مرافقو الحريري وأنصاره يعتدون على فرق الإغاثة المدنية
اعتداء مرافقي الحريري
احتجّ الناشطون في ساحة الشهداء على مرور موكب الحريري وتوقّفه بالقرب من جامع محمد الأمين. وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" فإنّ الحريري وصل إلى ساحة الشهداء "لقراءته الفاتحة على ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، من دون أن يدرك الناشطون أنّ الموكب يعود للحريري، احتجّوا وأعاقوا حركته ومنعوه من التقدّم. هو موكب سياسي، وغير مرحّب به في الشارع وبين الناس، مسؤول عما حصل في المرفأ وعما حصل قبله. دفع الاحتجاج على وجود الحريري العناصر الأمنية المولجة حمايته إلى الاعتداء على الناشطين والناشطات. فانتشرت مقاطع فيديو يظهر فيها مرافقو الحريري ينتشرون بأسلحتهم ويقومون بدفع الناشطين حيناً وسحلهم حيناً آخر، وضربهم في الحالتين بالأيدي والأرجل. فزاد التوتّر في المكان وصعّد الناشطون احتجاجاتهم وتمكنوّا من تحطيم زجاج إحدى سيارات الموكب، واستمرّ المشهد على حاله لحين مغادرة الحريري المكان.
اعتداء أنصار الحريري
وتطوّر الأمر في وقت لاحق، مع وصول أنصار للحريري على دراجات نارية من أحياء مختلفة من بيروت. فاقتحموا نقطة تجمّع غرفة الإغاثة متسلّحين بعصي، وحطّموا خيامها وكل صناديق المساعدات الموجودة فيها. كرّر أنصار الحريري مشهد سبق أن التصق بجمهور ثنائي حزب الله وحركة أمل في بيروت الجنوب والبقاع، وأنصار الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف وعاليه. فهجم هؤلاء "الأنصار" تحت عنوان "كلّه إلا الشيخ سعد"، في حين على بعد عشرات الأمتار مفقودين وضحايا ومنازل مهدّمة وشوارع مدمّرة. استفزّهم الاعتراض على الحريري أكثر من مشهد الانفجار، فدلقوا بلطجيتهم في ساحة الشهداء قبل أن يغادروا على متن دراجاتهم باتجاه بيت الوسط.
واللافت في كل هذا المشهد، أنّ عناصر قوى الأمن اكتفت خلال الاعتداءين بالتفرّج على البطش الحاصل من دون تأمين أي حماية للناشطين العزّل.
فريق الإغاثة المركزي
يعمل "فريق الإغاثة المركزي" في ساحة الشهداء على مساعدة بيروت ومنكوبيها على مستويات مختلفة. أولاً، من خلال تأمين المستلزمات الطبية من أدوية وحفاضات وحليب وكمّامات. ثانياً، المساعدة في تنظيف البيوت ورفع الأنقاض منها. ثالثاً، توزيع مساعدات غذائية مؤلفة من مياه ومعلّبات وخبز. رابعاً، العمل على تقديم توجيه نفسي وإرشادي بمشاركة متخصّصين في هذا المجال.
وعمل هذا الفريق وغيره من المجموعات والناشطين على مساعدة الناس في مناطق الجميّزة ومار مخايل والبدوي والمدوّر، حيث حضرت المجموعات وساعدت على حصر الأضرار وجمع الأنقاض إفساحاً في المجال لعملية التنظيف وتقدير الأضرار.
كان هذا المشهد في جهة، ومشهد الاعتداء على الناشطين في جهة أخرى. ويلخّص المشهدان حقيقة أنّ سلطة قتلت الناس بقنبلة موقوتة في مرفأ بيروت، وأمعنت في الاعتداء عليهم في ساحة الشهداء اليوم.