".